الولايات المتحدة الأمريكية تشن حربا على العالم

مواقع عالمية
مواقع عالمية

آخر تحديث: الخميس 6 يونيو 2019 - 8:55 م بتوقيت القاهرة

نشر موقع Eurasia Review مقالا للكاتبة «مارجريت كيمبيرلى» تتناول فيه السياسة الخارجية الأمريكية الأمريكية وكيف يسيطر عليها من أطلقت عليهم المستبدون الثلاثة «ترامب وبولتون وبومبيو» من خلال اختلاقهم لقضايا ومشكلات من الممكن أن تؤدى فى النهاية إلى إشعال الحروب.

«المستبدون الثلاثة فى الولايات المتحدة الأمريكية ــ ترامب وبولتون وبومبيو ــ يختلقون مشكلات يسعوا من خلالها لإرغام العالم على تحقيق إراداتهم غير القانونية».

لقد قضينا العديد من السنوات نتوقع حربا تشنها الولايات المتحدة على إيران. والآن يوجد رئيس جمهورية قد يستفيد أخيرا من هذا التهديد المعلن منذ فترة طويلة. دونالد ترامب لديه علاقات جيدة مع المملكة العربية السعودية وإسرائيل، وهما الدولتان اللتان تشكلان خطرا كبيرا على إيران. وبالتالى يتبع ترامب تعليماتهم بسعادة وهو الآن فى وضع يسمح له بتحويل خيالات المحافظين الجدد «المريضة» إلى واقع.

الولايات المتحدة لا تتفوق فى شىء إلا فى جعل حياة الملايين أسوأ وتزيد من خطر اندلاع حرب شاملة. فلجأت كوبا أخيرا إلى فرض التقنين بعدما عاد ترامب إلى السياسات القديمة من فرض عقوبات صارمة عليها. ولقد فقد أكثر من 40,000 فنزويلى حياتهم نتيجة لهذه العقوبات. وعانت إيران من فيضانات كارثية، ولكن لم تتحرك دولة واحدة لتزودهم بالمساعدات اللازمة لأن العقوبات الأمريكية منعتهم من القيام بذلك.

وبغض النظر عن تجويع المدنيين وحرمانهم من الرعاية الطبية، لا تقوم الولايات المتحدة بأى مهمات إلا ويكون لها تأثيرات ضارة وعواقب وخيمة. محاولة تغيير النظام الأخيرة فى فنزويلا فشلت فشلا ذريعا وكشفت حدود سلطة الولايات المتحدة. محاولة الانقلاب العسكرى فى فنزويلا كانت مسرحية هزلية. فالدمية التى تم اختيارها – جوان جوادو – لم يكن لديه أكثر من خمسة وعشرين جنديا وتم إظهار هذا العدد القليل على أنه عدد هائل من الجنود فى الصور.

فى غضون ذلك، أثبت مستشار الأمن القومى جون بولتون ووزير الخارجية بومبيو أنهم الأسوأ من خلال اتخاذ سلسلة طويلة من القرارات السياسية السيئة. أولا، اتهموا إيران بقيامها بأعمال عدوانية بدون تحديد ما هى هذه الأعمال، وقاموا على إثرها بإرسال أسطولا من السفن للدفاع عن أنفسهم ضد عدائية إيران. ثم قرر بومبيو عقد اجتماعات مع وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، والذى كان من المخطط إتباعها بمحادثات مع فلاديمير بوتين نفسه. لكنه اختار تقليص وقته فى روسيا للقاء الأوروبيين وحشد دعمهم للعمل ضد إيران.

كل التهديدات، وتغيير مواعيد الاجتماعات، وإرسال السفن البحرية إلى الخليج العربى أثبتوا نقطة واحدة. المستبدون الثلاثة فى الولايات المتحدة الأمريكية ــ ترامب وبولتون وبومبيو ــ يختلقون المشكلات أينما ساروا. فاختاروا الدخول فى حرب تجارية مع الصين لن يستطيعوا الفوز فيها. يريدون تغيير النظام فى إيران وفنزويلا ولكنهم لن يحصلوا على النتائج التى يسعون وراءها حتى لو قرروا القيام بهجمات عسكرية.

