عاجل: مراجعات سنية شيعية
ناجح إبراهيم
آخر تحديث:
الجمعة 12 فبراير 2016 - 10:45 م
بتوقيت القاهرة
الصراع السنى الشيعى يكاد يأكل المنطقة العربية ويأتى على الأخضر واليابس، وهو صراع سياسى يتدثر زورا بالمذهب السنى أو الشيعى، ويستحضر قسرا صراعات تاريخية لا دخل للسنة أو الشيعة بها وخاصة هذه الأجيال.. ولا حل لهذا الصراع سوى الصلح التاريخى بين السنة والشيعة من جهة وبين السعودية والخليج وإيران من جهة والعراق ومصر وتركيا من جهة أخرى.
ولا ينبغى أن تكون هذه المصالحة وقتية أو زمنية أو جزئية أو مخادعة، ولكن مصالحة شاملة وكاملة وصادقة ليس بين الحكومات فحسب، ولكن بين أصحاب المذهبين، وبين شعوب هذه البلاد، ولن تتم إلا بمراجعات صادقة من السنة والشيعة من تلقاء أنفسهم ولأنفسهم مراقبة لله وحرصا على مصالح الإسلام والبلاد والعباد، وأرى أن أهم هذه المراجعات فيما يلى:
1. عدم تعميم الأحكام على الشيعة أو السنة، فقد أتى القرآن بقاعدة العدل العظيمة «ليسوا سواء».
2. عدم الحكم على الشيعة من خلال كتب «ابن تيمية» فقط لأن أفكار المذاهب والشعوب تتغير وتتبدل من وقت إلى وقت.. وهناك مذاهب كثيرة للشيعة تختلف كثيرا فيما بينها وبعضها قريب جدا لأهل السنة والإسلام، وبعضها بعيد جدا منهما، كما أن أفكار الشعوب التى تدين بالسنة أو الشيعة تتغير بتغير الزمان والمكان.
3. على السنة والشيعة جميعا رفض واستهجان ومحاربة كل من يظلم ويطغى ويبغى ويستحل الدماء الحرام بغير حق مثل داعش التى يريد بعض الشيعة نسبتها زورا إلى السنة وهى جماعة تكفيرية تلحق بالخوارج، ومثل ميلشيات الحشد الشعبى التى تقتل وتذبح بالاسم والمذهب وتحرق قرى السنة، والغريب أن كل السنة يرفضون داعش ومعظم الشيعة يهللون لميلشيات الحشد الشعبى ولا يقاومون فكرها أو مذابحها.
4. عدم تكفير الشيعة.. والاهتمام بالحوار والتواصل معهم عبر العلماء والحكماء لا عبر السوقة والدهماء ومدعى العلم وراغبى الشهرة، ومناقشة كل فريق للآخر فى جو من التسامح، ومعالجة الأخطاء والسلبيات الكبرى لدى كل فريق عن الآخر والتغافل عما سوى ذلك.
5. عدم ظلم الأقلية الشيعية فى بلاد السنة.. وعدم ظلم الأقليات السنية فى بلاد الشيعة.
6. تفكيك كل المليشيات السنية المسلحة فى بلاد تحكمها الشيعة شريطة عدم ظلمها بعد جنوحها للسلم مع دمجها فى كيان الدولة.
وتفكيك كل الميلشيات الشيعية المسلحة فى البلاد السنية شريطة عدم ظلمها أو البغى عليها بعد تخليها عن سلاحها وميلشياتها ودمجها فى دولاب الدولة.
7. استنكار أى عمل إرهابى يحدث للشيعة من السنة، واستنكار أى عمل إرهابى يحدث من السنة للشيعة، والابتعاد عن التعصب للمذهبية والطائفية.
8. احترام المدنيين ودور العبادة للطرفين فى أى صراع، وحل الصراعات بينهما بالطرق السياسية والدبلوماسية سريعا قبل تفاقمها، وعدم ترك الصراعات للخطباء الجهلاء الذين لا هم لهم غير تأجيج الصراعات ودغدغة العواطف.
9. عدم تدخل أى دولة شيعية فى شئون الدول السنية أو العكس، أو اعتبار أى دولة شيعية أن الشيعة فى أى بلد سنى هم رعاياها، وعدم تحريض أى دولة سنية أو شيعية الرعايا السنة أو الشيعة فى البلاد الأخرى على التمرد المسلح أو العصيان المدنى أو زعزعة الاستقرار فى الوطن الذى تعيش فيه هذه الأقلية.
10. توقف بعض الشيعة عن سب الصحابة رضوان الله عليهم وخاصة الشيخين أبى بكر وعمر.. فهما وزيرا الرسول وصاحباه.. ففى السيرة كلها ذهب رسول الله ومعه أبو بكر وعمر، عاد ومعه أبو بكر وعمر، حارب وسالم ودعا وخطب وتحدث وسافر ومعه أبو بكر وعمر وحتى فى الممات «قبورهم متجاورة» وكأنها رسالة من السماء أنه لا يمكن الفصل بينهم، فسبهما هو سب مقنع للرسول «ص» وكذلك التوقف عن سب السيدة عائشة وغيرها.
11. عدم اختصار الصحابة الذى يجاوز عددهم المائة ألف فى سيدنا على والحسين والحسن وفاطمة وآل البيت.. فهؤلاء الأجلاء العظام جزء من الإسلام وليس كل الإسلام، لأن هذا الدين العظيم أكبر بكثير من أن يكون جيله الأول مكونا من عدد لا يجاوز المائة، بل إن هناك حالة إهمال متعمد للحسن بن على وهو الأكبر من الحسين لاتباعه نهج المصالحة.
12. وقف تصدير الصراع السياسى الذى نشأ بين سيدنا على ومعاوية إلى أجيال السنة والشيعة بعد 15 قرنا من حدوثه.. وعدم تحميل أجيال السنة ذنب غمط معاوية وأتباعه لعلى بن أبى طالب حقه فى الخلافة، فأجيال السنة كلها تؤمن بأن على بن أبى طالب هو الأحق بالخلافة.. وترك صناعة خلاف وهمى مع السنة لإخفاء حقيقة الصراع السياسى والمشاريع الإمبراطورية الإيرانية فى المنطقة.
13. مراجعة الشيعة لمسألة الإمام الغائب والذى يتصور بعض العلماء فضلا عن البسطاء منهم أنه سيحل كل المشكلات، وترك الحديث فى المسألة حتى يخرج إن كان حقا.. وساعتها سيتعامل معه جيله وزمانه بما ينبغى عليهم فعله.
14. معالجة فكرة الاحتفال بذكرى كربلاء ومقتل الحسين«رضى الله عنه» ظلما وعدوانا بجرح أو ضرب أو إيذاء الشيعى لبدنه، لأنه يعطى صورة سلبية عن الإسلام وسيدنا الحسين، فالجميع يعلم أنه لو كان حيا ما وافق على هذا العبث.
15. جمع السنة والشيعة على الأهداف المشتركة العامة.. وترك خطاب الكراهية وتوارث الأحقاد والثارات.. وإعلاء خطاب التعايش السلمى المشترك، وتطبيق نظرية الحقيبة السوداء التى تحدثت عنها فى بداية هذه المقالات.