ابحث عن المستفيد
عماد الدين حسين
آخر تحديث:
الثلاثاء 12 مايو 2009 - 7:04 م
بتوقيت القاهرة
لو كنت وكيلا للنيابة وضابطا للشرطة ومسئولا عن التحقيق فى الانفجار الذى حدث أمام كنيسة العذراء مريم بالزيتون ليلة الأحد الماضى لوضعت أكثر من متشتبه به فى هذا الحادث، جريا على قاعدة «ابحث عن المستفيد».
السيناريو الأول أن يكون المنفذ أحد المنتمين لتنظيم تقليدى.. وهنا لا أقصد تنظيم الجهاد أو الجماعة الإسلامية، بل عناصر «فالتة» تعمل «من دماغها» ولاتزال ترى الحرب «ضد النصارى» جهادا فى سبيل الله يتقدم على محاربة الفساد أو إسرائيل.
معلوم أن الجماعة «تابت وراجعت نفسها»، لكن المؤكد أيضا أن مراجعات د. فضل أو اعتذار الشيخ ناجح إبراهيم للسادات وتبريره لكامب ديفيد، لا يعجب جزءا لا يستهان به فى جمهور الجماعة، وغالبية هذا الجزء فى السجون وبعضه صار حرا.
السيناريو الثانى هو عناصر لم يتم القبض عليها فى تنظيم «حزب الله» الأخير تريد أن تنتقم للقبض على زملائهم، وبعد أن فشلوا فى دعم الفلسطينيين فى غزة أو استهداف منشآت إسرائيلية فى مصر قرروا إحراج الحكومة فى قلب القاهرة عبر الضرب على نقطة ضعف شهيرة «وعصب مكشوف» «اسمه الأقباط»، وهذا السيناريو يروق بالطبع لكل كارهى إيران وحزب الله فى مصر.
السيناريو الثالث تنظيم مرتبط رأسا بإسرائيل باعتبارها المستفيد الأول والدائم من حدوث عدم استقرار فى مصر.
السيناريو الرابع أن يكون المنفذ منتميا لتنظيم القاعدة.. فالتنظيم أعلن حربا مفتوحة على مصر وبلدان عربية وإسلامية كثيرة، كما أنه أعلن مسئوليته عن أعمال عنيفة وقعت بالفعل على الأراضى المصرية.
السيناريو الخامس أن يكون أحد «المجهولين» قد وضع هذه القنبلة أو القنبلتين البدائيتين لكى يؤكد أنه لا يمكن الاستغناء عن حالة الطوارئ فى الأمد المنظور.
السيناريو السادس والأخير أن يكون هناك شخص مسيحى ــ أقول شخصا وليس تنظيما ــ قام بوضع هذه المفرقعات الصبيانية فى هذا التوقيت بالذات ليس لكى يصيب أحدا، بل فقط ليوصل رسالة إلى أطراف كثيرة. التوقيت ما قبل وصول زيارة الرئيس حسنى مبارك لأمريكا وزيارة باراك أوباما لمصر، والهدف أن مصر غير مستقرة أمنيا من جهة لاستقبال أوباما، وتضطهد الأقباط بالداخل كى يتم الضغط على مبارك خلال زيارته لواشنطن.
قد يقول قائل وهل يقوم مسيحى بوضع قنبلة أمام كنيسة؟، والرد أن إسرائيل نفسها حاولت تفجير تجمعات يهودية فى مصر والعراق أوائل الخمسينيات لإجبار اليهود على الهجرة إليها.
ما سبق ليس وجهة نظر شخصية، ولكنه مجرد سيناريوهات، وقد يكون المنفذ الفعلى غير مشمول فيها، لكنه فى كل الأحوال ليس «الماس الكهربائى» الذى تحدثت عنه المصادر الأمنية!