تراجع أسعار النفط مع نهاية الحرب الشرق أوسطية

صحافة عربية
صحافة عربية

آخر تحديث: الأربعاء 2 يوليه 2025 - 9:00 م بتوقيت القاهرة

نشرت جريدة الشرق الأوسط اللندنية مقالًا للكاتب الاقتصادى العراقى وليد خدورى، تناول فيه فيه أبرز العوامل الكامنة وراء التراجع فى أسعار النفط، والذى أعاد النفط إلى مستويات ما قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية الإيرانية. من الجدير بالذكر، أن أسعار النفط شكّلت تاريخيًا مؤشرًا حساسًا لتقلبات الأوضاع السياسية والأمنية، لا سيما فى منطقة الشرق الأوسط، التى تُعد شريانًا أساسيًا لإمدادات الطاقة العالمية. إذن شكلت التطورات الأخيرة المرتبطة بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران منعطفًا مهمًا فى مسار أسعار النفط، التى شهدت تراجعًا ملموسًا بعد أشهر من الارتفاع المرتبط بالمخاطر الجيوستراتيجية. ويُرجع الكاتب هذا التراجع إلى جملة من المؤشرات، فى مقدّمتها تراجع التهديدات العسكرية على المنشآت النفطية الحيوية، وتزايد الآمال بإعادة تدفق الصادرات الإيرانية إلى السوق، لا سيما السوق الصينية، فى ضوء التصريحات الأميركية التى أوحت بإمكانية تخفيف القيود التجارية.. نعرض من المقال ما يلى:

انخفضت أسعار النفط منذ إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. وقد لعبت عوامل عدة دورًا فى هذا التراجع، الذى خفض الأسعار من حوالى منتصف السبعينيات إلى نحو منتصف الستينات، حيث كانت عليه الأسعار قبل الحرب. كما تراجع خصم «العامل الجيواستراتيجى السعرى» (نحو 10 دولارات للبرميل) الذى رفع الأسعار عند بداية الحرب.

تميزت الحرب الإسرائيلية-الإيرانية بظاهرة جديدة فى حروب الشرق الأوسط المعاصرة، حيث تفادت الدولتان قصف المنشآت النفطية التصديرية. وهددت إيران لفظيًا باحتمال إغلاق مضيق هرمز وباب المندب، دون اتخاذ إجراءات عسكرية بهذا الصدد أثناء الحرب. فإغلاق مضيق هرمز بالذات يؤدى إلى إيقاف الصادرات الإيرانية إلى الصين- السوق الأهم للصادرات الإيرانية والحليف الدولى الأقرب لإيران، ما أدى أيضًا إلى تراجع الأسعار وفرة الإمدادات فى الأسواق، والمستوى العالى لكل من المخزون التجارى للشركات البترولية فى أوائل فصل الصيف والمخزون الاستراتيجى (نحو 1.2 مليار برميل لأقطار وكالة الطاقة الدولية الولايات المتحدة، الصين والأقطار الأوروبية)، كذلك ارتفاع الإنتاج من دول خارج منظمة «أوبك» ومجموعة «أوبك بلس» (الولايات المتحدة، كندا، غرب وشرق إفريقيا). وكانت مجموعة «أوبك بلس» قد زادت من إنتاجها مؤخرًا نظرًا لزيادة الطلب العالمى. ويتوقع المراقبون أن تستقر الأسعار الجديدة على معدل 65-70 دولارًا لبرميل نفط برنت.

بدأ تراجع الأسعار مع إعلان الرئيس ترامب وقف إطلاق النار، وتصريحه أنه يتطلع لعودة الصادرات النفطية الإيرانية للصين، وكذلك إلى عودة إيران للاستيراد من الولايات المتحدة.

كان من المتوقع أن تستمر واشنطن فى فرض الحصار والعقوبات على الصادرات النفطية الإيرانية للضغط على طهران فى المفاوضات المستقبلية بينهما، بالذات حول اتفاقية وقف إطلاق النار، إلا أن الإشارة إلى إمكانية فتح باب الصادرات إلى الصين، سوقها الأهم، زادت من تفاؤل الأسواق باحتمال عودة الصادرات النفطية الإيرانية قريبًا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved