البرازيل.. دور متصاعد على صعيد الطاقة العالمى
صحافة عربية
آخر تحديث:
الأربعاء 10 سبتمبر 2025 - 9:00 م
بتوقيت القاهرة
نشرت جريدة الشرق الأوسط اللندنية مقالا للكاتب العراقى وليد خدورى، يوضح فيه دور البرازيل المتصاعد على صعيد الطاقة العالمى، وذلك بفضل مواردها المتعددة، وزيادة إنتاجها من النفط والطاقات المستدامة، وطموحاتها المستقبلية فى مجال الطاقة.. نعرض من المقال ما يلى:
انضمت البرازيل مؤخرًا إلى وكالة الطاقة الدولية، وسابقًا إلى منظمة بريكس، كما ستستضيف فى 20 - 21 نوفمبر مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة تغير المناخ والتلوث البيئى (كوب 30).
يبلغ عدد سكان البرازيل نحو 212 مليون نسمة، يسكن نحو 87 فى المائة منهم فى المناطق الحضرية. ولدى البرازيل سابع أكبر اقتصاد فى العالم، حيث بلغ ناتج دخلها القومى نحو 4.1 تريليون دولار فى عام 2024.
تتوقع منظمة أوبك أن يشهد الطلب فى مجال الطاقة الأساسية نموًا من 6.5 مليون برميل مكافئ من النفط يوميًا إلى 9.8 مليون برميل مكافئ من النفط يوميًا خلال الفترة 2024 - 2050.
يشكل هذا الازدياد العالى فى الطلب على الطاقة للبلاد خلال فترة ربع القرن المقبل الحاجة إلى سلة طاقة مستقبلية أكبر وذات موارد متعددة أكثر، نظرًا إلى تعدد الموارد الطاقوية للبلاد، المتكونة من الوقود الحيوى الذى يلعب حاليًا دورًا مهمًا فى سلة الطاقة للبلاد، حيث يتوقع زيادة الاعتماد عليه من 2.2 مليون برميل يوميًا من النفط المكافئ حاليًا إلى نحو 2.8 مليون برميل من النفط المكافئ بحلول منتصف القرن.
كما يتوقع أيضًا خلال الفترة نفسها المشار إليها أعلاه ازدياد الطلب على النفط فى البرازيل من 3.4 مليون برميل يوميًا من النفط المكافئ إلى 4.8 مليون برميل يوميًا من النفط المكافئ بحلول عام 2050. وتحتل البرازيل حاليًا المرتبة العاشرة عالميًا فى حجم إنتاجها النفطى.
من الجدير بالذكر أن الإنتاج النفطى السائل فى البرازيل قد تضاعف خلال الفترة 2010 - 2024 إلى نحو 4.2 مليون برميل يوميًا. ويتوقع زيادة إنتاج النفط السائل إلى 5.8 مليون برميل يوميًا بنهاية عقد الثلاثينيات المقبل، وأن يشكل بدوره مصدرًا مهمًا آخر فى سلة الطاقة المستقبلية بنهاية عقد الثلاثينيات.
وقد أعلنت شركة بريتش بتروليوم مؤخرًا عن أكبر اكتشاف حقل نفطى لها خلال ربع القرن الماضى. وتحقق الاكتشاف الضخم فى رقعة «بميرنج» فى حوض «سانتوس» البحرى فى مياه المحيط الأطلسى المحاذية للساحل البرازيلى. وتملك شركة «بريتش بتروليوم» حصة 100 فى المائة فى رقعة «بميرنج» الموعودة. وقد جرى تحقيق الاكتشاف الضخم عند حفر البئر رقم «1-سبس» على عمق 2372 مترًا. وبلغ عمق البئر 5855 مترًا.
وتعتبر البرازيل أيضًا من الدول الكبرى المنتجة للطاقات المستدامة. هذه الطاقات التى تسهم حاليًا فى تزويد 90 فى المائة من إمدادات الطاقة لتوليد الكهرباء.
وكما تم ذكره أعلاه، فإن البرازيل ستستضيف فى نهاية هذا العام مؤتمر الأمم المتحدة لتحسين المناخ والقضاء على الانبعاثات «كوب 30»، حيث سينصب الاهتمام فى هذه الدورة على خطة البرازيل الطموحة لتسعير الكربون، وهو ما سيلقى بتداعيات كبيرة على التجارة العالمية والصناعة ومن ثم المناخ، بالإضافة إلى اقتراح برازيلى طموح لإنشاء صندوق عالمى بقيمة 125 مليار دولار للحفاظ على الغابات.
سيتوسع دور البرازيل الطاقوى، فى حجم الطلب والعرض الداخلى للبلاد حاليًا من ناحية، وما هو متوقع مستقبلًا من ناحية أخرى، كما دورها لانتسابها عضوًا فى منظمة بريكس ووكالة الطاقة الدولية، إلى جانب استضافتها ورئاستها مؤتمر كوب 30 من ناحية أخرى.
وهناك أيضًا مجال التوسع لشركة «بتروبراس» على المستوى البرازيلى، والأهم طموحها للتوسع على مستوى قارة أمريكا اللاتينية برمتها، مدعومة بعاملين مهمين، توفر الشركات المهنية المتخصصة و«بتروبراس» فى المجال الطاقوى من ناحية، وتضاؤل دور أول شركة نفطية فى قارة أمريكا اللاتينية، الشركة الفنزويلية «بى دى فيسا»؛ نظرًا للاضطرابات المستمرة فى فنزويلا، والعقوبات الأمريكية المفروضة على «بى دى فيسا»، الأمر الذى أدى إلى مواجهتها صعوبات عدة، وتباطؤ نموها خلال السنوات القليلة الماضية.