ما ينتظر درب 18 / 17
سيد محمود
آخر تحديث:
الثلاثاء 1 أغسطس 2023 - 8:25 م
بتوقيت القاهرة
أتمنى من كل قلبى ان توجه وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلانى دعوة للفنان معتز نصر لتسمع بنفسها تفاصيل ما يحكيه عن المصير المتوقع الذى ينتظر مركز (درب ١٧/١٨) الذى أسسه فى منطقة الفسطاط بمصر القديمة وأصبح بعد نحو عشرين عاما مركزا ثقافيا مؤثرا فى منطقة كانت تعانى من جميع صور الحرمان الثقافى، لكنها أصبحت بفضل فنانين كثر وفدوا إليها تمثل قصة من قصص النجاح الجديرة بالاستمرار، وليس بالإزالة.
أقول قولى هذا وإن أرى ما تشهده منطقة الفسطاط اجمالا من تغييرات كبيرة تعيد صياغة مشهدها العام بصورة تبرز مواقع ثقافية مهمة حول متحف الحضارة وحديقة الفسطاط وبحيرة عين الصيرة ومنها مراكز الخزف التابعة للوزارة إلى جانب قرية الفخارين.
تتحدث الوزيرة كثيرا عن العدالة الثقافية وتبذل جهدا فى هذا الشأن وهذا جميل، لكن اكتمال معناه يحتاج إلى جهد من نوع آخر يوسع من زاوية الرؤية بحيث تتسع جهود وزارة الثقافة لتشمل متابعة وتنسيق الخدمات التى تقدم للمواطن سواء من المؤسسات الرسمية او المؤسسات الخاصة التى تعمل فى ظروف بالغة الصعوبة.، فمن البديهى ان مهمة وزارة الثقافة ينبغى الا تقتصر على مؤسسات الوزارة فقط. وأول من أمس استمعت فى مكالمة تليفونية مطولة إلى تفاصيل مؤلمة رواها لى معتز نصر الذى أكد ان مسئولين من حى مصر القديمة جاءوا إلى مركز درب ١٧/١٨ وقاموا برفع مقاساته تمهيدا لإزالته، بل ان احدهم طالبه بإخلاء المكان فى نصف ساعة فقط وتحدث معه باستهتار واضح بالمكان وطبيعة دوره الثقافى، بينما قام مسؤل آخر بعرض مكان بديل على الفنان فى حدود ٣٦ مترا مربعا قبل ان يخلى المركز الذى تبلغ مساحته الاجمالية فى طوابقه وقاعاته المتعددة نحو ٨٠٠ متر مربع.
يؤكد معتز نصر الذى نال شرف تمثيل مصر فى بينالى فينسيا ٢٠٠٣ ان ما يعيشه هذه الايام اقرب إلى كابوس واضح المعالم وينفى ما تردد من أنباء حول انتهاء المشكلة أو وقف قرارات الإزالة.
يقول نصر انه قام برفع دعوى قضائية عاجلة أمام مجلس الدولة لوقف تنفيذ القرار «لكنه يعانى من عدم وجود أى قرارات إدارية موثقة تفيد بالإزالة لان كل ما لديه إفادات شفهية وصلته نهاية الأسبوع الماضى من قبل مسئولين فى المحافظة.
اتصلت بنصر لأبارك استمرار المكان بعدما قرأت على صفحة الدكتور محمد ابو الغار ما يفيد ذلك الا انه اكد لى ان ما كتبه الدكتور محمد أبو الغار بحسن نية وحماس معروف عنه يحتاج إلى بعض المراجعة والتوضيح، فقد نقل ابو الغار معلوماته من فنانة الحلى المعروفة عزة فهمى وهى بعيدة كل البعد عن منطقة درب لأنها تملك مقرا فى منطقة الفخارين التى تقع خارج المنطقة المستهدفة تماما.
يقول نصر بعد عشرين عاما من العمل وتغيير شكل المنطقة من العبث اتهامى بالبحث عن الشهرة أو الرغبة فى إثارة ضجة مفتعلة كما يحاول البعض تلخيص الازمة، لان ما أتمناه ببساطة استمرار عمل المركز ولا شىء آخر.
فى تقديرى الشخصى ان الحفاظ على درب مسألة مهمة لابد ان نساهم فيها جميعا بحيث لا تجد الدولة نفسها مرة اخرى فى نفس الورطة التى نتجت عن ازمة التخلص من مناطق تراثية رفيعة القيمة باسم التطوير.
لا أظن انه من الملائم تكرار نفس الخطأ إلا اذا كان الهدف هو المساواة بين أماكن تمثل الفن فى الماضى وأخرى حديثة تدافع عن الفن المعاصر وهذا شأن آخر أو فضيحة أخرى أتمنى الا نصل إليه.