الولايات المتحدة لديها تابعون مستعدون لخدمتها مثل دول أعضاء حلف الناتو. الولايات المتحدة لديها أضخم جيش فى العالم. فيمكنها شن هجوم على فنزويلا أو إيران، ولكنها ستواجه عواقب وخيمة إذا فعلت ذلك. فإيران وفنزويلا لديهما أصدقاء ــ روسيا والصين. فهاتان الدولتان طورتا تحالفا قويا لحماية أنفسهما من أفعال الولايات المتحدة المجنونة وغير المتوقعة.

الولايات المتحدة الأمريكية تستمر فى تصعيد الموقف فى فنزويلا بسبب مطالب قادمة من أشخاص ساذجين يدعون فيها الولايات المتحدة لمهاجمة فنزويلا اعتقادا منهم أن الولايات المتحدة ستساعدهم فى الحصول على السلطة. وليس من قبيل المصادفة طرد النشطاء الذين يحمون السفارة الفنزويلية فى نفس الوقت.

إن المروجين الأشرار للحروب شديدى الغباء. فلقد أدت عواقب مثل هذه الأفعال غير المدروسة بالفعل إلى حربين عالميتين وملايين من القتلى. لسوء الحظ، من ينبغى عليهم تثقيف العامة حول هذا الموضوع لا يقومون بواجبهم. مؤسسات الإعلام دائما تدعم الرؤساء فى حالة الحروب. حتى المؤسسات الإعلامية التى تزعم إنها ليبرالية أمضت سنوات فى شيطنة روسيا وفنزويلا وإيران. ومن خلال ذلك، جعلوا العامة جهلاء. الديموقراطيون فى الكونجرس إمبرياليون ولن يعلقوا على أفعال الحكومة أو يقولوا شيئا حولها وحول ما تخطط الحكومة له وما يمكن أن ينتج عنها من كارثة إنسانية. كل ما سيطالبون به هو الزام ترامب بأخذ موافقتهم فى الكونجرس قبل قتل الآلاف من البشر. هم فقط يتناولون فى الكونجرس قضية تدخل روسيا فى الانتخابات، لكنهم لا يناقشون أيا من القضايا أو يعارضون أفعال ترامب التى تجعل من إدارة ترامب خطرا على الولايات المتحدة.

والإدعاءات حول التدخل الروسى فى الانتخابات والادعاءات الزائفة بوجود أزمة دستورية تم إنشاؤهم عن عمد. فعندما تحتاج الولايات المتحدة إلى تحقيق بعضا من الوفاق وتخفيف التوترات، فإن الأكاذيب التى تهدف إلى جعل روسيا تبدو وكأنها معتدية تتكرر وتجعل احتمالية نشوب الحرب أكبر.

الشعب فقط هو الذى يمكن أن يقود الولايات المتحدة بعيدا عن الكوارث. إن النشطاء الذين اختاروا حماية السفارة الفنزويلية من جويدو والخونة الفنزويليين الآخرين يوضحون لنا الطريق لكى نمضى قدما. الديمقراطيون اليساريون لن يساعدونا وستستمر وسائل الإعلام فى خدمة الدولة. المعارضون لن يغضبوا من أى شىء باستثناء مناقشة القضايا الزائفة. يجب على أولئك الذين يريدون السلام أن يقولوا ذلك ويطالبون ممثلينا بالعمل من أجل الشعب وليس من أجل قضايا الحرب والمعاناة. لن يكون هناك حكام منقذون لهذه البلد أو لبقية العالم. يمكننا الاعتماد فقط على أنفسنا.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغني
النص الأصلي

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved