خمس ساعات فى قصر القبة
عماد الدين حسين
آخر تحديث:
الثلاثاء 10 يونيو 2014 - 4:55 ص
بتوقيت القاهرة
الدعوة التى تلقيتها لحضور حفل تنصيب المشير عبدالفتاح السيسى رئيسا كانت تشترط الذهاب قبل موعد الاحتفال وهو الثامنة مساء بساعة وربع. ولأن المرء لا يأمن مكر زحام القاهرة فقد قررت الذهاب باكرا فى السادسة بصحبة زميلى محمد بصل محرر شئون الرئاسة بالشروق. وكانت المفاجأة اننى قطعت المسافة من جاردن سيتى حيث مقر الشروق إلى قصر القبة فى اقل من عشر دقائق. فى حين اننى قطعت المسافة من المهندسين إلى التحرير ليلة السبت فى اكثر من ساعة ونصف ولم استطع ليلتها اللحاق بحفل زفاف زميلى بالجريدة خالد موسى.
دخلت القصر ورغم انها ليست المرة الاولى لى الا اننى انبهرت مجددا بهذا المستوى البديع من فنون العمارة وفخامة البناء ورحابة المكان وكثرة المساحات الخضراء.
وجوه ضباط الحرس الجمهورى سعيدة وكذلك كل العاملين فى المكان. فى ساحة القصر الرئيسية تم نصب مسرح كبير فى الحديقة المواجهة لمكتب الرئيس بالقصر. المكان كان مهيأ لاستقبال اكثر من الف شخص.
قبل الدخول للحفل كان المدعوون يمثلون تقريبا عينة حقيقية للمجتمع المصرى.
كل نجوم الفن تقريبا وعلى رأسهم الزعيم عادل امام والملك محمد منير، نادية لطفى وخالد يوسف واحمد بدير وليلى علوى ومحمود ياسين ونجوم الرياضة وعلى رأسهم محمود الخطيب. ومعظم رؤساء الجامعات وتشرفت ليلتها بالتعرف على الدكتور حسين عيسى رئيس جامعة عين شمس والدكتور عبدالحكيم عبدالخالق خليل رئيس جامعة طنطا.
كان هناك كل قادة الجيش تقريبا الحاليون والسابقون والتقيت الفريق اول عبدالعزيز سيف الدين واللواءات محمد العصار ومحمد امين ومحسن عبدالنبى واحمد وصفى والعقيد احمد على.
كان هناك كل مجلس الوزراء وسألت الاصدقاء منهم ومن اعرفهم «على خفيف» عن استمرارهم فى الوزارة الجديدة فكانت اجاباتهم موحدة وهى، «سوف نستقيل اولا وبعدها ننتظر ماذا يحدث وكلنا فى خدمة مصر»، لدرجة اننى شككت ان المهندس ابراهيم محلب وزع عليهم هذه الاجابة الدبلوماسية.
كان هناك ممثلون للعمال والفلاحين ورؤساء النقابات المهنية وشخصيات عامة متنوعة.
كان هناك أيضا غالبية نجوم الاعلام خاصة مقدمى برامج التوك شو الاصدقاء والزملاء إبراهيم عيسى وخيرى رمضان ومنى الشاذلى وأحمد المسلمانى ومعتز الدمرداش وجيهان منصور ويوسف الحسينى وراندا أبوالعزم وسمير عمر وخالد أبوبكر وأمانى الخياط ومحمد على خير وأسامة كمال وأسامة منير ومن كبار الصحفيين أحمد النجار وياسر رزق وجلاء جاب الله ومحمد عبدالهادى وخالد صلاح وجمال فهمى وجمال عبدالرحيم وعادل السنهورى.
ومن الادباء قامات سامقة مثل بهاء طاهر ومحمد المخزنجى وجمال بخيت وسيد حجاب.
القاسم المشترك الاعظم فى الحوارات الجانبية بين المدعوين هو ان الامور عادت إلى طبيعتها وعلى حد تعبير ضابط كبير فإن عام حكم الاخوان كان جملة اعتراضية وانتهت. كثيرون تحدثوا ليلتها عن المعاناة التى تعرضت لها القصور الرئاسية على يد الاخوان بفعل عدم إلمامهم بأى قدر من فنون المراسم والبروتوكول.
الذين حضروا الاحتفال خرجوا سعداء لأنهم شعروا ان الدولة عادت اليهم مرة اخرى خصوصا ان السيسى قال لهم فى نفس الاحتفال انه لن يسمح بوجود قيادة موازية وانه لا تهاون أو مهادنة مع كل من يتبنى العنف.
انتهى الحفل وانتظرنا السيارات اكثر من ساعة وخرجت فى الحادية عشرة ليلا وسألت نفسى: كيف يمكن استغلال قوة الدفع الحالية فى العبور السريع من حالة الاحباط إلى الامل؟.