مقارنة لا تستقيم
صحافة عربية
آخر تحديث:
الإثنين 5 سبتمبر 2022 - 9:00 م
بتوقيت القاهرة
نشرت صحيفة الخليج الإماراتية مقالا للكاتب حسن مدن، انتقد فيه تصريحات ميجان ميركل ــ زوجة الأمير هارى ــ عندما شبهت فرحة الشعب الجنوب إفريقى بزفافها من رجل أبيض بفرحتهم عندما تم الإفراج عن نيلسون مانديلا... نعرض من المقال ما يلى:
فى عام 2018 تزوجت ميجان ماركل، النجمة السابقة للمسلسل التلفزيونى «Suits» من الأمير هارى، الحفيد الثانى للملكة إليزابيث، فى حفل باذخ. بدا أن الأمير كسر عرفا متبعا فى التقاليد الملكية البريطانية الصارمة، أو أتى بشىء غير مسبوق، حين اختار له شريكة غير بيضاء، وتتحدر من أصول ملونة، ولعل فى ذلك يكمن جذر الخلافات التى أحاطت به وبشريكته من جهة، وبقصر باكنجهام من جهة أخرى، حملتهما على التخلى عن كونهما عضوين «كبيرين» فى العائلة المالكة، واختارا الولايات المتحدة مكانا لعيشهما.
ليست المرة الأولى التى يتخلى فيها أمير من أمراء أوروبا عن صفته، حين يوقعه حظه فى حب امرأة لا تنال المباركة المطلوبة من المؤسسة الملكية التى إليها ينتمى، بل إن هناك من كانوا قاب قوسين أو أدنى من أن يصبحوا ملوكا، ولكنهم آثروا الشريكة التى اختارها القلب على المُلك.
إلى هنا والأمر عادى. غير العادى أن ميجان، دوقة ساسيكس، وفى معرض تباهيها، على ما يبدو، بجذورها الإفريقية، صرحت أخيرا فى حديث صحفى، بأنه خلال العرض الأول لفيلم The Lion King عام 2019، قالت عضوة من جنوب إفريقيا فى فريق التمثيل إن زفاف ميجان والأمير هارى جعل شعب جنوب إفريقيا «يفرحون فى الشوارع بنفس الطريقة التى فعلنا بها عندما تم إطلاق سراح مانديلا من السجن».
لن نقول إنه الفرق بين الثريا والثرى، فمقامات البشر جميعها محفوظة، لكن المقارنة بين الحدثين مستفزة للجميع، لا للأفارقة وحدهم. كيف يمكن مساواة الفرح، بخروج زعيم بقامة مانديلا أمضى نحو ثلاثة عقود فى السجن، وأصبح أيقونة من أيقونات التاريخ، بحفل زواج، حتى لو كان الزوج حفيد ملكة بريطانيا؟
الرد على أقوال ميجان ماركل أتى من حفيد مانديلا، زويليفيل مانديلا، عضو البرلمان فى جنوب إفريقيا، الذى قال إنه فوجئ بتصريحات ماركل، وقال إن فى مقارنة زواجها من «أمير أبيض» بخروج مانديلا من السجن تقليلا من تضحية جده والشخصيات الأخرى التى حاربت الفصل العنصرى والتمييز ضد الأغلبية غير البيضاء، مشيرا إلى أن الاحتفال بخروج جده من السجن «استند إلى التغلب على 350 عاما من الاستعمار مع 60 عاما من نظام الفصل العنصرى الوحشى».