جيش مصر العظيم

عماد الغزالي
عماد الغزالي

آخر تحديث: الإثنين 7 أكتوبر 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

منذ أيام، نقلت صحيفة «وورلد تريبيون» عن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأسبق «هيوشيلتون» قوله، إن إدارة أوباما عملت على مدى العامين الماضيين، على زعزعة الاستقرار فى مصر، وأن الفريق أول عبدالفتاح السيسى كشف المؤامرة الأمريكية لدعم الإخوان، وأنه لولا الإطاحة بمرسى فى 3 يوليو الماضى «لكانت مصر قد تحولت إلى سوريا أخرى وتم تدمير الجيش المصرى بالكامل»، مشيرا إلى أن ثورة 30 يونيو أوقفت هذه المؤامرة وحافظت على مصر وجيشها من الدمار، ووضعت نهاية لمشروع الشرق الأوسط الجديد.

ما قاله الجنرال الأمريكى يؤكد من جديد حجم المؤامرة الدولية وتشابك خيوطها، والدورالذى لعبته جماعة الإخوان ضمن المخطط، ويبرهن على أن 30 يونيو لم تكن مجرد احتجاجات شعبية واسعة، أو انتفاضة غضب كما يحلو لبعضهم أن يردد، ولم تكن «فوتو شوب»، كما تزعم الجزيرة وأبواقها من الموتورين والعملاء فى الإعلام المصرى.

 كانت ثورة شعبية حقيقية، أنقذت مصر من خطر التقسيم والتفتت، والجيش المصرى من التدمير والانقسام، وضربت المخطط الأمريكى لصياغة شرق أوسط جديد يخدم مصالحها ومصالح إسرائيل فى مقتل، ولعل هذا يفسر حالة الجنون والتخبط التى اتسمت بها ردود أفعال أمريكا وحلفائها، ودفاعهم المستميت عن مرسى والجماعة، واستمرار الدعم التركى والقطرى لتظاهراتهم بهدف زعزعة الاستقرار فى البلاد وإفشال خارطة المستقبل، ولعلك تذكر أن الأمريكان والأتراك والقطريين دعّموا بشدة استمرار اعتصامات رابعة والنهضة، وضغطوا بقوة للإفراج عن مرسى ولو ليوم واحد، كان الهدف، أن يتجه بعدها إلى منصة رابعة، ويعلن من هناك أنه الرئيس الشرعى، ويعيد حكومته وبرلمانه، وحينها، تعترف به أمريكا ، وتليها قطر وتركيا، ونفر آخر من الأذناب والتابعين، فيصير لدينا رئيسان، وحكومتان، ويفتح الباب واسعا للتدخل الأمريكى فى شئوننا، ويتم تدويل القضية المصرية.

هذا كله أفسده قائد جيش مصر العظيم الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وأفسدته ثورة المصريين فى 30 يونيو، والتى يصر المتأسلمون وتوابعهم على وصفها بالانقلاب، ويضن عليها المرجفون بوصف الثورة فيسمونها انتفاضة شعبية.

هل بقى لديك شك فى حجم المؤامرة التى دبروها لتدمير مصر وجيشها، هل بقى لديك شك فى ضلوع الإخوان فى المخطط، واستعدادهم للتحالف مع الشيطان كى يصلوا للحكم، هل مازلت تعتقد أن هذه الجماعة تفهم الوطنية كما نفهمها، وتقدس تراب الوطن كما نقدسه، وتحترم جيشها وتقدر تضحياته كما نقدرها؟

لهذه الأسباب، كانت مصر كلها تحتفل أمس بالذكرى الأربعين لأكبر انتصاراتها فى العصر الحديث، وكان الإخوان وتوابعهم يحشدون لإفساد الاحتفال، ويلوثون جدران الشوارع بعباراتهم البذيئة ضد الجيش وقائده.

كان المصريون يغنون ليوم النصر،وكان الإخوان يتوعدون بـ«نهاية الانقلاب»، وهزيمة «جيش العار».

كنا نستعيد ذكرياتنا عن يوم هو الأمجد فى تاريخ مصر والعرب، وكانوا يخططون لاحتلال الميادين والاعتصام بها، ليعيدوا عقارب الساعة إلى الوراء.

تحية لجيش مصر العظيم فى يوم انتصاره، تحية للجنود والقادة، وكل عام ومصر بخير، وجيشها وشعبها فى رباط إلى يوم الدين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved