خطوة للأمام فى حدائق الأهرام
طلعت إسماعيل
آخر تحديث:
الإثنين 9 مايو 2022 - 9:45 م
بتوقيت القاهرة
سنوات عدة قضاها سكان مدينة حدائق الأهرام المتاخمة للمتحف المصرى الكبير، والتى تقع على مرمى حجر من البوابة الجديدة لدخول المنطقة الأثرية بالهرم، من أجل أن يتم الالتفات لمنطقتهم بعين الرعاية والعناية من قبل الأجهزة التنفيذية فى محافظة الجيزة، بعد أن باتت «مدينة الألف مشكلة»، كما وصفتها فى مقالات سابقة، لكن يبدو أن مياها جديدة جرت فى النهر خلال الأيام الأخيرة.
وكما شهدت هذه الزاوية أكثر من مقال انتقدت فيه القائمين على إدارة حدائق الأهرام، والأجهزة التنفيذية المسئولة عنها بمحافظة الجيزة، وتلقيت للأمانة العديد من الردود الرسمية عليها وقتها، أجد نفسى اليوم مطالبا بذكر التطورات الإيجابية التى تشهدها المنطقة، والتحركات التى اتخذتها جمعية تعمير صحراء الأهرام، ومحافظ الجيزة اللواء أحمد راشد لإعادة الانضباط إلى المدينة والقضاء على المظاهر السلبية التى يعانى منها السكان.
أول التطورات التى انتظرتها حدائق الأهرام كثيرا كانت الاستعانة بشركة أمن خاصة لتأمين وتيسيرعمليات الدخول والخروج من البوابات السبع للمدينة المترامية الأطراف، ومنع المركبات المشتبه فيها وتلك التى لا تحمل لوحات معدنية من الدخول، فيما شكل قرار محافظ الجيزة بحظر سير التوكتوك فى شوارع المدينة ضربة قاصمة لتلك المركبات التى يقود غالبيتها الخارجون على القانون والمسجلون لدى الأجهزة الأمنية، والذين بادر العديد منهم بالفرار تحت جنح الظلام.
قرار المحافظ بحظر سير التوكتوك فى شوارع حدائق الأهرام، تضمن تكليفا لحى الهرم وإدارة المرور وقطاع هضبة الأهرام وجهاز السرفيس والجهات المعنية بتكثيف الحملات المرورية لتنفيذه «بمنتهى الحزم مع اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال المخالفين وعرض تقرير يومى بما تم من مجهودات لتلك الحملات» وهو القرار الذى يأمل أبناء المدينة أن يتم تفعيله بأسرع وقت ممكن.
وضمن التحركات الإيجابية التى سبقت قرار حظر سير التوكتوك جاء تعاقد الجمعية المسئولة عن إدارة المدينة مع شركة نقل خاصة للعمل داخل حدائق الأهرام بعد طرد التوكتوك منها، وبأسعار فى متناول الجميع، مع قيام العديد من الأهالى بنقل جيرانهم بسيارتهم الخاصة مجانا، ضمن مبادرة «الجار للجار» لتخفيف الضغط على شركة النقل الداخلى فى بداية عملها، ولحين توافر عدد أكبر من السيارات.
هذه التطورات وإحقاقا للحق وقف خلفها مجهود كبير ومتواصل قام به أبناء حدائق الأهرام، وبينهم عدد من الصحفيين والإعلاميين، كما أنها جاءت تتويجا لمجهود آخر بذله النائب هشام حسين الذى حمل هموم ومشكلات المنطقة إلى لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب برئاسة المهندس أحمد السجينى حيث عقدت تلك اللجنة أكثر من اجتماع، قبل أن تخلص إلى مجموعة من التوصيات لحل تلك المشكلات.
بالقطع مشكلة انتشار التوكتوك الذى حُظر سيره بقرار من اللواء أحمد راشد، ليست الوحيدة التى تعانى منها حدائق الأهرام فهناك عدة مشكلات متراكمة منذ أكثر من عشر سنوات، وبينها الحاجة إلى إعادة رصف الشوارع المتهالكة من كثرة الاستخدام، والعمل على رفع كفاءة خدمات المياه والصرف الصحى، وجمع القمامة، وملاحقة المحال التجارية المخالفة، وقبل هذا وذلك سرعة افتتاح مركز شرطة حدائق الأهرام لتعزيز التواجد الأمنى ومنع الجريمة.
ما حدث فى الأسبوع الأخير من إيجابيات فى حدائق الأهرام نعتبره خطوة للأمام ضمن عملية التطوير الشاملة للمنطقة، والتى وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكومة بتنفيذها فى إطار الاستعداد لافتتاح المتحف المصرى الكبير، وشملت حتى الآن رفع كفاءة ميدان الرماية وطريقى الفيوم والواحات البحرية، وهو ما بث أجواء من الفرح والتفاؤل وسط أكثر من نصف مليون مواطن لقرب استعادة حدائق الأهرام الرونق الحضارى الذى ميز نشأتها.