التطوع فى مجتمعنا فرض عين
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 13 ديسمبر 2024 - 7:30 م
بتوقيت القاهرة
يحتفل العالم هذا الأسبوع باليوم العالمى للتطوع وقد أسعدنى كثيرًا أن أتلقى مع كل المصريين تلك الرسالة الصادقة القوية التى بعثت بها حرم السيد رئيس الجمهورية فى تصريح لها عبر صفحتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى ونقلتها وسائل الإعلام المصرى: «أوجه تحية إعزاز وتقدير فى اليوم العالمى للتطوع لكل من يسهم فى خدمة مجتمعه خاصة متطوعى الهلال الأحمر المصرى الذين يقدمون نموذجا مشرفا للعطاء والإنسانية: أنتم رمز التضامن وقوة البناء ودوركم لا يقدر بثمن فى تعزيز الأمل والعمل من أجل مستقبل أفضل».
ما ضاعف من شعورى بالسعادة هو أننا فى مرحلة التحضير لبدء فعاليات نشاط لجنة التطوع فى الاتحاد العام لجمعيات مصر الأهلية وقد عهد إلىَّ برئاسة اللجنة الأستاذ الدكتور طلعت عبدالقوى رئيس الاتحاد وقطب العمل الخيرى والاجتماعى فى المجتمع المصرى المدنى.
تستوقفنى دائما تلك القصص الإنسانية التى تحكى تاريخ تطور جهود المجتمع المدنى فى مصر خاصة تلك التى تحمل أفكارا إنسانية بناءة تعلن عن ضمير يقظ ونفس سوية وشعور تلقائى بالرغبة فى عمل الخير ومساندة الآخرين.
اخترت دائما أن أكمل رسالتى كطبيبة بالعمل مع منظمات العمل الأهلى حيث استقر بى الحال فى مراحل من عمرى قضيتها فى فرنسا وكندا وحتى عودتى لوطنى ومرفأ مهنتى معهد القلب القومى.
أذكر بفخر كيف أن معهد القلب القومى كان دائما محل رعاية الجمعيات الخيرية وأننى قد شاركت فى دعم تلك العلاقة الوطنية الفريدة بين جمعيات مثل ليلة القدر/ مصطفى أمين التى تولت تنفيذ حجرة للرعاية للأطفال بالكامل كما ساهمت الجمعية فى إعادة بناء حجرة القسطرة التى دمرها مجموعة من المواطنين الغاضبين فى لحظة سوء تقدير، أيضا جمعية تنمية المجتمع التى تبنت العديد من المشروعات ومنها دعم عيادة ارتفاع ضغط الشريان الرئوى وعيادة أزمات القلب الحادة التى أسستها لدعم عمل زملاء أراهم من أصحاب الرسالات بالفعل يعملون فى جهد منتظم بعلم ينافس مراكز العالم المتخصصة وإنسانية بالفعل نحتاجها كثيرا فى مجتمعنا.
الرغبة فى عمل الخير فعل أصيل من اختيارات الشخصية المصرية لا يحتاج منا إلا إلى إعادة ترتيب الأولويات والاعتراف بأن المجتمع المدنى إنما هو بالفعل صورة فى مرآة شخصية مصر.
أذكر بكل الزهو كيف ساندنا المجتمع المدنى وقت أزمة «الكورونا» حتى إننى استقبلت سيدة مصرية بسيطة جاءت تحمل لنا «حقنتين من الاستربتوكينيز» حينما كتبت أننا فى معهد القلب نحتاج إلى حقن مذيبات الجلطة ولا نجدها!
أذكر بفخر صديقتى التى تولت شراء كل مستلزمات عيادة الأسنان فأعادتها للخدمة والعمل، والأخرى التى بنفسها اشترت وقدمت مفردات معمل التدريس لمدرسة التمريض بعد أن قدمت لهما تقريرا عن كل ما يلزمنا أو نطمح لتوفيره.
التطوع لخدمة المجتمع قيمة إنسانية اتخذت موضعا عظيما فى كل الأديان والرسالات والأعراف الاجتماعية لها صورها المتعددة التى أتمنى من الله أن يوفقنا إلى اختيار الأنفع منها لمجتمعنا ومواطنينا.
أكتب اليوم لأدعو كل من يقرأ مقالى أن ينضم إلينا فى اقتراح يساعدنا على إعداد منهج يتيح لنا تأصيل فكرة التطوع فى الوجدان المصرى: المال ليس الوسيلة الوحيدة أو الأعلى قيمة فى مجال الخدمة المجتمعية، هناك ما هو أكثر جدوى وأعلى شأنا حينما تتوحد الجهود وتتضح خطة للعمل ربما يقرها الدستور لتكون خطة طريق للتطوع ينضم إليها كل المواطنين، كل قدر جهده وإمكاناته وقناعاته، وتسجل فى صحيفة مؤهلاته وسيرته الذاتية الأمر الذى يحدد بالفعل قيمته المجتمعية والمهنية.
التطوع فى مجتمعنا فرض عين لم يعد من فروض الكفاية فلنبدأ فى أداء الواجبات.