الإرهاب الفلسطينى والتفكير بمسار جديد
من الصحافة الإسرائيلية
آخر تحديث:
الخميس 13 أغسطس 2015 - 9:00 ص
بتوقيت القاهرة
إن الهجمات الثلاث الأخيرة التى حدثت خلال أسبوع واحد وتسببت بجرح خمسة إسرائيليين جزء من معركة واحدة شاملة لم تُعلن رسميا ولم يخطط لها بصورة مسبقة، يخوضها الفلسطينيون ضد إسرائيل. وتقوم بها «حماس» فى غزة والسلطة الفلسطينية فى يهودا والسامرة «الضفة الغربية».
إن الردع الإسرائيلى الذى تحقق فى عملية الجرف الصامد وتخوف «حماس» من مواجهة إضافية مع إسرائيل بعد الضربة المؤلمة التى تلقتها، يتجليان بصورة أساسية من خلال عدم رد «حماس» على الهجمات التى تقوم بها إسرائيل ضد أهداف تابعة لها، على الرغم من أنها ليست هى المسئولة عن إطلاق صواريخ على إسرائيل، وإنما المسئول هو تنظيمات تتماهى مع «داعش» وتحاول تحدى سلطة الحركة فى قطاع غزة .
هذا الردع والتخوف من رد إسرائيلى قاس فيما إذا قامت «حماس» بإطلاق صواريخ على إسرائيل، دفعا بالحركة إلى «التفكير بمسار جديد» وتغيير التكتيك. وبدلا من إطلاق صواريخ ذات مسار منحنى، اختارت «حماس» تشجيع هجمات «شعبية»، وهذا يشمل استخدام وسائل إجرامية مثل إلقاء زجاجات حارقة على سيارات ومنازل، وهجمات دهس وطعن عشوائية ضد مواطنين. وبذلك تضع «حماس» إسرائيل أمام وضع معقد، فهى تنشط بصورة مباشرة ضد مواطنين إسرائيليين، ليس من غزة ولا من إسرائيل، لأنها لا تطلق صواريخ فى اتجاهها ولا تشكل خلايا مخربين منظمة، ولكنها تهاجمها وتهاجم مواطنيها بطرق غير مباشرة، ومن الواضح أنها هى التى تقف وراء الهجمات «الشعبية».
سجلت موجة الهجمات فى الأسبوع الماضى ارتفاعا، ولم تعد «حماس» تختبئ وراء الغموض الذى ميزها، وهى تحاول استغلال الحادثة التى وقعت فى قرية دوما من أجل «رد مشروع على جرائم الصهيونية»، وهى بذلك تقود مقاومة غير مباشرة ضد إسرائيل من دون التسبب بتصعيد، وتبعث برسالة إلى التنظيمات المارقة التى تتحدى سلطتها فى قطاع غزة، مدعية أنها تعمل «حارسا لإسرائيل» وتمنع التنظيمات من مهاجمتها. ويمكن أن نضيف إلى ذلك وسائل التحريض التى يستخدمها محمود عباس من مقره فى رام الله. وهو بدلا من الثناء على رغبة إسرائيل الصادقة فى المساعدة فى موضوع حادثة قرية دوما والتعاون معها أكثر من أجل القبض على المسئولين عن هذا العمل، شن حملة تشهير ضد إسرائيل و«إرهاب المستوطنين» وأجاز بسفك دمهم .
لا ترغب إسرائيل فى عملية عسكرية جديدة فى قطاع غزة ولا بالدخول إلى مناطق السلطة فى يهودا والسامرة «الضفة الغربية»، لكن من واجبها حماية مواطنيها. وفى ضوء هذا الواقع، فإن المطلوب رد متوازن ومسئول، وإرسال إشارات ورسائل من وراء الكواليس إلى «حماس» مفادها أن إسرائيل تعتبر كل هجوم «شعبى» بمثابة إطلاق صاروخ سيؤدى إلى رد ضد قطاع غزة. فى هذه الأثناء يتعين على إسرائيل تشديد لهجتها ضد سياسة التحريض التى تنتهجها السلطة، والعمل على توليد ضغط دولى على محمود عباس فيما يتصل بهذا الموضوع، وأن تحاول ترغيبه وترهيبه لمساعدته على تغيير سياسته.
عومر دوستري
محلل سياسى
هيوم يسرائيل
نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية