دارفور فى سيناء!
عماد الدين حسين
آخر تحديث:
الإثنين 11 يناير 2010 - 10:06 ص
بتوقيت القاهرة
هل من الوارد أن نفاجأ ذات يوم وقد تحولت سيناء إلى دارفور مصرية؟!
سؤال قد يراه البعض خياليا، وقد يراه البعض الآخر مغرقا فى التشاؤم وقد يراه فريق فى الحكومة مكرسا لروح اليأس والإحباط. لكن واجب أى كاتب يحترم نفسه أن يدق جرس الإنذار كل لحظة حتى لا يأتى يوم ويقول مسئول: «لم نكن نعلم».
التحذير من تحول سيناء إلى دارفور ليس من اختراع خيالى، لكنه صرخة تحذير أطلقتها كوادر ينتمى بعضها للحزب الوطنى فى شمال سيناء خلال لقائهم بالمحافظ الجديد اللواء مراد موافى.
النائب عبدالحميد سلمى عضو مجلس الشورى قال إن هناك ثلاثة ملفات ينبغى تفعيلها فورا وهى التنمية المعطلة، والفلتان الأمنى ونظرة التشكيك فى أبناء سيناء.
ومنذ تحرير سيناء عام 1982، والجميع يتحدث عن مشكلاتها ويقترح الحلول، لكن الأمر لم يتجاوز الكلام.. الفعل الوحيد كان إنشاء الفنادق والمنتجعات السياحية على يد قلة من المستثمرين، دون وجود مشروع حقيقى، يستفيد منه سكان المنطقة أولا، ويحول المكان إلى مستعمرة بشرية تربط سيناء بالوطن فعلا، ويجعل العدو الإسرائيلى يفكر مليون مرة قبل الإقدام على أى مغامرة عسكرية.
ما يحدث الآن ــ للأسف الشديد ــ هو أن سيناء تبتعد كل يوم عن حضن الوطن وتقترب من الإسرائيليين.
هناك نوايا طيبة لكثيرين فى الحكومة، لكن النوايا بمفردها لا تؤدى لشىء، فضلا عن أنها قد تقود إلى جهنم فى أحيان أخرى.
من المهم بل من الضرورى أن تحارب الدولة والحكومة وأجهزة الأمن تجار المخدرات فى كل مكان خصوصا فى سيناء، وأن تفرض هيبتها على الجميع لمصلحة كل الوطن، لكن عليها وهى تفعل ذلك فى سيناء خصوصا ألا تكون الحصيلة هى فرض الهيبة والسيطرة وخسارة السكان الذين تتفنن إسرائيل كل يوم فى محاولة كسب ودهم، وإيهامهم بأن أوضاعهم تحت الاحتلال كانت أفضل.
على الحكومة أن تحارب التهريب عبر الأنفاق مع غزة، ولها أن تقيم ما تشاء من جدران أسمنتية أو فولاذية، لكن عليها أيضا أن توفر سبل الحياة الكريمة لسكان هذه المنطقة الذين يشاهدون قلة تنعم بالحياة المرفهة فى شرم الشيخ ونعمة ودهب وطابا.
على «هتيفة الإعلام الرسمى التحلى بالحكمة قليلا وبدلا من شتم وسب حماس طوال الوقت أن يوفروا جزءا من وقتهم كى يخبروا الحكومة أن هناك أزمة جوهرية فى سيناء تحتاج منا عملا حقيقيا كى نستعيدها فعلا إلى حضن الوطن.