فى حضرة آل القرضاوى
عماد الدين حسين
آخر تحديث:
الثلاثاء 3 يوليه 2012 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
مساء الأحد الماضى ذهبت لأداء واجب العزاء فى الحاجة اسعاد عبدالجواد ــ رحمها الله ــ والدة الصديق الإعلامى الكبير والشاعر المقتدر عبدالرحمن يوسف فوجدت مئات المسئولين والسياسيين والمثقفين والكتاب والصحفيين وعامة الناس.
أصدقاء عبدالرحمن كثيرون خصوصا فى الوسط الإعلامى، وأصدقاء وأحباء ومريدو والده العلامة الكبير الشيخ يوسف القرضاوى بلا حصر.
الشيخ يوسف ــ متعه الله بالصحة والعافية ــ كان بجانب أبنائه يتلقى العزاء، رأيت كثيرين من المعزين يقبلون رأسه، وبعضهم يقبل يده امتنانا وعرفانا.
إعلامى كبير كان يجلس بجانبى فى السرادق الموجود بأحد المساجد الكبيرة بشارع صلاح سالم قال لى: نفهم أن يقبل البعض يد أو رأس القرضاوى لأنه واحد من أكبر علماء الأمة، لكن كيف يمكن نفهم تقبيل صفوت حجازى ليد محمد مرسى، وكيف يدافع البعض عن هذه الفعلة ومعظمهم انبرى لمهاجمة عائشة عبدالهادى عندما قبلت يد سوزان مبارك؟!.
سرادق العزاء فى فترات استراحة المقرئ كان أشبه ببهو مجلس الشعب، وللحظة تصورت أن المجلس عاد بالفعل من كثرة الأعضاء الذين قابلتهم فى تلك الليلة. أول من قابلت كان عصام سلطان الذى أطلعنى على جزء من حملة التشويه التى يتعرض لها من مجهولين يهددونه ليس فقط بأحط الألفاظ بل بالقتل.
سألت الدكتور سعد الكتاتنى عن مغزى التصريح المبهم للرئيس محمد مرسى عن «عودة المؤسسات المنتخبة لممارسة دورها»، فقال إن المجلس سيعود إن شاء الله، حاولت أن استفسر عن التفاصيل فجاء من يريد مصافحته، ثم بدأ المقرئ يتلو «ربعا جديدا» فتوقف الحديث.
فى هذه الليلة قابلت معظم من أقدرهم فى جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، منهم الدكاترة عصام العريان وحسين إبراهيم ومحمد البلتاجى وحلمى الجزار ومحمد على بشر.
فى العزاء كان هناك أيضا المرشحان الرئيسيان الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح والدكتور محمد سليم العوا.
الدكتور ابوالفتوح جلس بعيدا فى ركن قصى وفى الركن المقابل كان د. عصام العريان وبينهما فى المنتصف كان د. العوا.
الدكتور العريان مدرب جيد وبالفطرة على التعامل مع الإعلام يبتسم دائما ويضحك كثيرا لكنك كصحفى يصعب ان تظفر منه بمعلومة.
خارج سرادق العزاء وأنا أحاول اقناعه بضرورة انفتاح الإخوان المسلمين على الإعلام جاء شخص لا أعرفه، يرجوه ألا يتعامل الإخوان مع الإعلام لأنه يتعمد تشويه صورتهم. ضحكنا كثيرا وتوقف الحديث عندما حان موعد صلاة العشاء.
غالبية الذين التقيتهم من الإخوان مؤخرا لديهم شعور يقينى بأن هناك حملة إعلامية منظمة على الجماعة بالحق وبالباطل، يشارك فيها الجميع. قلت لأحدهم: «لقد صرتم فى الحكم وبالتالى فإن انتقادكم واجب حتى لا تنتهوا الى مصير مبارك»، فرد بالقول: «لسنا فى الحكم بعد، نحن محاصرون والجميع يتعمد افشالنا».
قد يكون هذا الشعور الاخوانى مبررا، لكن الاستمرار فيه واستعذابه كارثى.
الدنيا تغيرت، مبارك فى السجن ومرسى فى القصر ولذلك على الإخوان التخلص من أمراض التقوقع والسرية.
صحيح أن هناك أطرافا متطرفة فى التيار الليبرالى جدا وأحيانا منقرة، لكن حزب الحرية والعدالة مطالب الآن بالتعامل مع الآخرين باعتباره الحزب الأكبر ومنه رئيس الجمهورية.
من حق الإخوان أن يغضبوا من النقد الإعلامى غير الموضوعى، لكن ليس من الانعزال.. عليهم أن يردوا على النقد أولا بأول، وعبر المعلومات والبيانات الواضحة.
قد يخطئ الإعلام أحيانا حينما لا يجد المعلومة الصحيحة فى الوقت المناسب، لكن الحزب أو الجماعة التى ترفع التكتم شعارا تخطئ فى حق نفسها أكثر والاهم فى حق الوطن.