الهلال هزم مانشستر سيتي.. «هكذا»

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الثلاثاء 1 يوليه 2025 - 7:45 م بتوقيت القاهرة

 ** الهلال هزم مانشستر سيتى 4/3، (أربعة أهداف مقابل ثلاثة أهداف) بعد صراع استمر 120 دقيقة، وقت أصلى ووقت إضافى.. هل تصدق تلك النتيجة؟ هل توقعتها؟ أنا شخصيا لم أتوقع هذا الانتصار ولم أتوقع هذا الأداء من فريق عربى، تعد البطولات العالمية والدولية اختبارات للقدرة، وللكفاءة وللموهبة. وأوضح قبل استكمال الكلام: «الهلال بدأ مباراة سيتى بثمانية لاعبين أجانب، والسيتى بدأ المباراة بـ 11 لاعبا أجنبيا». وهو توضيح لمن يعلقون نجاح الهلال فى الفوز وفى التأهل لدور الثمانية على وجود اللاعبين الأجانب، وهؤلاء لا يرون الأجانب فى الأندية الأوروبية والإنجليزية، وهؤلاء أيضا يتوقفون عند حدود الملعب بينما بناء فريق قوى أمر يرتبط بتكوينه وبتعيين مدرب، وها هو إنزاجى الذى تولى قيادة الهلال منذ أسبوعين فقط، ينجح فى تحقيق مفاجأة تاريخية، والمفاجأة ساهم فيها المدرب الإيطالى الذى قاد الفريق أيضا للتعادل مع ريال مدريد، فلا قيل إنه لم يشاهد اللاعبين، ولا قيل إنه يتعرف على اللاعبين، ولا قيل إنه يحتاج إلى الانسجام، وكلها معلبات فى الثلاجة مستعملة ومستهلكة للأسف!

** الهلال السعودى صنع تاريخًا فى كأس العالم للأندية بالفوز على السيتى وبالتعادل مع ريال مدريد. وقد لعب إنزاجى بتكتيك شديد الذكاء، فترك الاستحواذ للسيتى، مدركًا أن فريقه يملك مجموعة من اللاعبين يستطيعون شن هجمات مضادة فى المساحات الخالية، ومن تلك الهجمات توالت أهداف الهلال. وفى الوقت نفسه لعب لاعبو الفريق بنضال حقيقى. لعبوا بشخصية قوية وهم نجوم أصلا. ولا ينكر أحد فرص السيتى العديدة لكن فى مرمى الهلال كان هناك ياسين بونو، الذى تصدى لفرص مذهلة ومنها ما سيدخل التاريخ كأفضل الإنقاذات، ويستحق بونو الدرجة النهائية 10 / 10 فلا تكفى 8 أو 9.

** كانت مواجهة الهلال لمانشستر سيتى  لا تعنى فقط اختبارًا لمدى جاهزية مانشستر سيتى للموسم الإنجليزى بل كذلك تعنى اختبارًا لفكرة هذه البطولة العالمية ذاتها. فهل لا تزال المسافات بين الأندية الأوروبية ونظيراتها الآسيوية والإفريقية والأمريكية الجنوبية شاسعة؟ أم أن الزمن بدأ يُعيد توزيع القوى؟ هل يمكن أن تجارى الفرق العربية والإفريقية والآسيوية فرق أوروبا وأمريكا الجنوبية فى هذه البطولة الكبيرة.

** الإجابة كانت فى أرض الملعب تعادل الفريقان فى الوقت الأصلى

 2/ 2 على ملعب كامبينج وورلد ستاديوم في أورلاندو. وسجل للهلال كل من  البرازيليين ماركوس ليوناردو (46 و112) ومالكوم (52) والسنغالى كاليدو كوليبالى (94) وللسيتى كل من البرتغالى برناردو سيلفا (9) والنرويجى إيرلينج هالاند (55) وفيل فودن (104)، ليواجه الهلال فى دور الثمانية  فلومينينسى البرازيلى الفائز على إنتر ميلان الإيطالى 2/ صفر.

** إن تحليل أسباب قوة كرة القدم وأسباب ضعفها يتطلب تحليلا دقيقا وعميقا، بعيدا عن تلك العناوين والأسباب القديمة التى يلقى بها دون تفكير فى مضمونها ودون تفكير فى واقع اللعبة ودون تفكير فى تطورها وأسباب هذا التطور..  وقوة الهلال صنعت باختيار اللاعبين الأجانب والمدرب الإيطالى الذى خسر نهائى أبطال أوروبا قبل أسابيع قليلة فلم تؤثر تلك النتيجة على قرار إدارة الهلال، فهناك فى إدارة كرة القدم من يعرف قدرات المدربين وماذا يريد منهم، ومن أهم الاحتياجات مدرب نجم يدير نجوم! 

** تحدث بيب جوارديولا فى مؤتمر صحفى قبل المباراة ووجه إليه سؤالين عن الهلال كان السؤال الأول بما يعرفه عن الهلال وما إذا كان متابعا له، حيث أكد المدرب الإسبانى أن الهلال يملك لاعبين مميزين سيشكلون صعوبة فى المباراة.

وعن مستوى الهلال بما أنه فريق لا يلعب في أوروبا هل هو على دراية بمستواه قبل مباراة ريال مدريد أم يعتقد أنه بحاجة إلى مزيد من الوقت لتحليل الفريق حيث أجاب بيب جوارديولا: «إذا كانوا ينافسون ريال مدريد أو يتنافسون فذلك لأنهم فريق جيد جدًا، شاهدتُ المباراة ويمكننى القول إننا نحن بعيدون عنهم ولكن الجميع لاحظ أن الدورى السعودى فى العامين أو الثلاثة أو الأربعة الماضية تحسن بشكل مذهل وإنزاجى من أنجح المدربين فى العالم». 

** مبروك للهلال ولجماهيره ولكل من يتذوق كرة القدم العامرة بالمتعة والصراع، وتحكمها الفرص والأهداف واللياقة والقوة والسرعات فى زمن تطورت فيه اللعبة بشكل مذهل، ولم يعد هناك وقت للمتثائبين.

 

 

 

 

 

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved