الاهتمام بالدراسات اليهودية على حساب العلوم
من الصحافة الإسرائيلية
آخر تحديث:
الثلاثاء 10 سبتمبر 2019 - 10:50 م
بتوقيت القاهرة
نشرت صحيفة «هاآرتس» مقالا تتناول فيه ظاهرة نقص عدد مدرسين العلوم فى المدارس الإسرائيلية وتزايد أعداد مدرسين الدراسات اليهودية.. مما نتج عنه قصور فى أعداد المدرسين فى السنة الدراسية الجديدة.
تعانى المدارس الإسرائيلية من نقص حاد فى أعداد المدرسين، خاصة فى الرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية، لقد أجبرت هذه الأزمة المدارس على توظيف المعلمين غير المدربين أو مدربين تدريبا جزئيا فى أحسن الأحوال، ولكن على الرغم من هذا النقص، هناك مادة دراسية واحدة تتمتع بنمو غير مسبوق فى أعداد معلميها وهى «الدراسات اليهودية».
تعكس هذه الحالة الأولويات الخاطئة لوزراء التعليم الحاليين فى البلاد، ويجب أن تكون بمثابة دعوة للوزير الذى تم تعيينه بعد الانتخابات للاستيقاظ: تطوير الدراسات اليهودية، وبالتأكيد فى نظام الدولة العلمانى، لا يجب أن يكون على حساب التخصصات العلمية. على عكس الأمل الذى أعرب عنه وزير التعليم رافى بيريتس، فإن الرؤية حول إحلال «مدارس النبوءة» محل المؤسسات التعليمية ستدمر دولة إسرائيل.
وفقا لبيانات وزارة التعليم، العدد الأكبر من المدرسين المنضمين لنظام التعليم الثانوى هذا العام ــ نحو 477 ــ تم تدريبهم لتدريس مواد يهودية.. على النقيض من ذلك، فقط سبعة مدرسين أنهوا تدريبهم لتدريس الفيزياء، وثمانية لتدريس الكيمياء، وعشرون لتدريس الأحياء. وفقا للبيانات التى قام اتحاد المعلمين بجمعها، النظام التعليمى فى إسرائيل يضم ألف مدرس للكيمياء، و1250 مدرسا للفيزياء و2000 مدرس للأحياء وعلوم الحاسب الآلى. هذا ما أدى إلى التدهور المستمر فى تعليم العلوم فى إسرائيل.. على الرغم من وجود 470 مدرسا جديدا للغة الإنجليزية و360 مدرسا جديدا للرياضيات، فإن هذا لا يكفى لتلبية الطلب.
كشف اختبار جزئى أجرته وزارة التعليم فى إسرائيل أخيرا عن نقص فى عدد المعلمين يبلغ 1700 معلم للعام الدراسى الذى بدأ هذا الأسبوع. يوجد نحو 1200 من هذه المناصب غير الشاغرة فى مناطق تل أبيب وتل القاضى والمنطقة الوسطى، حيث لا توجد تغطية لنحو 10000 ساعة تدريس. وفى محاولة لإيجاد حل لهذه المشكلة، أعلنت وزارة التعليم أنها تقوم بتوظيف مدرسين أصحاب التخصصات التعليمية المطلوبة والمتدربين فى السنة الأخيرة من دراساتهم.. هؤلاء لم يتلقوا تدريبا مناسبا على المواد التى تم تكليفهم بها لتدريسها وبالتالى كان على مديرى المدارس الثانوية أن يتنازلوا عن جودة مستوى المعلم لملء فصولهم الدراسية.
رغم أن هذا النقص فى عدد المعلمين فى العلوم غير جديد ومعروف منذ عدة سنوات، إلا أن وزارة التعليم تفضل إنكار وجود هذه المشكلة. ولكن تحت فرض هذا الغموض المتعمد للواقع، أصبح من الواضح بالفعل ازدهار الدراسات اليهودية. يبدو أن تجاهل أزمة التعليم لا يقتصر فقط على تجنب الانتقادات المحتملة، بل يعبر أيضا عن أجندة وزراء التعليم اليمنيين، الذين يعتقدون أن النظام الموكول إليهم يحتاج إلى تعزيز بعده اليهودى باستمرار. تشير البيانات المرتبطة بأعداد وتخصصات المعلمين الجدد إلى الأولوية الحقيقية للوزارة: تشجيع الدراسات اليهودية وليس العلوم.
إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى