537 صوت الطبلة أعلى من القانون
ناجح إبراهيم
آخر تحديث:
الجمعة 9 مايو 2025 - 7:25 م
بتوقيت القاهرة
أقسم بشرفه إبراهيم أبو دلال القائد الفلسطينى فى منظمة الفتح أنه وأبا إياد مع غيرهما طلبوا من ياسر عرفات ألا يسلم السلاح كله وأن يترك ألف قطعة سلاح فى المخيمات ليدافع الشباب عن أنفسهم خوفا من هجوم إسرائيلى أو من الكتائب على المخيمات الفلسطينية فى لبنان أو حدوث مذبحة بعد انسحاب قوات فتح من لبنان.
رد عليهم ياسر عرفات: لن يحدث، عندنا ضمانات من فيليب حبيب المبعوث الأمريكى للبنان بأن المخيمات آمنة ولن يمسها أحد، وثق ياسر عرفات فى الضمانات الأمريكية، وبعدها بفترة أغتيل بشير الجميل فحدثت المذابح المروعة فى مخيمات صبرا وشاتيلا وذبح الأطفال واغتصبت النسوة عدة مرات وبقرت بطون الحوامل.
ورحم الله أبا إياد الذى قال: مخطئ تماما ذلك الذى يرمى سلاحه قبل أن يذهب للتفاوض إلا الذى يريد خدمة أعدائه.
بين الهند وباكستان اتفاقية لتوزيع المياه فى نهر السند وروافده ويشرف عليها البنك الدولى، وتم التوقيع عليها فى كراتشى عام ١٩٦٠ بين الرئيس الهندى نهرو والباكستانى أيوب خان.
عندما حدثت الأزمة الأخيرة بين البلدين قامت الهند بتعليق العمل بالاتفاقية «لن يجتمع الماء مع الدم» رغم تحذير باكستان لها بعدم استخدام سلاح المياه فى أى صراع بينهما، حيث إن باكستان بلد زراعى وتعتمد على ٧٠% من مياهها على الوارد من نهر السند القادم من الهند، ولذا اعتبرت تعليق الاتفاقية عملا عدائيا حربيا.
الهند كانت فى عهد عبدالناصر مع مصر وقضايا العروبة وقضية فلسطين، وكان نهرو، وبعده أنديرا غاندى من الداعمين لقضايا الاستقلال والتحرر وعدم الانحياز ويكونون مع دول كثيرة أخرى مثل إندونيسيا والصين ويوغسلافيا سندا كبيرا لقضايا العرب.
لكن الآن تغير الموقف جذريا فقد أصبحت الهند حليفا استراتيجيا لإسرائيل وأمريكا، رغم أن الهند تستفيد من بلاد العرب وخاصة دول الخليج أكثر من استفادتها من إسرائيل.
لقد فرط العرب فى صداقة وتحالف دول مهمة، الرحى الآن تدور دائرتها على العرب، وذلك لعلة بسيطة أنهم فقدوا أنفسهم ففقدوا غيرهم وتمزقت كلمتهم ووحدتهم ولم تعد لهم هيبة ولا سلطان رغم امتلاكهم لكل عناصر القوة.
الشاهد من الأمر أن على مصر ألا تعتمد على اتفاقيات المياه فحسب بينها وبين دول المصب لنهر النيل، لأنه فى أوقات الصراع والحروب تتبخر الاتفاقيات، وهناك عدد من المحللين المصريين طرحوا هذه القضية بعد قيام الهند بحجب المياه عن باكستان، وعلى مصر أن توثق صلاتها السياسية والاقتصادية والاستراتيجية والأمنية مع دول المصب الأخرى التى يمر بها نهر النيل، فإسرائيل أقامت علاقات وثيقة مع إثيوبيا وهى التى دربت جيشها وشرطتها ومخابراتها وتخترق مؤسساتها بقوة.
وقد أحسنت مصر حينما دعمت الحكومة السودانية الشرعية وجيشها الشرعى فى مواجهة الميليشيات، لأن نصر الميلشيات قد يهدد مياه النيل المصرية.
بركات ترامب «رجل السلام» حلت على العالم كله فاحترق كله بالحرب التجارية ثم احترق بنيران الحرب الحقيقة، إسرائيل تحارب فى سوريا واليمن وإيران وغزة والضفة وطبعا بأموال وسلاح العم ترامب «رجل السلام».
الحرب بين الهند وباكستان اشتعلت لتعيد للأذهان الحرب المدمرة بينهما فى أوائل السبعينيات والتى شهدها جيلنا فى أوائل شبابه، واشتعلت حرب روسيا وأوكرانيا من جديد، مع قلاقل وصراعات فى كل مكان، هذا رجل السلام الأمريكى فما بالنا لو سمى نفسه «برجل الحرب».
الغريب أنه يقول إنه يستحق نوبل للسلام، وكان يتمنى أن يكون «بابا روما»، الحقيقة أن ترامب لا يعرف إلا لغة القوة والمال، أما لغة الحضارة والعلم وقبول الآخر والعدل ورفض الاحتلال أو مقاومته كحق مشروع فكلها معان لا توجد فى قاموسه.
من الكلمات الجميلة للمطرب والملحن الشهير مارسيل خليفة «حتى فى الموسيقى صوت الطبل أعلى من صوت القانون».