طبيعة الصراع القادم
عماد الدين حسين
آخر تحديث:
الأحد 11 أغسطس 2013 - 12:30 م
بتوقيت القاهرة
ما لم تحدث معجزة ويقبل الإخوان الاندماج فى العملية السياسية الجديدة فإن على المجتمع المصرى ان يهيئ نفسه لصراع طويل مع جماعة الإخوان لا يعلم إلا الله كيف سيكون ومتى سينتهى؟.
المقربون من اركان السلطة الجديدة بدأوا يتحدثون عن صراع لا مفر منه مع جماعة الاخوان فى الفترة المقبلة. وكان ملفتا للنظر ان القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع الفريق اول عبدالفتاح السيسى قال فى حواره المهم مع صحيفة الواشنطن بوست قبل اكثر من اسبوع ان جماعة الاخوان لا تؤمن بالوطنية أو القومية بل تتحدث عن اممية اسلامية.
اذن فعندما يقول اقوى شخصية فى مصر الآن هذا الكلام وعندما تخرج تسريبات تقول ان الولايات المتحدة تدعم الاخوان عمليا فالرسالة الوحيدة التى يمكن ان نفهمها هى ان الصراع فى مصر مرشح لأن يكون طويلا.
قد ينتهى الاعتصام الاخوانى فى رابعة العدوية فى أى وقت وقد تهدأ الاحوال المضطربة قليلا لكن على الأقل سيكون هناك صراع شامل بين تيارين أساسيين فى المجتمع هما المدنى والإسلامى.
هناك تقدير داخل اجهزة الحكم الجديد ان جماعة الإخوان محتمية ومدعومة من بعض الاطراف الغربية قررت تحدى المجتمع ومحاولة نقل النموذج السورى معتقدة انها اذا فشلت فى العودة إلى الحكم فإنها تستطيع عرقلة النظام الجديد عبر الاحتجاجات وما يشبه العصيان المدنى الذى قد يتطور إلى حرب كر وفر.
تضيف هذه التقديرات انه بسبب العقلية المتطرفة لبعض القيادات الإخوانية فإنه لا مفر من الصدام مع الجماعة. وهو صراع لن ينتهى سريعا وسوف يتطلب تجييش كل المجتمع من اجل هذه الحرب الطويلة التى قد تكون أصعب من مواجهة الجماعات الإسلامية فى حقبة التسعينيات من القرن الماضى.
فى هذا الصراع ستحاول قوى إقليمية ودولية تغذية الصراع واستمراره سواء لتعاطفها مع الإخوان أو لرغبتها فى انهاك الطرفين واستدراج الجيش الى معركة داخلية وبالتالى اضعافه.
هل هذا الصراع أمر حتمى؟. الإجابة متوقفة على سلوك جماعة الإخوان فى المقام الأول. فلو جنحوا للسلم وقبلوا المشاركة فى العملية السياسية يمكن لمصر ان تنتقل فعلا الى مرحلة بناء حقيقية. أما إذا اصروا على مبدأ «كل شىء أو لا شىء» فإنهم يجازفون بمستقبل جماعتهم.
فى كل الاحوال المرحلة الانتقالية التى كنا نعتقد انها سوف تنتهى بعد ستة أشهر من ١١ فبراير ٢٠١١ ستكون مرشحة للاستمرار إلى أجل غير مسمى.
مرة أخرى ما لم تحدث معجزة فنحن ذاهبون إلى صراع طويل وشامل فى المجتمع كنا سنخوضه فى كل الأحوال إن آجلا أو عاجلا وينبغى ان يحسم بشكل يحفظ لمصر مدنيتها وحريتها وديقراطيتها الحقيقية.
السؤال الجوهرى هو: هل المجتمع مرشح لخوض هذا الصراع؟