تحديات تواجه كأس العالم للأندية
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 12 يونيو 2025 - 7:05 م
بتوقيت القاهرة
** كأس العالم للأندية التى ستنطلق فى ميامى، ليست مجرد بطولة كبرى ينظمها الفيفا، وإنما هى «تجربة قاسية وفخيمة» لما هو قادم فى خيال جيانى إنفانتينو، هذا الرجل المهووس بمداعبة القطط ، الذى يحلم بتنظيم دورى سوبر عالمى «كأس»، سوف يضعف هيمنة الاتحاد الأوروبى لكرة القدم ودورى أبطال أوروبا، فى إطار هذا الصراع الخفى بين الفيفا واليويفا.
إن كأس العالم ٢٠٢٦ التى نعرفها هى كأس العالم الرسمية للمنتخبات الوطنية. لكن بطولة هذا الصيف هى كأس العالم للأندية، التى تضم بعضًا (مع التشديد على «بعض») من أفضل الفرق المحلية فى العالم، ريال مدريد، باريس سان جيرمان، ريفر بليت، وغيرها.
** لكن تقابل تلك التجربة القادمة فى الولايات المتحدة تحديات كبرى، عليها تجاوزها . فالمباريات ستقام على ملاعب معظمها ذات سعات ضخمة، تتراوح بين 75 ألفا إلى 65 ألف متفرج . ولا تحظى بعض المباريات بإقبال يضمن اكتمال السعة، وهو ما دفع الفيفا إلى تخفيض أسعار تذاكر المباريات، ومنها مباراة الافتتاح بين الأهلى وإنتر ميامى بقيمة 50 % من سعرها الأصلى، حيث أفادت صحيفة «ذا أثليتيك» أن حوالى ٢٠ ألف تذكرة فقط بيعت لملعب هارد روك، الذى يتسع لـ ٦٥ ألف متفرج . وإذا كان ميامى يعانى من صعوبة فى بيع التذاكر، فكم سيكون عدد المشجعين الذين سيحضرون مباراة الوداد ضد العين؟
** الإقبال على المباريات من أبرز التحديات التى تواجه البطولة، خاصة فى المواجهات التى يكون أحد أطرافها فرقا من آسيا وإفريقيا والأوقيانوس وأمريكا ومنطقة الكونكاكاف. فكأس العالم تعنى مشاركة أفضل 32 فريقا فى العالم، ومعظمها فى أوروبا. ولذلك من تحديات هذه البطولة غياب قوى عظمى أوروبية، فكيف تغيب أندية مثل ليفربول، وبرشلونة، وأرسنال، ومانشستر يونايتد، وميلان وهى الأندية الكبرى ذات القواعد الجماهيرية الواسعة التى لم تتأهل لهذا المونديال، ولذلك فإن توسيع المشاركة فى البطولة هو السبيل الوحيد لضمان مشاركة المزيد من الفرق الأوروبية. وسوف يعقد الفيفا مشاورات لرفع عدد الفرق المشاركة فى بطولة 2029 إلى 48 فريقا إذا نجحت تجربة هذا الصيف فى أمريكا. وذلك بعد ضغوط من الأندية الأوروبية التى لم تتأهل.
** درجات الحرارة المرتفعة من تحديات هذه البطولة أيضا، وكذلك من تحديات كأس العالم للمنتخبات فى أمريكا وكندا والمكسيك فى الفترة من 11 يونيو إلى 19 يوليو . وإذا كانت المشاركة فى كأس العالم للمنتخبات هى أبرز ما فى مسيرة أى لاعب. فالأمر ليس كذلك فى كأس العالم للأندية، وفقا لتصريحات صدرت عن الاتحاد الدولى للاعبى كرة القدم المحترفين (فيفبرو): «إضافة شهر آخر إلى جدول المباريات المزدحم أصلا يُشكل خطرا على الصحة. سيواجه بعض اللاعبين فى أوروبا صعوبةً بالغة فى اللعب فى الصيف لثلاث سنوات متتالية بدءا من المشاركة فى يورو 2024، ثم كأس العالم للأندية 2025، وكأس العالم 2026.
** من التحديات الأخرى التى واجهت كأس العالم للأندية المقبلة، توفير التمويل، وكان صندوق الاستثمارات العامة السعودى قد استثمر بالفعل فى شبكة DAZN، «دازن» التى اشترت حقوق بث البطولة، عندما أصبح الصندوق شريكًا رسميًا للبطولة. وكانت الخطوط الجوية القطرية قد عُيّنت شريكًا قبل 48 ساعة. وليس من المعتاد إبرام صفقات رعاية كبرى كهذه قبل أقل من أسبوعين من المباراة الافتتاحية.
** سيحصل الفائز باللقب على ما يصل إلى 125.8 مليون دولار كمشاركة وجوائز مالية مقابل لعب سبع مباريات. وهذا المبلغ أقل بحوالى 25 مليون جنيه إسترلينى مما حصل عليه باريس سان جيرمان من الاتحاد الأوروبى لكرة القدم (يويفا) خلال 17 مباراة فاز فيها بدورى أبطال أوروبا. ويحصل ممثل أوقيانوسيا على 3.58 مليون دولار لمجرد مشاركته. بينما تحصل أندية إفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية على 9.55 مليون دولار. وتحصل فرق أمريكا الجنوبية على 15.21 مليون دولار، بينما ستحصل الفرق الأوروبية على ما بين 12.81 مليون دولار و38.19 مليون دولار، وذلك حسب ما يُطلق عليه الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) «المعايير الرياضية والتجارية» (أى مدى شهرتها ومكانته)..!
ويُوزع المبلغ المتبقى، وقدره 425 مليون دولار، بناءً على أداء الفرق فى البطولة. فيربح الفريق مليونى دولار للفوز ومليون دولار للتعادل فى دور المجموعات، و7.5 مليون دولار للتأهل إلى دور الستة عشر، و13.1 مليون دولار للتأهل إلى ربع النهائى، و21 مليون دولار للتأهل إلى نصف النهائى، و30 مليون دولار للتأهل إلى النهائى، و40 مليون دولار أخرى للفوز بالبطولة..!