الذكاء الاصطناعى ومواجهة تحديات الحكومات بفاعلية
مواقع عالمية
آخر تحديث:
الأحد 10 مايو 2020 - 9:30 م
بتوقيت القاهرة
اجتمع مجموعة من الخبراء الغربيين مع قادة حكوميين فى حوار نظمته شركة world wide technology ــ وهى شركة تقدم الخدمات التكنولوجية ــ وشركة إيفيديا ــ وهى واحدة من أكبر الشركات إنتاجا لمعالجات الرسوميات ــ يوم الخميس الماضى للحديث عن أهمية الذكاء الاصطناعى، وكيف ستغير التكنولوجيا شكل العالم فى المستقبل القريب، وذلك من خلال بث شبكى نظرا للأوضاع التى يمر بها عالم اليوم بسبب جائحة كورونا... نعرض منه يلى:
يمكن تعريف الذكاء الاصطناعى بطريقة مبسطة على أنه «الأجهزة التى تحاكى الذكاء البشرى لأداء المهام والتى يمكنها أن تحسن من نفسها استنادا إلى المعلومات التى تجمعها». مثال ذلك: استخدام روبوتات المحادثة القائمة على الذكاء الاصطناعى لفهم مشكلات العملاء بشكل أسرع وتقديم إجابات أكثر كفاءة.
ومن خلال بث شبكى، نظرا للأوضاع التى يمر بها العالم بسبب جائحة كورونا، اجتمع مجموعة من الخبراء الأمريكيين وخبراء الصناعة لتسليط الضوء على الدروس المستفادة والمنظورات المختلفة حول الذكاء الاصطناعى لتعزيز الابتكار وزيادة كفاءة الأداء.
ذكر هؤلاء الخبراء وهم: دانيل توماس (المدير المساعد للبحوث والرؤى الاستراتيجية بمجموعة وسائل الإعلام التنفيذية الحكومية فى الولايات المتحدة)، ماليسا أو (المدير العام، مديرية العلوم والتكنولوجيا ببرنامج سيليكون فالى للابتكار، قسم الأمن الداخلى)، أنتونى روبنز (نائب الرئيس الاتحادى، نيفيديا)، نيت أشتون (العضو المنتدب للتكنولوجيا فى Dcode)، وجيمى ميلن (كبيرة المديرين التنفيذيين للارتباطات فى منظمة التكنولوجيا العالمية)، ذكروا أن الذكاء الاصطناعى والتعلم الآلى يمتلكان القدرة على تغيير كيفية معالجة المؤسسات لبعض التحديات المعقدة.
ركز البث على أهمية الذكاء الاصطناعى فى حماية أمن البلاد وكيف لوزارة الأمن الداخلى فى الولايات المتحدة الأمريكية الاستفادة من الذكاء الاصطناعى فى أداء مهمتها. حيث يمكنها استخدام الأجهزة فى تحقيق ثلاثة أهداف هامة:
أولا: ضمان أمن الحدود وتسهيل عمليات الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
ثانيا: الأمن السيبرانى حيث يمكن استخدام الأجهزة فى تأمين البنية التحتية المعلوماتية فى أمريكا.
ثالثا: ضمان حماية الأمن القومى وذلك باستخدام التكنولوجيا (الذكاء الاصطناعى) فى حالات الطوارئ وتأمين المواطنين.
وبالرغم من ذلك فإن وزارة الأمن الداخلى DHS عند استخدامها الذكاء الاصطناعى AI تواجه بعض التحديات والصعوبات. حيث يمكن استخدامه من قبل أعداء أمريكا لتقويض مهام الوزارة. بالإضافة إلى إمكانية التلاعب بالأجهزة فى نشر معلومات مغلوطة.
حالات استخدام الوزارة DHS للذكاء الاصطناعى:
ذكر الخبراء أن إدارة أمن المواصلات تستخدم الذكاء الاصطناعى عند تفتيش الحقائب وأمتعة المسافرين فى المطارات مما يسهل على أفراد الأمن أداء مهامهم. كما تساعدهم فى تحليل بيانات الركاب وتنظيم تحركاتهم فى أوقات الانتظار.
كما تستخدم هذه التكنولوجيا فى توزيع الموارد وتلبية احتياجات المواطنين.
ولما كان الأمن السيبرانى هو أهم ما تركز عليه وزارة الأمن الداخلى، لذلك نجدها تستخدم الذكاء الاصطناعى فى عمليات حماية ممتلكات الأفراد الخاصة ويستعين بها ضباط الأمن فى عمليات التحقيق فى الجرائم ومساعدتهم على سرعة الاستجابة والتدخل كلما اقتضت الضرورة.
تحدث الخبراء أيضا عن أهم برامج الذكاء الاصطناعى داخل وزارة الأمن الداخلى:
1) برنامج وادى السليكون Silicon Valley Innovation Program والذى يعمل على مواكبة مجتمع الابتكار لمساعدة الوزارة على حل أصعب مشاكلها.
2) لجنة التكنولوجيا والعلوم المتخصصة فى الذكاء الاصطناعى.
العديد من الشركات فى الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم تقنية الذكاء الاصطناعى بل أحرزت تقدما فى هذا المجال. ومما لاشك فيه لا يستطيع فرد أن ينكر فضل الذكاء الاصطناعى فى توفير الأمن السيبرانى، كما عملت الحكومة الفيدرالية على استخدام هذه التكنولوجيا فى حالات الكوارث والإغاثة.
واستخدمت الشركات التجارية الذكاء الاصطناعى عند إبرام العقود بمعنى أن يتم إبرام العقود دون حاجة إلى وجود طرف ثالث عند الاتفاق. بحيث تقوم أجهزة الذكاء الاصطناعى بتوضيح شروط العقود وتنفيذ الإجراءات بشكل تلقائى. ليس هذا فحسب، ففى حالة حدوث أى تعديل أو تغيير للعقود سيتم تحديث العقود بشكل تلقائى أيضا.
ولطالما أثار الذكاء الاصطناعى جدلا خاصة فيما يتعلق بالمحامين والمحكمين الدوليين، حيث سيتم استبدال المحامين والمحكمين الدوليين بالروبوتات أو أجهزة الذكاء الاصطناعى. لكن الأمر ليس بهذه السهولة ولا يخلو من بعض الصعوبات والتحديات. ومن التحديات والصعوبات المتوقعة أولا: هناك احتمالية كبيرة من وجود عدم ثقة من جانب الأطراف المتنازعة فى الروبوتات المنوط بها الفصل فى النزاع. ثانيا: سيفتقر الأمر عند استخدام الروبوتات تحليل القرارات والأحكام الصادرة فى النزاع. ثالثا: افتقار المصداقية. رابعا وأخيرا: افتقار التعاطف وإظهار المشاعر تجاه الأطراف المتنازعة.
وعلى أية حال، لا ينكر أحد أن استخدام أجهزة الذكاء الاصطناعى ستعجل بحل الصراعات والنزاعات. ففى حين نجد أن للأطراف المتنازعة توقعات عالية بحسن النتيجة والأحكام الصادرة، نجد أن النزاعات تستغرق وقتا طويلا حتى يكتب لها النهاية ويقفل بابها. هنا نجد أجهزة الذكاء الاصطناعى تتدخل كأداة تفاوض هائلة لحل النزاعات فى وقت قصير.
على المدى البعيد، يمكن توقع أن تحل الروبوتات محل المحكمين البشريين، ويُتوقع أيضا أن يتغير دور المحامين بشكل جذرى. فهل يأتى اليوم الذى لا نرى فيه محامين ومحكمين بشريين!!
إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد