الجامعات الشرقية تغلب الغربية
صحافة عربية
آخر تحديث:
الجمعة 12 أكتوبر 2018 - 11:10 م
بتوقيت القاهرة
الرياح الشرقية التى توقع الزعيم الصينى «ماوتسى تونج» أن تغلب الغربية، ترتقى الآن أعالى الغرب، أى جامعاته. والمهم فى تصنيف أى جامعة ليس تحديد مرتبتها فحسب بين الجامعات العالمية، بل سرعة تقدمها. يرصد ذلك تقرير «التصنيف العالمى للجامعات عام 2019»، الذى تعده صحيفة «التايمز للتعليم العالى»، وفيه تقدمت الجامعات الآسيوية على حساب جامعات أمريكا الشمالية، وأوروبا وأستراليا. ومع أن جامعات الولايات المتحدة حافظت على الصدارة، إلا أنها بقيت ساكنة دون تحرك، أو تدهور تصنيفها، كذلك جامعتا «كامبردج» و«أكسفورد» البريطانيتان اللتان احتلتا أعلى مرتبة فى التصنيف، إلا أن جامعات اليابان تخطت جامعات بريطانيا. وتواصل الصين مسيرتها محتلة صدارة التصنيف فى آسيا. واحتلت فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المرتبة ما بين 201 و250 الجامعتان السعوديتان «الملك سعود» و«الملك عبدالعزيز»، والجامعتان الإسرائيليتان «تل أبيب» و«العبرية»، وتبعتها فى ما بين 301 و350 «جامعة الفيصل» السعودية و«جامعة خليفة» الإماراتية.
وتضاعف أكثر من مرتين عدد الجامعات المصرية فى التصنيف، بينها «الأمريكية فى القاهرة» و«بنها»، و«بنى سويف» و«كفر الشيخ» و«المنصورة»، وجميعها فى مرتبة ما بين 601 و800. وفى المرتبة نفسها ست جامعات جزائرية، وأربع مغربية وثلاث تونسية. وللمرة الأولى دخلت «جامعة بغداد» قائمة تصنيف «التايمز» ضمن مرتبة ما بين 800 و1000.
وتصنيف «التايمز» السنوى واحد من تصنيفات عدة، بينها «كيو إٍس» QS، وهو بريطانى أيضا، وكان يصدر بشكل مشترك مع تصنيف «التايمز» ثم انشق عنه، وفى تصنيفه للجامعات 2019 تحتل الصدارة الجامعات الأمريكية «مساشوستس»، و«ستانفورد»، و«هارفرد» و«كاليفورنيا للتكنولوجيا»، وبعدها تأتى البريطانيتان «أكسفورد» و«كيمبردج». وتتصدر الجامعات الأمريكية أيضا «مركز تصنيفات الجامعات العالمى»، ومقره فى دولة الإمارات، فيما يُصدر تصنيف «ويبمتريكس» Webmetrics الإسبانى قائمة خاصة بجامعات الشرق الأوسط، واحتلت فيها الصدارة أربع جامعات إسرائيلية، أعقبتها فى المرتبة الخامسة جامعة «طهران» الإيرانية، فيما احتلت المرتبة السابعة «جامعة الملك سعود»، والثامنة «جامعة الملك عبدالعزيز».
وتقول الحكمة الصينية: «الذين يفهمون الآخرين أذكياء، والذين يفهمون أنفسهم حكماء». والصين التى أسست حركة تصنيف الجامعات العالمية، ذكية وحكيمة. وغير معروف على النطاق العام أن جامعات الصين هى التى أنشأت أول تصنيف عالمى للجامعات، وذلك عام 1998 بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس جامعة بكين. وأصبح التصنيف الآن «بيزنيس» قائما بذاته، تتنافس عليه وفيه المؤسسات والدول. ومع مطلع كل عام جامعى تُعلنُ تصنيفات مختلفة ومتضاربة ومتنافسة، لا تنصف الجامعات العربية والجامعات غير الغربية عموما. نكتشف ذلك عندما نريد تصنيفا للجامعات حسب عدد أساتذتها وباحثيها من أصول أجنبية، حيث تحتل الجامعات الأميركية المقدمة، تتبعها البريطانية والفرنسية وبقية الجامعات الغربية. وإذا صنفنا الجامعات المُستَلَبة، فستحتل الأولوية الهند والصين، وحتى الدول العربية والإفريقية.
و«قصة التصنيف الأكاديمى لجامعات العالم»، بحث الأكاديمى الصينى «نيان كاى ليو» أستاذ وعميد كلية التربية فى «جامعة شنغهاى تونج جياو»، والذى ساهم فى تأسيس تصنيف الجامعات العالمية عام 1998، ويتساءل فى بحثه آنذاك: «ما هى الجامعة العالمية؟ وكم عدد الجامعات العالمية؟ وما موقع الجامعات الصينية فى نظام التعليم العالى العالمى؟ وكيف يمكن للجامعات الصينية تقليل الفجوة بينها والعالمية؟». وللإجابة عن هذه التساؤلات كان على الباحث الصينى وضع سلم قياس صفوة الجامعات الصينية، وبالتالى قياس الجامعات العالمية. وهكذا انطلقت حركة تصنيف الجامعات العالمية، بكل محاسنها ومساوئها، وحتى فضائحها التى كتبنا عنها هنا فى 18 أكتوبر 2012. وما لم نكتبه بعد، تدركه الحكمة الصينية: «كلماتى سهل جدا فهمها، وسهل جدا تطبيقها، مع ذلك لا أحد فى العالم يفهمها أو يطبقها!»
محمد عارف
الاتحاد ــ الإمارات