الحلال يكسب
محمود قاسم
آخر تحديث:
الجمعة 6 مايو 2022 - 7:55 م
بتوقيت القاهرة
تقوم أغلب أفكار السينما المصرية على مسألة استخدام الأعضاء الجنسية من قبل الرجل، بهدف أن الشرف يكمن هنا حتى وإن كان هناك عقد قران شرعى بين زوجين لكن المهم هو أن تبقى الزوجة عذراء طالما أن هناك مسائل معلقة بين الزوج وامرأة أخرى متزوج منها ففى فيلم الحلال يكسب إخراج أحمد السبعاوى 1985 هناك ركيزة أساسية ألا تأخذ الزوجة الجديدة أى حق شرعى لها من الطبيب التى أحبته وأجرى لها عملية ناجحة وأنقذها من الموت، وخوفا على مشاعرها وعدم صدمتها فإنه يقبل الزواج منها، وتدور أغلب حوادث الفيلم ليلة زفاف هذه المريضة على زوجها، أنها تريده وبالتالى فهذا من حقها لكن الزوجة الأولى نرجس «معالى زايد» تسعى بكل طريقة للإبقاء على عذرية زوجها بمعنى ألا يمس أبدا أى امرأة أخرى حتى وإن كانت حلاله.
منطق الشرف فى السينما المصرية يقوم على أساس شرف البنت وعود الكبريت، حتى وإن كان هناك عقد شرعى بين زوجين، فالزوجة الأولى تريد زوجها «حسين فهمى» بكرا لها وحدها، وباعتبار أن هذين الزوجين سوف ينفصلان وأن المريضة سوف تعود إلى حبيبها وتتزوجه فيجب أن تظل بكرا حتى تتم هذه العملية، وبالتالى فإن مسألة الشرف تكمن فقط فى مهبل المرأة التى ستذهب إلى زوجها وهى عذراء، وعليه فإن هناك تفاصيل كثيرة سخيفة يتسم بها السيناريو الذى كتبه مسعود مسعود ما يدفعك فى النهاية أن تتساءل عن تفاهة الأحداث وعدميتها.
إنه ميراث ثقيل للغاية عزفت أفلام مصرية كثيرة جدا أغلبها مأخوذ من قصص رومانسية قديمة تدور فى القرون السابقة ومنها قصص الأفلام المأخوذة عن فيلم ورواية ملك الحديد فالزوجان متزوجان شرعا ومن حقه أن يفعل بها ما يشاء، وأن يضربها لكى يأخذ هذا الحق لكن كل هذه الأفلام تظل بدون أى فقدان للعذرية أو إجراء العملية الجنسية ويبقى الرجل محروما من حقه الشرعى مثل أفلام «حب وكبرياء»، و«ليلة الزفاف» وقد شاهدنا هذا أيضا فى فيلم السفيرة عزيزة المقتبس عن الفيلم الأمريكى «الرجل الهادى» فالزوجة الأمريكية تتمنى على زوجها ليلة زفافهما حيث تطلب منه الحصول على أوراق ملكية للبيت التى تسكن فيه، وفى فيلمنا المصرى فإن عزيزة تضع حزام العفة حول نفسها ولا تسلم جسدها للزوجها الشرعى إلا بعد أن تشاجر مع أخيها فى معركة غير متكافئة بالمرة، يا له من منطق غريب ليس فقط فى هذه الأفلام بل فى مجموعة أخرى موازية تتحدث عن المحلل فمن حق الزوج الذى يقوم بهذه المهمة التجارية أن يدخل إلى زوجته التى هى بطبيعة الحال ليست زوجة لرجل آخر، ولكن هناك لدى السينمائيين أيضا ما يسمى ببكارة الشخص الذى يقوم بدور المحلل فى أفلام عديدة منها طلاق سعاد هانم وجوز مراتى وزوج تحت الطلب، وفى هذا الفيلم الأخير فإن الأزواج الذى طلقوا أزواجهم أكثر مرة يستعينون بمحلل شرعى ويتعمدون حبسه فى مكان بعض عن العروس، بدافع الشرف فإنه فى صباح اليوم التالى سوف يتم الطلاق رغم أن عملية المحلل القصد منها ممارسة الجنس أو الحق الشرعى والهدف الاجتماعى والدينى معروف وفى هذا الفيلم فإن زوجة المدير تتحلى لعريسها الشاب وتجبره أن تحممه وتخبره أنه محلل لها أى أن الحلال يكسب، وهو المنطق نفسه الذى يمكن أن نقرأه من تصرفات الأزواج القدامى والجدد من خلال فيلم السبعاوى علما بأن السينما قدمت أكثر من مرة أى أن الهم الأكبر عند أبطال الفيلم هو اللمس أو عدم اللمس بصرف النظر عن الحلال والحرام.