حان الوقت لإقامة جدار أمنى على طول منطقة الحدود مع الأردن
من الصحافة الإسرائيلية
آخر تحديث:
الأربعاء 2 يوليه 2014 - 4:30 ص
بتوقيت القاهرة
دعا كبار قادة تنظيم داعش عبر رسالة فيديو، جنود الجيش الأردنى وأفراد الشرطة وأجهزة الأمن فى هذا البلد إلى عدم محاربتهم والانضمام إلى التمرّد السلفى. وفى الوقت عينه هددوا بأن يقضوا بقسوة على كل من يحاربهم. وأعلن هؤلاء القادة عبر الرسالة عينها: «لقد انتصرنا على أمريكا فى أفغانستان والعراق وسائر الدول الإسلامية، وها نحن فى طريقنا نحو الأردن». وأضافوا: «إذا كنا قد انتصرنا على أمريكا، فإننا سننتصر أيضا على الكفرة الذين يؤيدونها».
ويصف رجال داعش العاهل الأردنى بأنه «طاغوت» أى شيطان مضلل، وهدفهم الواضح يتمثل بإسقاط نظامه. والسؤال الرئيسى المطروح الآن هو: هل سيؤيد رؤساء القبائل البدوية فى الأردن الملك عبدالله الثانى الذى لا يحبونه كثيرا لأسباب كثيرة منها تأييده للولايات المتحدة مثلا؟.
من المعروف أن البريطانيين أقاموا هذه المملكة بغرض اقتطاع أراض من مساحة الدولة اليهودية الموعودة، وها هو داعش يعود ويذكّر بأنه لا يوجد كيان يسمى الأردن ولم يكن كيان كهذا فى التاريخ قطّ. ومن وجهة نظره يفترض أن تكون هذه المملكة جزءا من الخلافة الإسلامية الضخمة التى يتطلع لإقامتها فى المنطقة كلها.
إن حدود إسرائيل مع المملكة الأردنية هى الأطول والأكثر اختراقا. وقد أفضت أوهام «السلام» بكثيرين فى إسرائيل إلى اعتقاد أن الهدوء فى هذه الحدود سيبقى إلى الأبد، وبأن النظام الهاشمى هناك باق هو أيضا إلى الأبد. لكن حينما ننظر صوب دول أقوى انهارت، ندرك أن الأردن فى ورطة. بناء على ذلك ومثلما أننا ننأى بأنفسنا عن نار الطائفية الهوجاء فى سوريا، يتعين علينا أن نفعل الأمر نفسه بالنسبة إلى الأحداث التى قد تصل إلى الأردن. ومع أن وقت إقامة جدار أمنى على طول الحدود الشرقية «مع الأردن» على غرار الجدار الأمنى على طول منطقة الحدود مع مصر، قد حان منذ زمن، إلا إنه لم يفت بعد. ولا بُد من البدء بإقامته الآن من الجنوب والشمال من جراء التهديدات المتوقعة التى تشمل تدفق موجات كبيرة من اللاجئين و«الإرهاب» والوسائل القتالية وفرق السلفيين. كما يجب أن ندرك جيدا حجم الخطر الوجودى الكامن فى مطلب وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أن يُسلم غور الأردن إلى أيدٍ عربية. فى حال حدوث ذلك، فإن داعش سيصل إلى هناك سريعا ومن هناك سينتقل إلى يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وإلى وسط إسرائيل. على إسرائيل أن تفعل الآن عكس ما يطلبه كيرى، أى إغلاق منطقة الحدود مع الأردن بواسطة جدار أمنى يشمل منطقة غور الأردن أيضا، وإقامة سلسلة مستوطنات لشباب طلائعيين عسكريين والاستيلاء على المنطقة باعتبار ذلك خطوة أمنية. ومن الواضح أنه يجب تعزيز الاستيطان اليهودى هناك كما فى منطقة العربة وغور بيسان. إن ما يتبين الآن هو أن «الربيع العربي» ربيع جهادى يعود إلى القرون الوسطى، ويتسبب بحل دول وأنظمة حكم وحدود. وعلينا الاستعداد لكل ما يمكن أن يترتب على ذلك من مخاطر وتهديدات.