بهية
محمود قاسم
آخر تحديث:
الجمعة 10 فبراير 2023 - 8:15 م
بتوقيت القاهرة
ما إن وقعت عينا رمسيس نجيب على المذيعة لبنى عبدالعزيز ووقع فى حبها حتى دبت فيه دماء الإبداع وفن يتحول إلى واحد من أهم المنتجين فى السينما المصرية فأسند إليها بطولة فيلمها الأول «الوسادة الخالية» 1957 بطولة عبدالحليم حافظ وإخراج صلاح أبو سيف وبدت النجمة الجديدة ذات الاثنين والعشرين عاما بالغة التألق والجاذبية لتكون هى نجمة المرحلة إلى جوار فاتن حمامة لأكثر من ثمانية أعوام، ودبت الحياة أكثر وأكثر بعد نجاح الفيلم وتحول رمسيس إلى ما هو أكثر من مخرج: يكتب السيناريو ويخرجه ويوزع الفيلم ودائما هناك زوجته لبنى عبدالعزيز فى الأفلام ومنها: «أنا حرة»، «هدى»، لدرجة أنه قرر أن يصبح مخرجا وقدم أيضا «هدى»، «وغرام الأسياد» «بهية» ثم حشد من أجلها جميع الإمكانيات المتاحة لإنتاج فيلم «وإسلاماه» إخراج أندرو مارتون الإنجليزى، وعاشت لبنى عبدالعزيز سنوات المجد الحقيقية وعملت فى أفلام أخرى من إنتاج زوجها مثل «آه من حواء» وعروس النيل من إنتاج زوجها وأيضا «رسالة من امرأة مجهولة، غيرت القناع والملامح والأدوار وصارت هى لبنى عبدالعزيز بدون أى هفوات فنية لكن يبدو أن هذه الجذوة انطفأت فجأة وانفصل الزوجان ليدخل كل منهما فى حالة من الإعصار الشديد، فانصرمت الأيام الجميلة وزحفت لبنى عبدالعزيز إلى الأدوار الصغيرة قبل أن تتزوج وترحل بعيدا عن مصر.
أما المنتج فقد ترك الإنتاج والمسئولية إلى ابنه مراد رمسيس نجيب الذى عمل بجد واجتهاد لفترة كانت أبرزها نجلاء فتحى.
رمسيس شاهدناه فى أفلام قصيرة فى منتصب الأربعينيات قبل أن يصبح مديرا كبيرا للإنتاج لكنه كان فقط مخرجا «ملاكى» من أجل عيون لبنى عبدالعزيز.
بالنظر إلى هذه الأعمال فهى أفلام عادية حاول فيها أن يكسب التنوع لبطلته، فهى هدى الفتاة المدللة المصابة بمرض سيودى بحياتها، وهى فى فيلم غرام الأسياد فهى ابنة عامل الاسطبل ويتشاجر الأخوان.. أما فيلم بهية فهو محاولة لمعالجة القصة الشعبية والتى عالجهتا الإذاعة دراميا، وهى فتاة فلاحة تسعى للانتقال من الثرى فى القرية الذى قتل أباها وتختلف مع ياسين حول جدوى الانتقال، يبدو الرجل مسالما غير راغب فى العنف، أما الفتاة فهى قوية وتحمل قرارها للانتقام حتى تتخلص من خصومها، هكذا تبدو تلك الفتاة الجميلة الرقيقة كامرأة تجيد الخصومة والانتصار ولا تعرف الهزيمة، هكذا كانت سميحة فى الوسادة الخالية وأيضا امراة «آه من حواء» وهى والرجال وأيضا فى لا تذكرينى وبالطبع فى بهية وأيضا جهاد فى وإسلاماه أنها شخصيات نسائية مستثناة اختارها المنتج من فيلم لآخر لزوجته، وهكذا رأينا لبنى عبدالعزيز فقط من خلال عينى زوجها المنتج أو المخرج، وللأسف فإن الأفلام الأخرى التى قامت ببطولتها بعد الطلاق كانت فى الغالب امرأة ضعيفة مثل أدوارها فى «المخربون» و«العنب المر» وأيضا «العيب» بما يعنى أن تاريخ السينما أن نمت قصة حب وزواج بين الثنائى الذى لم يتوقف عنه والذين كتبوا عن السينما خاصة فى تلك المرحلة الخصبة، وقد تركت لبنى عبدالعزيز بلادها لسنوات طويلة للتفرغ لحياتها الأسرية ثم عادت إلى مصر بعد رحيل زوجها الطبيب وجربت حظها من جديد وكانت فى حاجة إلى أسماء كبيرة مثل الذين شاركوا فى صناعتها مثل رمسيس نجيب والمخرج صلاح أبو سيف وإحسان عبدالقدوس ولكن لم يعد الزمن كما كان، ورغم ذلك فبريقها ما زال موجودا ولكن يبدو أنه خافت الوميض.