السلام مع مصر فى خطر
من الصحافة الإسرائيلية
آخر تحديث:
الجمعة 8 سبتمبر 2017 - 10:30 م
بتوقيت القاهرة
فى النقاش الذى جرى أخيرا فى اللجنة الفرعية للشئون الخارجية، قيل إنه من المهم لرئيس الحكومة استمرار علاقات جيدة مع مصر أكثر مما يهمه تعيين موظفين فى السفارة الإسرائيلية هناك من جديد (باراك رابيد، «هاآرتس»، 8/8). ليس هناك خطأ أكبر من ذلك، فعلاقات تقوم بين دولتين على أساس أمنى ــ استخباراتى فقط تكون محدودة زمنيا، وتظل موجودة ما دامت هناك مشكلة مشتركة، وتختفى مع اختفاء المشكلة. هذا هو الوضع اليوم بيننا وبين مصر.
فى مقابل هذا الواقع، العلاقات التى تستند إلى مجموعة واسعة من المصالح الاقتصادية والتجارية والثقافية والسياسية، هى الضمانة لعلاقات مستقرة ومستمرة. ففى مثل هذا الوضع كل دولة ستدرس جيدا ما ستخسره قبل أن تتخذ خطوة حادة فى العلاقات الثنائية. وهذا ما فعلته مصر قبل مواجهتها مع قطر.
أى مصلحة تبقى لإسرائيل إذا قررت مصر لسبب ما تقليص العلاقات أكثر؟ انظروا كم كان سهلا على ملك الأردن عدم السماح بعودة سفيرتنا إلى الأردن. لو كانت لدينا علاقات أوسع وأكثر تشابكا لدرس الملك هذا الأمر برصانة أكثر.
منذ أيام حسنى مبارك بدأت العلاقات الثنائية بالتقلص، فبعد مقتل أنور السادات بحث مبارك عن مسارات لعودته إلى العالم العربى، ودفع ثمن ذلك بالعملة الإسرائيلية. وإسرائيل صمتت ولم تفعل شيئا. ما بقى حاليا من العلاقات هو الاتفاق الإقليمى للصناعات المشتركة الذى يشكل مصدر رزق لمئات العائلات المصرية. لقد خرقت مصر اتفاق الغاز، وقلصت نشاط السفارة، لكنها لم تمس اتفاق المناطق الصناعية المشتركة ــ المقصود اتفاقية تجارية وقعت فى العام 2004 فى القاهرة تحمل اسم (Qualified Indusrtial Zones) ــ لأنه يشكل مصلحة مصرية بارزة.
إن اعتقادنا أن الأساس الأمنى أكثر أهمية من إغناء العلاقات الثنائية، هو مفتاح مشكلات فى المستقبل فى علاقاتنا مع مصر. لا توجد بيننا مصالح مشتركة تدافع عن السلام.
يتعين على رئيس الحكومة وقادة الدولة المبادرة إلى عقد لقاء قمة مع زعماء مصر بعيدا عن الإعلام، لوضع خطة عمل سريعة لإعادة السفير وطاقمه إلى القاهرة، والعمل على إغناء العلاقات الثنائية فى جميع المجالات، تماما مثلما نسمح لسفارة مصر فى إسرائيل. إن إبقاء الوضع الحالى على ما هو عليه يعرض اتفاق السلام مع مصر إلى خطر.
يتسحاق ليفانون
سفير سابق لإسرائيل فى مصر
هاآرتس