بنك «الودائع» فى سوريا
صحافة عربية
آخر تحديث:
السبت 9 نوفمبر 2013 - 7:50 ص
بتوقيت القاهرة
لدى بعض المعارضين للنظام السورى، تكتمل دائرة اليأس، لأن لا شيء ينمو فى سوريا سوى شجرته، وثمار الحقد الذى يمدد سنوات الخراب. هؤلاء يسألون اليوم إن كان أحد ما زال يذكر الوعود ــ الشروط الأمريكية لتسليح المعارضة، وإن كانت أى دولة تعرف جواب واشنطن عما هى الوسيلة التى ستقنع الأسد بالتنحى، كى تتسلم حكومة انتقالية السلطة. ويسألون أيضا إن كان من قبيل المصادفة تزامن مسارَى الإلهاء والإنهاك: «إلهاء» أمريكى لإسرائيل عن سوريا والملف النووى الإيرانى، بواسطة تفاوض صامت وفاشل مع الفلسطينيين، وإنهاك للمقاتلين فى سوريا تتقاسم أدواره موسكو وطهران ودمشق.
أُعطيت إسرائيل «هدية» تدمير الأسلحة الكيماوية السورية، ليتولى العرّاب الروسى إدارة الحرب فى سوريا. أُعطيت إيران «هدية» الفرصة لإثبات الطابع السلمى لبرنامجها النووى، فتبدأ طريق الخلاص من العقوبات، وتتخلى عن ورقة القنبلة النووية لتتفرغ لأدوار ما بعد «إزالة آثار» الثورة السورية! تبقى الهدية الكبرى حصة لأوباما: تسهيل إيرانى آخر لانسحاب أمريكى آمن من أفغانستان، كما التزمت طهران التفاهم لدى سحب واشنطن قواتها من العراق، وتفويض إدارة أوباما الكرملين حصر الحروب مع «الجهاديين» فى سوريا، فلا تتمدد إلى الجوار الملتهب بين نارها وبراكين «الربيع العربي». وإذا كانت لعبة الأمم فى سوريا وعليها كفيلة بإنجاب مفاجآتها، بما فيها تشفّى نظام الأسد بالذين «يحلمون»، فطهران كذلك تفاجئ الجميع حين تنقلب من عدو لدود لـ«الجهاديين» فى سوريا، إلى بنك ودائع لأوراق نفوذ عليهم.. ما إن تأمرهم بالمغادرة، لتحجز مقعدا فى جنيف، ستخلو ساحات الحرب من المقاتلين الأجانب.
زهير قصيباتى