حدود الظاهرة إلى حواشى الأزمة
صحافة عربية
آخر تحديث:
السبت 9 نوفمبر 2013 - 7:50 ص
بتوقيت القاهرة
المعارضة السودانية ليست فى مزاج يسمح لها بتحالف مفتوح، وهذه حقيقة موضوعية لا تبتعد كثيرا عن الصواب، وإلا فإلى ماذا نعزو عدم التوافق حتى هذه اللحظة على إعلان دستورى يقع فى نحو سبع صفحات من الحجم المتوسط؟ من وجهة نظرى الخاصة أعزو ذلك لعدم اجتياز المعارضة طورا بالغ الأهمية والحساسية فى النمو السياسى والفكرى، بل إنها جُبلت على حب السلطة دونما عمل يقربها منها ذراعا، وإن كنا نعلم لها حسنة واحدة لأمَّنا متلازمات ما بعد تغيير الحكم والمتمثلة فى إدارة الدولة وحمايتها من الانزلاق ناحية الحروب القبلية، وكبح جماح الحركات المتمردة وترتيبات الجبهة الثورية لتغيير التركيبة المجتمعية على أساس من الجنوح العرقى والتطرف الدينى. لا يُنكر أحد جمود المعارضين لنظام الحكم وافتقارهم للوازم المنعة ووحدة الهدف ومعقولية المطلب، اللهم إلا فئة زعمت أن المعارضة نفضت غبار التقليد وأزالت الحُجب الحائلة بينها وبين النظر لفجر الخلاص، فإن شئت القول بأن هؤلاء القلة شهدوا بما فيه صلاح الأمة، فأنا معك من الشاهدين.. وأعوذ بالله من تعاطى السياسة، إنما هى علة وهى كالشجرة الملعونة فى القرآن، ومن يتعاطونها: لا هم فهموها فأقاموها، ولا هم رحموها فتركوها تموت.
عصام الحسين