مذبحة الفجر
نادر بكار
آخر تحديث:
الثلاثاء 9 يوليه 2013 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
أعداد القتلى تربو على الخمسين، كلهم سقطوا دفعة واحدة.. إصابات مباشرة بالرأس لا تحتاج إلى خبير أمنى ليعلن فى ثقة أن رصاص قناص هو من أرداهم.. صمت مطبق مخيف من الجهة المقابلة مدة ثلاثين دقيقة على الأقل قبل أن يقرأ علينا بيانه الأول خاليا من الصور، ثم تتوالى بياناته أيضا من دون صور.. ثم توالى بث الصور ــ وليته لم يفعل ــ لسكاكين وفرد خرطوش وتظاهرة تمطر رجاله بالحجارة.. يريدنا أن نصدق رغما عنا الحقيقة المروعة.. لقد كانت حقا مذبحة!
أقارن بتلقائية بين رد الفعل العنيف هذا وبين مشاهد مازالت الذاكرة الوطنية قادرة على استرجاعها لمتظاهرين «سلميين» كانت هوايتهم مهاجمة قصر الاتحادية «القصر الجمهورى» بالزجاجات الحارقة تارة وبمحاولة اقتلاع باب القصر بواسطة «الونش» تارة أخرى!.. لماذا التزم الحرس الجمهورى وقتذاك بأقصى درجات ضبط النفس القريبة من حد «البرود» رغم أن مهمته الرئيسية حماية الرئيس، فى حين تعامل بكل هذه الوحشية وانفلات الأعصاب إزاء محاولة لاقتحام أحد معاقله كما يزعم؟
مسئوليتكم حمايتنا كما تصدعون رءوسنا ليل نهار، لا قتل شبابنا وأطفالنا وعجائزنا.. كيف تفقدون القدرة على التمييز إلى الحد الذى يدفعكم إلى قتل كل هذه الأعداد بذريعة صد هجوم؟ لماذا لم تستهدفوا السيقان أو الأذرع بدلا من تعمد تفجير الرءوس؟
لماذا لا نرى هذا الحسم الدموى مع تنظيمات من البلطجية ملأت السهل والوادى، واستباحت تحت سمع وبصر الشرطة القتل وانتهاك الأعراض وبث الرعب فى قلوب الآمنين؟
مضطر أن أقول قد هانت عليكم هذه الدماء واسترخصتموها وتعاملتم معها بهذا القدر من الاستسهال لأنكم تعلمون أنها من معسكر المذبوحين، من معسكر الذين تهدر الآن كرامتهم على شاشات قنوات الفتنة ويغرس فى نفوس أبناء وطننا احتقارهم وتمنى زوالهم من الوجود!
ثقافة الكراهية التى ترعاها قنوات الفتنة وتغذيها الممارسات الأمنية الوحشية وتغرسها إجراءات تحمل طابع نظام مبارك الكريه ستلتهم الوطن بأسره، وستقتل فى المهد كل محاولة للتعقل وضبط النفس وحقن الدماء.. فاللهم سلم سلم.