تهديدات تقنية «التزييف العميق»
مواقع عالمية
آخر تحديث:
السبت 14 سبتمبر 2019 - 10:20 م
بتوقيت القاهرة
نشرت مجلة Wired مقالا للكاتب «سام ويتنى» تحدث فيها عن انتشار تطبيقات تعتمد على تقنية التزييف العميق والتى يمكن من خلالها تزييف الفيديوهات والتلاعب بها.. وما تمثله هذه التقنية من تهديد على السياسة والانتخابات الأمريكية القادمة.
بدأ ملايين الأشخاص فى الصين المشاركة فى تجربة حول مستقبل الفيديوهات «المفبركة».. حيث انتشر بشكل واسع تحميل واستخدام تطبيق «Zao» من على متجر تطبيقات Apple الصينى الذى يمكن من خلاله تبديل وجه شخص ما فى مقاطع التليفزيون أو الفيديوهات. ويحظى التطبيق بشعبية حيث إن صنع ومشاركة هذه المقاطع أمر ممتع، لكن أفكار بعض المراقبين الغربيين أدركت أن هذه التكنولوجيا تمثل تهديدا كبيرا.
بسرعة، تم ربط فكرة التطبيق بإمكانية استخدامه على الساسة الأمريكيين وتزييف فيديوهاتهم ومقاطعهم الصوتية باستخدام الذكاء الاصطناعى لإظهار شخص يفعل أو يقول شيئا لم يفعله أو يقوله. هذا التهديد تم الحديث عنه من قبل المشرِّعين الأمريكيين، وعقدت جلسة استماع مؤخرا فى لجنة الاستخبارات بمجلس النواب حول تطبيقات تغيير الوجوه. تم إدراج هذه التقنية «التزييف العميق» ضمن أعلى ثمانية تهديدات مضللة لحملة انتخابات 2020 فى تقرير نشرته جامعة نيويورك.
ومع ذلك، يقول بعضا ممن يدرسون آثار هذه التطبيقات أن السياسيين الأمريكيين الكبار لا يخافون بشكل كبير من هذه التطبيقات. ويقولون إنه بدلا من تغيير مصير الأمم عن طريق طرد السياسيين الوطنيين، من المرجح أن تصبح التكنولوجيا سلاحًا صغيرًا يُستخدم لتوسيع نطاق المضايقات والتسلط عبر الإنترنت.
من أحد الأسباب أن الشخصيات العامة الأمريكية مثل المرشحين للرئاسة تتقبل الكثير من الانتقادات العامة بالفعل. إنهم يخضعون للتدقيق المستمر من المنافسين السياسيين والمؤسسات الإعلامية، ولديهم وسائلهم المضمونة لإيصال رسائلهم.
هذه التقنية تسمى deepfake أو التزييف العميق، وهو مصطلح ظهر فى 2017 على أحد حسابات موقع Reddit عندما تم استخدام وجوه ممثلين من هوليوود وتركيبها على فيديوهات مزيفة.. وبعدها تم تسريب كود البرنامج الذى تم استخدامه. وبعد أن تم تداول البرمجية والاستمرار فى تحسين تقنية التلاعب بالصور فى معامل الذكاء الاصطناعى ساعد فى التطور المستمر لتقنية التزييف العميق وأصبح من السهل الحصول عليها.
تم تطبيق هذه التقنية على مقاطع لباراك أوباما ومارك زوكربيرج لإظهار الإمكانات التكنولوجية للبرنامج وحصلت على نسبة مشاهدات مرتفعة وأظهرت إمكانات التكنولوجيا فى التأثير على الانتخابات. قام الباحثون والشركات مثل Deeptrace بتكثيف البحث فى مجال التكنولوجيا لاكتشاف التزييف العميق، ولكن لا تزال فكرة وجود برنامج كاشف للتزييف العميق يمكن الاعتماد عليه غير مثبت.
أعلن السيناتور الأمريكى «بن ساسى» العام الماضى أن تكنولوجيا التزييف العميق «من المرجح أن تحدث فوضى فى السياسة الأمريكية» وقدم مشروع قانون من شأنه جعل إنشاء أو توزيع تكنولوجيا التزييف العميق جريمة. وصف المشرع الأمريكى آدم شيف مؤخرًا تقنية التزييف العميق بأنها كابوس لحملة انتخابات 2020.
ويقول سام غريغورى، الذى يدرس التأثيرات المحتملة لتكنولوجيا التزييف العميق فى منظمة Witness غير الربحية والتى تشجع على استخدام الفيديوهات لحماية حقوق الإنسان، أن الناشطين السياسيين والصحفيين فى مناطق مثل أمريكا الجنوبية والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا لديهم أسباب أكثر للتخوف من تقنية التزييف العميق. وساعد غريغورى فى تنظيم لقاء جمع باحثين وصحفيين وناشطين فى البرازيل.
كانت المجموعة أكثر قلقًا بشأن المضايقات المحلية التى قد تنتج عن استخدام تقنية التزييف العميق أكثر من تأثيرها على السياسة. يقول غريغورى إن الصحفيين والناشطين الذين يعملون فى قضايا حقوق الإنسان مثل وحشية الشرطة يواجهون بالفعل حملات مضللة ومضايقات على المنصات مثل «الواتس آب».
ما تم معرفته الآن بشأن تقنية التزييف العميق يقول إن المضايقات التى تنتج عن هذه البرامج تمثل أول أثر سلبى كبير للتكنولوجيا.. فيوجد الكثير من الفيديوهات استخدمت فيها تقنية التزييف العميق وتسببت فى فضائح سياسية ولكن لم يكن هناك إمكانية لإثبات ذلك.
يقول بول باريت، كاتب تقرير جامعة نيويورك والذى يدرج فيه التزييف العميق كأحد التهديدات الرئيسية لعام 2020، أن عدم اليقين بشأن تأثير تقنية التزييف العميق لا يمحو الحاجة إلى الاستعداد لها فى السياسة الوطنية. ويقول إنه إذا تم إصدار مقطع مزيف جيد فى الساعات الأربع والعشرين الأخيرة من الانتخابات، والذى يعطى القليل من الوقت للرد، قد يكون حاسمًا. يقول باريت: «بالنظر إلى التجربة فى عام 2016 مع روسيا، وبالنظر إلى حجم المعلومات التضليلية المحلية، وبالنظر إلى السلوك على تويتر وأماكن أخرى للمرشح الجمهورى لعام 2020، أوصى بالاستعداد».
ويحذر سام غريغورى من أن مثل هذا الضجيج حول التأثيرات السلبية التى تشكلها تقنية التزييف العميق على السياسات الوطنية من الممكن أن ينتج عنه عواقب وخيمة غير مقصودة.. إذا شعرت منصات مثل Facebook وYouTube بأنها مضطرة أو ملزمة بإزالة التزييفات بسرعة، يمكن أن تصبح برامجهم الدفاعية نفسها أداة للتلاعب بالواقع. فيمكن للسياسيين أو مؤيديهم استخدام هذه الفرصة لقمع وجهات النظر التى لا يحبونها. فكما يقول غريغورى «الحل يمكن أن يكون أكثر ضررا على ثقة الجمهور».
إعداد:
ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى
http://bit.ly/2mg6mjG