خطاب جوارديولا عن غزة
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأربعاء 11 يونيو 2025 - 8:30 م
بتوقيت القاهرة
** هذا الرجل بيب جوارديولا لم يتخذ موقفه العظيم من حرب الإبادة فى غزة متأثرا بموجات غضب أوروبية متأخرة عما يجرى من جانب الكيان الإسرائيلى، فمنذ بداية الحرب كان له نفس الموقف الرافض لما يجرى، وفى يوم من أيام انتصاره وتتويجه كمدرب لمانشستر سيتى تجاهل شخصية إسرائيلية عند المصافحة فى المقصورة الرئيسية، وكان ذلك موقفا شجاعا ورافضا لما يجرى فى غزة.
** فى جامعة مانشستر منح جوارديولا الدكتوراة الفخرية، تقديرا لدوره ولموهبته ولعبقريته كمدرب لكرة القدم. وحين وقف المدرب الإسبانى لإلقاء كلمته، تحدث عن حرب غزة قائلا:
«مؤلم للغاية ما نشاهده فى غزة؛ هذا يؤلم جسدى
ربما نحن نعتقد بـأنه ليس من شأننا أن نشاهد الأطفال بعمر 4 سنوات يُقتلون بسبب قنبلة أو بسبب مستشفى لم يعد مستشفى أصلًا.
حسنًا فكروا كما تريدون؛ ولكن كن حذرًا؛ أنت القادم؛ الطفل القادم سيكون طفلك أنت.
عندما بدأ الحصار على غزة وأشاهد أبنائى وأنا مرعوب للغاية.
الناس تقول بـأننا نعيش فى مكان بعيد عنهم فماذا يمكننا أن نفعل؟
هناك قصة سأذكركم بها.. هناك غابة تشتعل وكل الحيوانات فيها تعيش بكل خوف وبدون مساعدة.
ولكن الطيور الصغيرة تعيش وتحلق فى السماء وتطير وتقوم برش ماء ضعيف جدًا على الغابة لمحاولة إخماد هذا الحريق.
الثعبان شاهد الموقف ويضحك «ماذا تفعل أيها الطائر؟ لن تقوم بإخماد الحريق أبدًا».
رد عليه الطائر الصغير وأخبره «نعم أعرف ذلك».
رد الثعبان «حسنًا ماذا تفعل؟»
الطائر قال له «أقوم بدورى».
وهذه هى قصة العالم.. يخبرونا بـأننا تأثيرنا صغير للغاية.
ولكن الحقيقة أن قوة هذا العالم ليست حول القوة بل حول الاختيار وأن تكون صاحب مبدأ وأن ترفض الصمت فى وقت الحاجة..».
** خطاب جوارديولا أصبح حدثا فى عالم السوشيال ميديا، ليس بحكم أنه مدرب أحد أعظم الفرق الأوروبية لكرة القدم، وإنما لسحر كلامه وبلاغته وصدقه عن معاناة غزة. بيب جوارديولا ليس لاعبا سابقا ومدربا لكرة القدم فقط يتسم بالموهبة والعبقرية، ولكنه إنسان متسلح بالثقافة الواسعة، وهو شأنه شأن الموقف الإسبانى من الحرب القذرة بأهدافها القذرة المغلفة بمبررات لئيمة ودنيئة، مثل محاربة حماس، بينما هم يحاربون الشعب الفلسطينى، الذى لا يحمل سلاحا أو بندقية، يحاربونه بالقنابل الثقيلة وبطائرات إف 35، ومدرعات وفرق عسكرية، ويقتلون الأطفال والنساء والرجال العزل، ويدفعون بعصابات لممارسة هذا القتل. والهدف هو جعل غزة غير صالحة للحياة، ودفع أهلها إلى الهجرة بحثا عن الحياة.