صلاح وبيليه الفلسطيني.. و«ويفا»

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الإثنين 11 أغسطس 2025 - 6:40 م بتوقيت القاهرة

قوات الاحتلال الإسرائيلى قتلت لاعب منتخب فلسطين السابق سليمان العبيد المشهور بلقب «بيليه» فلسطين يوم الأربعاء الماضى، أثناء انتظاره للحصول على المساعدات الغذائية فى جنوب قطاع غزة بحسب الاتحاد الفلسطينى لكرة القدم.

 


مقتل العبيد ليس فيه جديد، لأن إسرائيل قتلت قبله أكثر من 61430 فلسطينيا وأصابت أكثر من 153213منذ بدء عدوانها على قطاع غزة فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣.
العبيد الملقب أيضا بـ«الغزال» و«الجوهرة السوداء»، و«هنرى فلسطين» عمره ٤١ عاما من مواليد ١٩٨٤ فى مدينة غزة، متزوج وله ولدان وثلاث بنات. لعب لنادى «خدمات الشاطئ» ولعب ٢٤ مباراة دولية وسجل أكثر من ١٠٠ هدف، ما جعله أحد ألمع نجوم الكرة الفلسطينية، ولعب أيضا لنادى مركز شباب الأمعرى فى الضفة الغربية، وأحرز معه لقب الدورى فى موسم ٢٠١٠ - ٢٠١١.
العبيد ليس أول رياضى يقتله الاحتلال الذى قتل ٦٦٠ رياضيا منذ بدء العدوان منهم علاء الحواجرى لاعب نادى «خدمات النصيرات»، ونصر الله المقاطعة لاعب نادى «اتحاد دير البلح». ومن بين الشهداء ٣٢٥ من العاملين فى كرة القدم بحسب بيان الاتحاد الفلسطينى.
والعبيد واحد من بين 1300 فلسطينى قتلهم الاحتلال منذ مايو الماضى، وهم ينتظرون الحصول على المساعدات الإنسانية.
لكن الذى جعل الكثير من الناس يتفاعلون مع مقتل العبيد أن اتحاد الكرة الأوروبى «ويفا» نشر تدوينة على منصة إكس ينعى فيها الفقيد وجاء فيها نصا: «وداعا سليمان العبيد بيليه فلسطين، موهبة أعادت الأمل إلى قلوب عدد لا يحصى من الأطفال حتى فى أحلك الأوقات».
اتحاد الكرة الأوروبى لم يجرؤ أن يذكر اسم القاتل أو المجرم، وكأن كائنات فضائية هبطت من السماء، وقتلت اللاعب الفلسطينى وقبله أكثر من ١٦١ ألف من الشهداء. الكثير من المتابعين لحساب الاتحاد الأوروبى علقوا على هذه النقطة، لكن الذى جعل التفاعل يزيد ويتخذ منحنى آخر تماما هو تدوينة محمد صلاح نجم نادى ليفربول الإنجليزى تعليقا على تدوينة «ويفا» حيث وجه إليهم السؤال الأكثر إحراجا وهو: «هل يمكنكم أن تخبرونا كيف مات، وأين ولماذا»؟.
تدوينة صلاح حصدت أكثر من ٨٠ مليون مشاهدة بعد ٢٤ ساعة فقط من كتابتها.
أريك كانتونا النجم الفرنسى وأسطورة نادى مانشستر يونايتد كان أكثر جرأة من الاتحاد الأوروبى، حيث دون كالتالى: قتلت إسرائيل للتو نجم المنتخب الفلسطينى سليمان العبيد أثناء انتظاره المساعدات فى رفح، إلى متى سوف نتركهم يرتكبون هذه الإبادة الجماعية؟.. فلسطين حرة».
أما السيدة الشجاعة فرانشيسكا ألباينزى المقررة الأممية الخاصة بحالة حقوق الإنسان فى الأراضى الفلسطينية فقد شاركت فى التعليق على تغريدة الاتحاد الأوروبى الغامضة بقولها: «حان وقت طرد القتلة من مسابقات «ويفا»، لنجعل الرياضة خالية من التمييز العنصرى والإبادة الجماعية».
نعرف بالطبع أن السيدة ألبانيزى واحدة من الذين انتقدوا وفضحوا جرائم الاحتلال، وصارت مستهدفة ليس فقط من إسرائيل، ولكنها تعرضت لعقوبات من الإدارة الأمريكية التى تشارك إسرائيل فى عدوانها.
السؤال: لماذا هذا الغموض من الاتحاد الأوروبى لكرة القدم وسائر الاتحادات الرياضية التى لا تجرؤ على قول الحقيقة؟!!.
ما قيمة أى شىء فى المؤسسات الدولية والقارية الرياضية الكبرى، إذا لم تدافع عن جوهر الرياضة وهو المنافسة الشريفة ومكافحة العنصرية واستهداف البشر عموما والرياضيين خصوصا بالقتل؟!
لماذا لا يتجرأ الأوروبيون الذين يصدعون رءوسنا ليل نهار عن حقوق الإنسان والحق فى الحياة ويقولون للقاتل أنت قاتل!
ظنى أن محمد صلاح أدى ما عليه وأكثر حينما طرح السؤال الأكثر أهمية فى هذه الجريمة الكبرى.
ليس مطلوبا من صلاح أن يحمل كلاشينكوف أو يصدر بيانات سياسية زاعقة. تدوينته الأخيرة كانت تعادل مليون بيان شجب واستنكار من تلك التى تطلقها حكومات العالم بشأن فلسطين، وهذا الموضوع يحتاج إلى نقاش مفصل بشأن العلاقة بين ما هو رياضى وما هو سياسى، وما هى الحدود الفاصلة بينهما؟

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved