استثمارات قياسية فى الطاقات المستدامة
صحافة عربية
آخر تحديث:
الأربعاء 7 فبراير 2024 - 7:50 م
بتوقيت القاهرة
نشرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية مقالا للكاتب وليد خدورى، تناول فيه ما أورده تقرير «بلومبرج» من إنه رغم ارتفاع حجم الاستثمارات فى الطاقات المستدامة، لمواجهة تغير المناخ، إلا أنها ما زالت دون المأمول، ولن تحقق تصفير الانبعاثات فى الوقت المضروب لذلك، داعيا العالم إلى زيادة حجم الاستثمارات، وسط توقع بارتفاع درجة حرارة الأرض إلى درجات قياسية هذا العام... نعرض من المقال ما يلى:
يقول الكاتب إن الاستثمارات سجلت فى الطاقات المستدامة معدلات قياسية فى عام 2023، فى حين يذكر التقرير الصادر عن «بلومبرج» أنه رغم الأرقام القياسية، فإنها «ليست كافية لتحقيق تصفير الانبعاثات فى الوقت المحدد لها». ويشير التقرير إلى أن معدل الاستثمارات ارتفع 17 فى المائة عن عام 2022، ليصل إلى نحو 1.8 تريليون دولار.
ويضيف الكاتب أن هذا المبلغ يشمل كلا من الاستثمارات فى بدائل الطاقة، وشراء السيارات الكهربائية، وتشييد برامج لإنتاج الهيدروجين وتقنيات طاقوية حديثة أخرى. وفى حال إضافة الاستثمارات فى تشييد السلاسل الاقتصادية المطلوبة للطاقات المستدامة البالغة قيمتها نحو 900 مليار دولار، يرتفع المعدل إلى نحو 2.8 تريليون دولار.
يعزى هذا الارتفاع فى حجم الاستثمارات إلى الشعور العام بضرورة زيادة المحاولات لمكافحة تغير المناخ خلال العام الماضى، حيث وصلت درجات الحرارة إلى أعلى معدلاتها المسجلة.
وتشير بعض التوقعات إلى احتمال ارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات قياسية ثانية خلال فصل الصيف المقبل. وهناك الآن بالفعل أزمات مناخية إقليمية عدة فى الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مثلا فى إسبانيا، حيث تواجه أسوأ جفاف لها منذ عام 1961 بسبب ندرة هطول الأمطار. وذكرت وكالة الأرصاد الجوية الحكومية أن الفترة 2022 ــ 2023 كانت جافة فى إسبانيا بشكل واضح، حيت سقط 560.7 لتر لكل متر مربع. وهذا أقل بنسبة 12 فى المائة عن المعدل الطبيعى، وفق صحيفة «لابانجوريا» الإسبانية. وتجرى السلطات المسئولة فى مدريد الدراسات لإمكانية تحلية مياه البحر لتوفير المياه للزراعة، رغم تكلفتها الاستثمارية العالية، ومن ثم تكلفة استيراد الغاز، لا سيما أن إسبانيا لا تنتج الغاز الطبيعى.
وقد أعلنت الحكومة الإقليمية فى منطقة كتالونيا (شمال شرقى إسبانيا) مؤخرا، حالة الطوارئ بسبب نقص المياه منذ 3 أعوام.
من جانبها، تدرس السلطات المسئولة فى مدريد إمكانية تحلية مياه البحر باستعمال الغاز الطبيعى وقودا للمحطات، الأمر الذى سيزيد من أسعار المنتجات الزراعية وقدرتها التنافسية.
لقد أوردنا هذا المثل، رغم أن الغاز هو وقود ناضب وليس من الوقود المستدام، لكن تكمن أهمية خبر الجفاف الإسبانى ودراسة إمكانية اللجوء إلى تحلية مياه البحر بغرض استعمال المياه للرى، ومن ثم نوعية التحديات المتوقعة مستقبلا، إلى تغيير أنماط الحياة التقليدية.
يضيف تقرير «بلومبرج» أن «العالم بحاجة إلى أن يضاعف الاستثمارات فى الطاقات المستدامة بحلول منتصف القرن».
تستمر الصين فى حيازة المرتبة الأولى فى قيمة استثماراتها فى الطاقات المستدامة، حيث تشكل أكبر سوق لهذه الاستثمارات بحجم 676 مليار دولار فى عام 2013، أو زيادة 6 فى المائة مقارنة بعام 2022.
وبالنسبة للاستثمارات فى الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا، فقد ارتفع حجم الاستثمارات لمجمل هذه الدول الغربية نحو 22 فى المائة، إلى 718 مليار دولار. ويعزى السبب فى هذه الزيادة إلى «قانون خفض التضخم» الأمريكى، بالإضافة إلى ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية فى بريطانيا وزيادة الطلب على بدائل الطاقة المستدامة فى أوروبا.