جريمة بين السرايات
عماد الدين حسين
آخر تحديث:
الخميس 4 يوليه 2013 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
المبادئ لا تتجزأ، والمواقف ينبغى ألا تتغير، ولذلك فإن الشخص أو الجهة أو الجهاز الذى اعطى أوامر بإطلاق الخرطوش او الرصاص الحى على مجموعة من المتظاهرين من أنصار جماعة الإخوان المسلمين فى منطقة بين السرايات أمام جامعة القاهرة ينبغى أن يتم كشفه وفضحه وتجريسه حتى لا يكون ما حدث فى هذه الليلة الكابوسية رسالة بأن هذا الأسلوب هو ما ينتظر أعضاء جماعة الإخوان وأنصارهم او اى طرف معارض.
لا يمكن بأى حال من الأحوال تبرير هذا الفعل الإجرامى الخسيس، وإذا مر هذا الأمر مرور الكرام فإنه سيكون نذير شؤم للمستقبل.
ما حدث فى بين السرايات ليس واضحا حتى الآن بصورة كاملة. الروايات متناقضة، البعض يسأل إذا كانت الجماعة قررت الاعتصام فى مكان واسع أمام جامعة القاهرة وميدان نهضة مصر، فما الذى جعل أنصارها يتجهون إلى بين السرايات؟.
يجيب البعض أن الجماعة ــ وفى إطار البحث عن صورة إعلامية ترد على ملايين حركة تمرد ارادت اظهار ان مظاهرات انصارها فى كل مكان ــ قررت إرسال مجموعات من المعتصمين أمام الجامعة كل واحدة منها تتراوح بين 500 وألف شخص تجوب إحدى المناطق الشعبية، وبالتالى يبدو الأمر أن المظاهرات فى كل مكان.
هذه المظاهرة دخلت منطقة بين السرايات وبدأ بعض الأهالى الغاضبين من الجماعة يحتكون بهم فبدأ الاشتباك وتطور وانتهى بالمجزرة التى أصيب فيها أيضا بإصابة قاتلة العقيد ساطع النعمانى نائب مأمور قسم بولاق الدكرور فى وجهه برصاصة قناص محترف.
هناك رواية أخرى تقول إن الضحايا ليسوا جميعا من الإخوان وأن قتلى الإخوان لا يزيدون على أربعة وان من بين الضحايا ملتحين وشباب «هيبز» بل وباعة كانوا موجودين فى اماكن عملهم لكن حظهم التعس ساقهم للمصيدة.
هناك رواية ثالثة تقول إن البلطجية اعتدوا على المعتصمين القادمين عبر كوبرى صفط اللبن، فجاء زملاؤهم من امام الجامعة و«نهضة مصر» لنجدتهم، واشتبكوا مع بعض اهالى المنطقة فحدثت المجزرة. وتضيف الرواية أنه لو صح أن الإخوان كانوا يملكون سلاحا لقتلوا بعض البلطجية.
رواية أخرى تقول إن المعتصمين استنجدوا بالجيش فحضر بسرعة ثم تم إطلاق رصاص من قبل مجهولين وأعتقد الجيش والشرطة أن إطلاق الرصاص جاء من طرف المعتصمين فوقعت الكارثة.
بغض النظر عن صحة أى من الروايات السابقة والى اى طرف ينتمى الضحايا، فهناك جريمة كبرى، وهناك أسئلة خطيرة عن «مجموعة مجهولين» اعتلت أسطح كلية التجارة بجامعة القاهرة وارتكبت المجزرة، وأحاديث أخرى تتحدث عن الطرف الثالث الذى عاد فجأة وبقوة لمسرح الأحداث.
خطورة الأمر أن استخدام السلاح والقتل المجانى لأبرياء ومتظاهرين بات أمرا طبيعيا، البعض لا يدرك خطورة ان يتعود الناس على مقتل 16 شخصا مرة واحدة وقبله ثمانية متظاهرين أمام مكتب الإرشاد بالمقطم.
مرة أخرى احذروا، نحن ننجرف بسرعة إلى مشارف الهاوية. والوضع المضطرب فى كل مكان يوفر تربة خصبة لزراعة عنف بلا حدود.. فاحترسوا.