المشبوهون.. طلقاء
عماد الدين حسين
آخر تحديث:
السبت 12 مارس 2011 - 9:31 ص
بتوقيت القاهرة
ما هو الوضع القانونى الآن للرئيس السابق محمد حسنى مبارك وأسرته؟!.
محكمة الجنايات قررت وضع أموالهم وأرصدتهم تحت التحفظ وصدر قرار بمنعهم من السفر خارج البلاد لوجود دلائل على شبهة كسب غير مشروع...وهم فى انتظار المحاكمة.
مبارك الآن صار مواطنا عاديا، ويفترض ــ حسب ظنى ــ أن حصانته القانونية قد زالت بعد قرار التنحى... لكن لا أحد يعرف هل لا يزال يتمتع هو وأسرته بحصانة خاصة أم لا؟.
دلائل كثيرة تشير إلى أن أسرة الرئيس تلعب دور رأس الحرب فى الثورة المضادة، ورغم ذلك فإن هذه الأسرة تتحرك بكل حرية وهناك تحركات مريبة تجرى بطول البلاد وعرضها تشير إلى أن بصمات عناصر الثورة المضادة بدأت تظهر على أكثر من مسرح جريمة.
عندما تتحدث الحكومة عن وجود ثورة مضادة، فالمؤكد انها تملك معلومات محددة عن هذا الأمر، لكن الأكثر مدعاة للاستغراب أن طريقة المواجهة تتم وكأننا ذاهبون لملاقاة خصم فى مباراة للإسكواش وليس متآمرا يمارس أعمالا إجرامية تبدأ من البلطحة ونصل إلى ما حدث فى قرية صول بأطفيح وفى المقطم ومنشية ناصر.
نريد أن نسمع بيانا واضحا من النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود يحدثنا فيه عن الوضع القانونى لمبارك وأسرته؟!.. نريد أيضا من كل السلطات المختصة أن تفسر لنا سر الثلاثى الرهيب صفوت الشريف وزكريا عزمى وفتحى سرور، ولماذا صار غالبية المسئولين فى الزنازين أو فى قاعات التحقيقات فى حين أن هؤلاء الثلاثة يعيشون حياتهم بطريقة ما قبل 25 يناير؟!.
هل من أحد يخبرنا تحديدا كيف يظل زكريا عزمى يمارس عمله فى القصر الرئاسى حتى الآن..أليس ذلك خطرا داهما على الثورة. كيف نفسر للناس وضع أحمد عز خلف القضبان فى حين أن جمال مبارك حر طليق رغم أن الأخير كان هو الراعى الرسمى للأول.
هناك تسريبات تقول إن كل المسئولين ورجال الأعمال المحبوسين يمارسون حياتهم بكل حرية فى السجن بل ويحتفظون بهواتفهم النقالة التى يعمل بعضها بالأقمار الصناعية والتى قد تكون بعيدة عن أى رقابة. يتصلون بآخرين خارج السجن، وربما يكلفونهم بمهام محددة.
تخيلوا أن شخصًا مثل حبيب العادلى تتاح له حرية استعمال هاتفه وهو خلف القضبان.. هل سيستخدم هذا الهاتف للاتصال بمسابقات الفضائيات التافهة للحصول على جائزة، أم يتصل بمعارفه لإفشال الثورة.
المؤشرات تقول إن رجال أعمال كثيرين كانوا من أنصار التوريث ينفقون بسخاء وبذخ من أجل عرقلة ثورة 25 يناير بكل السبل الممكنة. فهل نعطيهم الفرصة؟!.
لا نريد من الحكومة وأجهزتها أن تكون قمعية أو ضد حقوق الإنسان، لكن نريد منها أن تدرك أننا نعيش الآن فى أجواء ثورة.. وأى ثورة جديدة منذ بدء الخليقة تحتاج إلى تأمين نفسها أولا، ثم تأمين البيئة المحيطة بها ثانيا.
وقائع ومؤشرات وأجواء الأسبوع الماضى تؤكد أن الثورة تتعرض للسرقة.. واللصوص بدأوا يظهرون علنا.
الشعب يثق تماما فى القوات المسلحة، لكنه لا يثق بالمرة فى كل الذين عملوا مع النظام المخلوع.
نقطة البداية أن نعزل أولئك المشتبه فيهم بعيدا عن التأثير فى الأحداث..
وإلا فنحن كمن يضع وحشا كاسرا مع حمامة وديعة داخل قفص ثم نناشده ونرجوه ألا يلتهمها!!