ليلة في حب الموسيقى العربية
عماد الدين حسين
آخر تحديث:
الخميس 4 نوفمبر 2021 - 8:45 م
بتوقيت القاهرة
مساء يوم الإثنين الماضى ذهبت إلى دار الأوبرا لحضور حفل افتتاح الدورة رقم ٣٠ لمهرجان الموسيقى العربية.
وصلت إلى المكان مبكرا بنصف ساعة، وفى طريقى إلى مسرح النافورة، عرفت أن مركز تنمية المواهب فى دار الأوبرا ينظم حفلات يومية طوال الـ١٥ يوما المصاحبة للمهرجان.
فى هذا اليوم كان هناك ٤٣ من كورال شباب وأطفال المركز، يقدمون عرضا مبهرا حيث غنى بعضهم روائع من التراث مثل «شحات الغرام» لمحمد فوزى و«إن كنت ناسى أفكرك» و«ساكن فى حى السيدة».
المقاعد الموجودة فى هذا المسرح الصغير كانت ممتلئة بالكامل، سواء من أقارب أفراد الكورال أو من مشاهدين عابرين فى طريقهم للمسرح الرئيسى جذبتهم الأصوات المميزة.
ظنى أن هؤلاء وأمثالهم هم الأمل الكبير فى المستقبل. معظم من استمعت إليهم كانت أصواتهم جميلة، وبعضهم لم يتعد عمره الثمانى سنوات، فى حين أن أكبرهم قد لا يتجاوز عمره الـ٢٥ عاما تقريبا.
ليس لدىّ شك أن من بين هؤلاء من سيصبح نجما عما قريب. حينما شاهدت لمعة عيون هؤلاء الأطفال والشباب وهم يغنون، أيقنت أن المواهب فى هذا البلد لن تنضب.
تركت هذا الكورال سعيدا، ودخلت مسرح النافورة الذى صار المسرح الرئيسى الذى تقام عليه معظم الحفلات الكبرى بديلا للمسرح الكبير، لأنه مكشوف ويلبى متطلبات الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعى، توقيا لخطر انتشار كورونا.
التباعد بين المقاعد كان موجودا، والالتزام بارتداء الكمامة كان متوسطا، ربما بسبب أن غالبية الحاضرين تلقوا اللقاح، أو صارت لبعضهم مناعة بعد إصابته بكورونا، وبالتالى يظنون أن كورونا صارت بعيدة عنهم، وهو أمر غير صحيح على الإطلاق.
الاحتفال بدأ فى الثامنة وهو أمر محمود أن يتم الالتزام بالموعد المعلن عنه. والحضور كان متنوعا، ومن بينهم الدكتور على المصيلحى وزير التموين الذى يحرص على حضور هذا المهرجان دائما، وكذلك وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم ووزيرة الصناعة نيفين جامع، ووزير التعليم العالى د. خالد عبدالغفار، إضافة إلى سفراء وإعلاميين وشخصيات عامة كثيرة منهم رمزى ومحمد ومدحت العدل. وتذكرت الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى السابقة، التى كانت تحرص على حضور هذا المهرجان ومعظم الأحداث الفنية المهمة، قبل أن تذهب إلى فيينا لتتولى منصبها الدولى الرفيع فى الأمم المتحدة.
الافتتاح تم بكلمات سريعة من جيهان مرسى مديرة المهرجان، وحيت كل من تولوا دار الأوبرا مشيدة بالأساس بالدكتورة رتيبة الحفنى مديرة معهد الموسيقى العربية، والتى وصفتها بأنها لولاها ما كان هذا المهرجان، وشكرت أيضا الدكتور ناصر الأنصارى ومصطفى ناجى وسمير فرج وعبدالمنعم كامل وإيناس عبدالدايم.
الدكتور مجدى صابر مدير الأوبرا، قال إن هذا المهرجان الذى يشكل جزءا من قوة مصر الناعمة، ودار الأوبرا صرح دائم للفن الراقى، يدافع دائما عن الإبداع.
إيناس عبدالدايم تحدثت عن سفراء الفن العرب الذين يلتقون دائما فى القاهرة واصفة المهرجان بأنه يدافع عن الهوية ويصون التراث الموسيقى العربى.
انتهت الكلمات وتم تكريم عدد من المبدعين، ثم بدأ البرنامج بتكريم خاص لاسم المبدع عبده داغر، وعزف مختارات من أعماله بقيادة المايسترو هانى فرحات. ثم تكريم اسم المبدع الراحل جمال سلامة، وعزف مجموعة من أعماله بقيادة المايسترو ناير ناجى.
فى هذا المهرجان سوف يغنى نجوم الغناء والطرب فى الوطن العربى بداية من سميرة سعيد وجنات من المغرب، وزياد برجى ومروان خورى وعاصى الحلانى ووائل جسار وانطوان وديع الصافى من لبنان، ومى فاروق ومدحت صالح ومحمد محسن وريهام عبدالحكيم، وهانى شاكر وعمر خيرت وعلى الحجار من مصر، وعبادى الجوهر من السعودية، وفرات قدورى من العراق، وأصالة وفايا يونان من سوريا ومحمد عساف من فلسطين، وصابر الرباعى من تونس، والفرقة السلطانية العمانية. أما مسك الختام فسيكون يوم ١٥ نوفمبر الجارى مع ماجدة الرومى وأوركسترا الاتحاد الفيلهارمونى بقيادة نادر عباسى.
المفاجأة فى ليلة الافتتاح، كانت ضيفة الشرف، وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم، ولكن هذه المرة ليس بصفتها الوزيرة بل الفنانة عازفة الفلوت، حيث عزفت موسيقى «حبك» و«استيقظى يا أمتى».
كانت أمسية رائعة، ولعل الأمة المتقدمة نسبيا فى الموسيقى تتقدم فى بقية المجالات.