2014 تنتظر المزيد من عدم الاستقرار
من الصحافة الإسرائيلية
آخر تحديث:
السبت 1 فبراير 2014 - 4:35 ص
بتوقيت القاهرة
• شهدت سنة 2013 تراجعا واضحا فى قدرة السلطة الفلسطينية على الحكم بفاعلية فى مناطق يهودا والسامرة «الضفة الغربية». والدليل على ذلك الأرقام التى وردت فى التقرير السنوى لجهاز الشاباك عن أحداث السنة الماضية.
ويتضح أنه منذ استقالة سلام فياض تحديدا «فى 13/4/2013» اصبحت السلطة عاجزة عن المعالجة الفاعلة لمشكلة المسلحين الذين ينشطون فى مخيمات اللاجئين فى الضفة، كما تواجه السلطة صعوبة فى إحباط الهجمات الموجهة ضد السلطة نفسها برئاسة أبومازن.
• وفى تقدير مصادر أمنية أن استقالة فياض تسببت بتدهور الوضع الاقتصادى فى مناطق السلطة وبالتدهور الأمنى جراء التراجع الذى طرأ على قدرة الأجهزة الأمنية الفلسطينية. وهذا العجز فى ممارسة الحكم الذى طرأ فى السنة الماضية هو من بين الأسباب الأساسية للزيادة التى طرأت على أرقام الهجمات الإرهابية فى الضفة الغربية مقارنة بالانخفاض الواضح فى عدد العمليات فى منطقة القدس حيث ساهمت الجهود التى بذلتها الشرطة الإسرائيلية والجيش فى إحباط الهجمات الإرهابية فى هذه المنطقة.
• فى المقابل حدث تطور للأسوأ فى الضفة الغربية جراء خفض الجيش الإسرائيلى قواته العاملة هناك بصورة كبيرة، ولأن عمليات الاحباط والعقاب التى يقوم بها لا تجرى بالقسوة المطلوبة. وتعتقد مصادر عسكرية ومدنية على خبرة فى المنطقة، أن هذا الأمر أدى إلى تآكل مثير للقلق فى القدرة على الردع.
•كما شهدت سنة 2013 بروز عنصر جديد فى الساحة الفلسطينية هو السلفيون والجهاديون الذين حتى الآن ينشطون بصورة أساسية فى قطاع غزة، وبدأت تبرز فى الضفة الغربية خلايا للسلفيين والجهاديين. لكن على الرغم من ذلك، فإن هذه الظاهرة لاتزال هامشية فى الضفة الغربية، ولاتزال حركة «حماس» هى المحرك الأساسى للإرهاب فى الضفة، فنحو 45% من الهجمات بما فيها من هجمات محلية واعمال ارهابية فى إطار المقاومة الشعبية، تجرى بتوجيهات منها.
• وبالاستناد إلى التقرير، وقعت السنة الماضية بضع محاولات خطف بتوجيهات من قطاع غزة وبواسطة شبان أُطلق سراحهم فى إطار صفقة جلعاد شاليط وعادوا مجددا للارهاب. البعض منهم يعمل انطلاقا من القطاع والبعض الآخر من تركيا.
ماذا سيحدث فى 2014؟
• فى تقدير جهات أمنية أن عدم الاستقرار الإقليمى الناتج عن الاضطرابات فى العالم العربى سيؤثر فى الشارع الفلسطينى. كما أنه من المحتمل جدا إذا انهارت المفاوضات او وصلت إلى حائط مسدود، ان يؤدى ذلك إلى موجة من العنف ـ نوع جديد من الانتفاضة أقل استخداما للإرهاب الدموى، وأكثر استخداما لنزع الشرعية عن إسرائيل، وتوجه للشرعية الدولية الداعمة لدولة فلسطينية من دون الاتفاق مع إسرائيل.
• من جهة أخرى، تشهد شعبية أبومازن تراجعا. واستنادا إلى تقديرات خبراء فى هذا المجال، فإذا جرت الانتخابات اليوم ليس هناك ما يضمن فوز أبومازن وحركة «فتح». ومن المحتمل أن تحظى «حماس» بأغلبية أصوات الشارع الفلسطينى.
• لكن على الرغم من ذلك، فإن وضع أبو مازن يبقى أفضل من وضع «حماس» التى خسرت التأييد العربى والدولى وتعانى اليوم ضائقة اقتصادية وكذلك على صعيد الحكم فى قطاع غزة. لكن ذلك لا يمنعها من محاولة استخدام مؤيديها فى الضفة للقيام بأعمال ارهابية داخل أراضى إسرائيل.
• لقد كانت المشكلة الأساسية فى الأعوام الأخيرة وستبقى، الإرهاب المحلى وما يسمى «المقاومة الشعبية» التى تستخدم بصورة خاصة رشق الحجارة والتظاهرات الشعبية والزجاجات الحارقة. ومن المنتظر أن يشهد النصف الثانى من 2014 زيادة كبيرة فى هذا النوع من التحركات فى الشارع الفلسطينى.
• ثمة اقتناع لدى الجميع بأن تحسين الوضع الاقتصادى فى المناطق الفلسطينية يمكن أن يؤدى إلى وقف التوجهات السلبية التى تبرز حاليا وقد تتطور إلى موجة عنف. إن هذه الحقيقة تفسح فى المجال امام إسرائيل لاتخاذ خطوات أحادية الجانب قد تكلفها مالا، لكن من شأنها أن تخدم الاقتصاد الإسرائيلى وستحسن الوضع الأمنى فى المناطق بالنسبة للمستوطنين وسكان إسرائيل عامة. ومن بين هذه الخطوات زيادة كبيرة فى أذونات العمل فى إسرائيل، من التى تعطى للفلسطينيين فى المناطق.