لا للعنف
صحافة عربية
آخر تحديث:
الأربعاء 4 ديسمبر 2013 - 7:00 ص
بتوقيت القاهرة
تُحصّن أوضاعا، وترتب لضمانات، فإنه لا يمكن القبول بتخريب مقارها وحرقها ونهبها، فهذه عادة ليست سيئة فقط بل قاتلة أيضا وللجميع.
ولئن كان صحيحا أن صبر الكثيرين قد عيل، وأن الأمل قد فقد، وأن الأوضاع تزداد تأزما يوما بعد يوم، فإن العنف ليس هو السلاح الذى يجب استعماله، بل هناك طرق أخرى تؤدّى إلى نتائج أفضل، والى تحقيق المطالب، مهما ماطلت الحكومة ان عجزا أو غباء.
ولطالما نبهنا من قبل إلى ثقافة العنف هذه، التى انطلقت رمزية فى الأول، وتطوّرت مع الوقت إلى فعل مادى مباشر. وكانت فى الأول مجرد جمل تنقلها ألسنة منفلتة، فإذا بها تتطوّر ومنذ مدّة إلى عضلات تستعرض فى الشوارع.
ولعلّ الغريب فى تونس هو الاكتفاء باتهام النهضة بمثل هذه الممارسات، فيما المسئول الأوّل عنها تنظيرا وتحريضا فى السرّ وأحيانا فى العلن هو حزب المؤتمر ومشتقاته، فهذا الظلّ الكئيب المتلبس بحركة النهضة، هو أصل الدّاء. وهو الذى كثيرا ما قادها إلى ورطات ليبقى بعدها مجرد ناظر ومشاهد لمآلات تلك الورطات.
إن ورطة النهضة الأساسية تتمثل فى تحالفها مع هذا الحزب الأقلّى الذى لا شغل له، هو ومشتقاته إلا ارباك البلاد، والتصدى لأيّ مصالحة أو محاولة لها، والمزايدة التى لا تستحى من أيّ شيء، والادّعاء الفارغ المستجير بالشعارات الطنانة.
لكن من يلعب بالنار ينتهى بالاكتواء بها.
عبدالرءوف المقدمى