إعلام الغير بشركات الهاردوير
محمد زهران
آخر تحديث:
الأحد 13 ديسمبر 2020 - 9:10 م
بتوقيت القاهرة
إذا سألت شخصاً عادياً عن شركات الهاردوير (أي تصميم وتركيب جهاز الكمبيوتر نفسه وليس البرمجيات) فالإجابات ستتراوح بين: "فيه محل كويس في المهندسين أو وسط البلد" أو لو مثقف قليلاً سيقول: "شركة ديل (Dell) كويسة" ولو مثقف أكثر قليلاً لقال "أي بي إم أو إنتل".
هذه هي الأسماء المشهورة عندنا في مصر بجانب مايكروسوفت وستُذكر آبل عند البعض أيضاً.
معرفتنا بشركات الهاردوير قليلة وسطحية للغاية وغالباً ما تكون مرتبطة بشراء لابتوب "بسعر كويس" وستعتمد على رأي البائع.
لكن ما هي أهمية معرفة شركات الهاردوير؟ أولاً معرفة ما تنتجه كل شركة ونقاط قوة وضعف كل شركة يساعدك على اختيار جهاز الكمبيوتر الخاص بك (أو بشركتك) بطريقة أفضل ولا تعتمد فقط على الثمن وخدمة ما بعد البيع. ثانياً معرفة علاقة الشركات ببعضها ستعطيك فكرة عن مستقبل أجهزة الكمبيوتر التي ستنزل إلى الأسواق في المستقبل القريب، فعندما تستحوذ شركة كبير على شركة أخرى هذا يعطي فكرة عن دمج تكنولوجيتين (أو أكثر). أجهزة الكمبيوتر مثلها مثل السيارات والطائرات، أي تجميع منتجات كثيرة لصنع منتج أكثر تعقيداً، وهناك شركات نشاطها الأساسي التجميع، والتجميع فن أيضاً وليس شيئاً سهلاً، عندما تريد تجميع جهاز بسعر قليل فهذا شيء وإذا أردت جهازاً سريعاً فهذا شيء آخر وإذا أردت جهاز لا يعطل فهذا شيء ثالث كما تحدثنا في مقال سابق.
ثالثاً.. معرفة شركات الهاردوير وتطورها سيعطيك فكرة عن تطور أو تدهور هذه الشركات مما يساعدك أو يساعد شركتك على اتخاذ قرار التعامل مع هذه الشركة أو تلك. رابعاً إذا كنت باحثاً في مجال هندسة وعلوم الكمبيوتر فمعرفة تلك الشركات ومنتجاتها وأبحاثها يعطيك فكرة عن اتجاهات البحث العلمي في هذه التخصصات لأن هندسة وعلوم الحاسبات علوم تطبيقية ومعرفة المشاكل التي تواجه الشركات والتي تنبع من المشاكل التي تواجه عملاء تلك الشركات هي مشاكل تحتاج إلى البحث العلمي في حلها، وإذا كنت أيضاً من رواد الأعمال فحل إحدى تلك المشكلات قد ينبني عليه إنشاء شركة.
كل هذا يقودنا إلى السؤال: ما الذي نريد معرفته عن شركات الهاردوير؟
أول شيء هو معرفة المنتج الأساسي للشركة، كل شركة لها عدة منتجات لكن لها منتج أساسي. شركات مثل "أي إم دي" (AMD) و "إنتل" (Intel) منتجها الأساسي هو "مخ" الكمبيوتر أو القطعة التي تقوم بتشغيل البرمجيات، وهاتان الشركتان تتنافسان في سوق اللابتوب وما فوقه حتى أجهزة الكمبيوتر فائقة السرعة (السوبركمبيوتر) تنافسها شركة "أي بي إم" (IBM) وإن كانت حصتها من السوق في هذا المنتج أقل كثيراً منهما وأصبح دخلها الأساسي يأتي من الخدمات، فالشركات تبيع إما منتج وإما خدمة أو كليهما.
إذا نزلنا إلى الأجهزة الصغيرة مثل التابلت والهواتف الذكية وما شابه فالملك المتوج هو شركة "أرم" (ARM والتي تحتكر أكثر من ثلاثة أرباع السوق هنا وتدخل بخطى ثابتة نحو السوق الذي تسيطر عليه شركتي "إنتل" و"إي إم دي". لا يجب أن ننسى شركة كوالكوم (Qualcomm) في هذا السوق أيضاً. شركة "أرم" تم شراؤها من شركة "ان فيديا" (NVIDIA) والتي تعتبر أكبر مصنِع في العالم لكروت الجرافيكس والتي تستخدم الآن ليس فقط في مجال الجرافيكس ولكنها المكون الأساسي المستخدم لتسريع تطبيقات الذكاء الاصطناعي، تليها شركة جوجل (نعم شركة جوجل تصنع الهاردوير لتسريع تطبيقات الذكاء الاصطناعي) ثم شركة "إي إم دي" التي تكلمنا عنها. بخصوص تجميع أجهزة الكمبيوتر الكبيرة فهناك فيسبوك وجوجل (أي نعم) بخلاف الشركات المتعارف عليها مثل Dell وHP وAsus وIBM والشركات الأصغر. هناك شركات تنتج برمجيات وتجمع أجهزة كمبيوتر في الوقت ذاته وفي بعض الأحيان تصمم الهاردوير مثل شركة آبل ومايكروسوفت (أي نعم مايكروسوفت)، طبعاً المعلومات هنا قد تطول لأن هناك منتجات كثيرة من الهاردوير مثل الذاكرة (memory) والتخزين (disks) وتوصيلات إلخ.
الشيء الثاني الذي تحتاج معرفته عن كل شركة هو حجم ما تسيطر عليه من حجم السوق المتعلق بمنتجاتها ومدى تزايد وتناقص هذا الحجم لأنه يعطي فكرة عمن الأفضل والأقوى وعن الاتجاه الذي يسير فيه هذا السوق.
الشيء الثالث هو علاقة الشركات ببعضها ومن يستحوذ على من ومن يتشارك مع من وهكذا، وهذا بالذات يساعد شركتك أو مؤسستك على اختيار الشركة المناسبة أو فريق الشركات المناسب الذي تتعامل معه.
دراسة الشركات وعلاقتها ببعضها يحتاج المعرفة التكنولوجية بالإضافة إلى بعض المعرفة المتعلقة بإدارة الأعمال والموقف السياسي فمثلاً العلاقة بين أمريكا والصين تؤثر على علاقات الشركات ببعضها ... والحديث يطول.