مشروع الحوار الديمقراطى بالجامعات الأمريكية
العالم يفكر
آخر تحديث:
الإثنين 2 أكتوبر 2017 - 10:50 م
بتوقيت القاهرة
نشر موقع جامعة The chronicle of Higher Education الأمريكية مقالا للكاتبين إليزابيث كوجينز ــ الأستاذ المساعد بقسم العلوم السياسية بجامعة كولورادو ــ وجريجورى لاسكى ــ الاستاذ المساعد بقسم اللغة الانجليزية بأكاديمية القوات الجوية الأمريكية، يتحدث الكاتبان عن الديمقراطية غير الملائمة فى الجامعات الأمريكية، حيث هناك بعض القيود على إبداء وجهات النظر حول العديد من القضايا السياسية على وجه التحديد.
كشفت الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة عن وجود خلاف بين الناخبين الأمريكيين حول العديد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية. مع بداية عام أكاديمى جديد ومرور عدة شهور من تولية ترامب قيادة الولايات المتحدة الامريكية، أطلق مشروع الحوار الديمقراطى والذى يضم طلاب من أكاديمية القوات الجوية الأمريكية وجامعة كولورادو، فى محاولة لإثراء المواطنة من خلال خلق فرص لتبادل بين وجهات النظر المختلفة سواء كانت محافظة وليبرالية، عسكرية ومدنية.
يوضح الكاتبان أنه على الرغم من الاختلافات بين هاتين المؤسستين، إلا أن هذه المساعى بهدف تشكيل القادة فى المستقبل؛ فطلاب جامعة كولورادو يمثلون الجانب المدنى سيعملون فى القطاع العام وقيادة مجتمعهم، أما طلاب الأكاديمية الجوية الأمريكية يمثلون الجانب العسكرى فسيكونون قادة وطيارين ومسئولين فى البنتاجون.
يكمن الهدف من هذا المشروع فى تمكين حوار هادف وديمقراطى بين هاتين الفئتين المتميزتين من الأمريكيين الذين نادرا ما يطلب منهم التفاعل والأهم من ذلك الاستماع إلى بعضهم البعض.
يضيف الكاتبان بأن هذا المشروع لا يسعى فقط إلى تقليص الفجوة بين المدنيين والعسكريين، وإنما أيضا معالجة لمشاكل أكبر؛ حيث أوضحت البحوث المهمة فى العلوم السياسية أن جزءا كبيرا من الجمهور الأمريكى يحمل وجهات نظر أيديولوجية متضاربة. والمثير للجدل أن العديد من الأمريكيين لديهم تفضيلات اجتماعية واقتصادية ليبرالية، لكنهم يدعون بأنهم محافظون. فالأسباب كثيرة، والعواقب كبيرة حيث إن الهويات الأيديولوجية هى علامات اجتماعية مهمة لكثير من الأمريكيين.
يستعرض الكاتبان ما يحدث فى مشروع الحوار الديمقراطى؛ حيث يتجمع الطلاب لمشاهدة عروض الأفلام التى تليها الوجبات المشتركة، وتبادل الحرم الجامعى، والمناقشات المنظمة. فعندما شاهدوا الفيلم الأمريكى Sniper، على سبيل المثال، كانت المحادثة التى تلت ذلك تنويرا ثقافيا للجميع. بالإضافة إلى المناقشات حول حياة الطلاب، الجداول الزمنية، والمساكن؛ مما أدى إلى اتساع المجال لطرح أسئلة أكبر حول أوهام وحقائق استراتيجية الدبلوماسية والحرب.
***
يمكن أن ينظر إلى هذا المشروع على أنه رد على التعليق الذى صدر من قبل ستانلى فيش ــ أستاذ القانون بجامعة فلوريدا ــ والذى يذكر فيه منع أساتذة الجامعات من إبداء آرائهم حول الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب ». ويثير هذا التعليق التساؤل حول المسئوليات والقيود المفروضة على أساتذة الجامعات.
لقد قام مجموعة من أساتذة التاريخ فى الجامعات الأمريكية بإبداء آرائهم فى مرشح الرئاسة الأمريكية «دونالد ترامب» والذين رفعوا شعار «رسالة إلى الشعب الأمريكى» يحذرون فيه الشعب من انتخاب «ترامب». ويرون أن عملهم يفرض عليهم قولا لذلك حيث إن فهم دروس الماضى تجعلنا نبنى مستقبلا أفضل. ولكن «ستانلى فيتش» ينتقد ذلك حيث يرى أن «الخبرة الأكاديمية ليست مؤهلات لتقديم الحكمة السياسية»، ومن ثم يجب على أساتذة التاريخ الالتزام بعملهم الأكاديمى وهو تعليم الطلاب كيفية التمييز بين الأدلة الموثوقة وغير الموثوقة، وكيفية بناء رأى مقنع حول الأحداث الخلافية، ومن ثم لا ينبغى لأساتذة التاريخ أن يصدر عنهم أى اعلانات سياسية.
يشعر الكاتبان بالقلق إزاء تضييق التعبير عن وجهات النظر حول القضايا السياسية والاقتصادية داخل الجامعات، ويرون أن هذا الأمر يخالف كونهم يدرسون الديمقراطية كنظام سياسى. ويوضحون أن كونهم أساتذة ليبراليين، يعدون الطلاب للتفاعل بشكل هادف وديمقراطى مع العالم، حيث إن العالم يتكون من أفراد وجماعات مختلفين من حيث الايديولوجية والعرق والموروث والتقاليد.
***
ختاما يرى الكاتبان أن الجامعة هى نافذة على العالم ومن ثم يجب أن تكون بمثابة بروفة للديمقراطية، وبالتالى يجب أن تقوم الجامعات بتدريب الطلاب على الحوار المفتوح بكل حرية وديمقراطية. وهنا فى حاجة إلى أكثر مما يسميه منظرو الاجتماعيين «روابط الروابط» أى أن يتم ربط الأفراد من الطبقات الاجتماعية المختلفة، ومن ثم الروابط تؤدى إلى التواصل بشكل أكثر وضوحا بين المجموعات المختلفة ورفع الأداء الفكرى وتحسين الفهم. يسعى الكاتبان إلى تطبيق الديمقراطية داخل الحرم الجامعى بين الطلاب وكذلك أساتذة الجامعات.
النص الأصلي