نهاية عصر الحكومات التقليدية
نادر بكار
آخر تحديث:
الجمعة 2 يناير 2015 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
فى مثل هذا التوقيت الذى نودع فيه عاما ونستقبل آخر تتجدد الأمنيات بمستقبل أفضل وبنجاح لم يتحقق فيما مضى تُفيد كثيرا إطلالة سريعة على ما انتهى إليه (العالم من حولنا) بشأن مشاكل مازالت تؤرقنا وتكبل حركة انطلاقنا.. لعل وعسى!
(العالم من حولنا) يتحدث عن أشكال جديدة ليس للعمل الحكومى البيروقراطى وحسب وإنما للحكومات نفسها، فمنذ أن ردد كثير من قادة العالم فى آخر عقدين من القرن المنصرم أن (النُظم الحكومية) باتت تمثل المشكلة وليس الحل فى إدارة الدول، تدور حركة الأبحاث بلا توقف لتشكل تصورا جديدا قابلا للتنفيذ بشأن النموذج الحكومى المثالى.
البروفيسور Eline c.Kamarck الأستاذ بجامعة Harvard يطلق وصف «دولة ما بعد البيروقراطية» على كل الاجتهادات العلمية التى تصبو إلى إعادة هندسة (Reengineering Process) الشكل المؤسسى للحكومة وقطاعاتها المختلفة وعلاقاتها بالمجتمع وبالمواطن، ويؤكد aend of government as we know it أن العوامل التى ستشكل مثل هذه الدولة تتلخص فى: تعيين «مديرين تنفيذيين» على قدر عال من المهارة والموهبة فى الحكومة، الترابط الوثيق بين السلطتين التنفيذية والتشريعية فى الاتفاق على ما يجب عمله ثم دراسة كيفية الوصول إليه وأخيرا استبدال نظام المسئولية القائم على اتباع اللوائح والقوانين بنظام آخر قائم على تقييم الأداء.
«تناغم الغايات والوسائل» مبدأ سحرى ٌأصر Eline على تأكيده مع كل مشكلة يعرض لها وتمثل عائقا بيروقراطيا تقليديا، لأن القضية من وجهة نظره ليست فى انتقاء أساليب جديدة ومبتكرة تتسم فى حد ذاتها بالمرونة والفعالية لكنها قد لا تتناغم مع السياسة العامة Public Policy ومن ثم تثمر فشلا ذريعا عند التطبيق فنعود بعدها للدوران فى حلقة مفرغة !
دولة ما بعد البيروقراطية هى الوريث الشرعى للحكومات التقليدية، تعيد ابتكار نظم حكومية وبيروقراطية بصورة حديثة، وتعيد هيكلة المؤسسات الحكومية بما فى ذلك إعادة ترتيب الأدوار والمسئوليات بل حتى قد تبتكر مستويات جديدة من الإدارة.. المهم أنها تتجاوز الشكل النمطى التقليدى لحكومة اليمين أو اليسار !