كاكا ووائل جمعة
عماد الدين حسين
آخر تحديث:
الثلاثاء 16 يونيو 2009 - 6:51 م
بتوقيت القاهرة
لو أن أحدا لا يعرف شكل وطريقة أداء المنتخب الوطنى المصرى لكرة القدم، وشاهده أمس الأول للمرة الأولى وهو يتلاعب بفريق البرازيل فى الشوط الثانى خلال بطولة كأس القارات بجنوب أفريقي، لظن أن فريقنا هو بطل كأس العالم الأخيرة، وأن مركزنا فى تصنيف «الفيفا» هو الأول أو الثانى على أسوأ تقدير، فقد أدينا شوطا عالميا وهزمنا البرازيل خلال هذا الشوط 3/1 رغم هزيمتنا فى المباراة 4/3.
هذا المكان ليس مخصصا للنقد الرياضى، والكلمات التالية لا صلة لها بتحليل المباراة، لكنها محاولة لفهم بعض أسرار الشخصية المصرية التى تبدو فى أحيان كثيرة عصية على الفهم، ليس فى الرياضة فقط، لكن فى مجالات كثيرة أخرى.
الجميع توقع قبل المباراة هزيمة ثقيلة لمنتخبنا، فكيف يصمد فريق ثمن لاعبيه لا يتجاوز 100 مليون جنيه أمام فريق تزيد قيمة لاعبيه على ثلاثة مليارات جنيه؟، وكيف نتوقع من وائل جمعة القادم من المحلة أن يواجه كاكا الذى انتقل لريال مدريد قبل أيام مقابل 65 مليون جنيه استرلينى، أى نحو 600 مليون جنيه مصرى.
وكيف يمكن لسيد معوض ابن بنها أن يوقف دانيال الافيش أفضل مدافع أيمن فى العالم وأحد أسباب تفوق فريق برشلونة الإسبانى، وكيف يمكن مقارنة هانى سعيد مع الكسيندر باتو.
النكات التى سبقت المباراة لا تعد ولا تحصى، لكن أفضلها أن المباراة ستذاع على قناة «موجة كوميدى» باعتبار أن المسألة كلها عبثية وإننا لو انهزمنا أقل من ستة أهداف سيكون الأمر مقبولا.
انتهت المباراة بأداء مصرى أبهر الجميع، لكنه أعاد إثارة السؤال الخالد، وهو كيف يمكن تفسير هذا التذبذب الغريب فى الأداء المصرى من النقيض إلى النقيض، وكيف يكون هذا الفريق هو نفسه الذى كان سيئا للغاية أمام الجزائر قبل أسبوع، وهو نفسه تقريبا الذى فاز ببطولة أمم أفريقيا فى فبراير 2008 وكان مستواه يرثى له أمام زامبيا قبل أسابيع؟!
أخشى أن أقول إننا بتنا شعبا لا يمكن التنبؤ بسلوكه، الأصل فينا صار أقرب إلى الكسل والخمول والاستثناء هو العمل والأداء المميز.
يذهب محمود الجوهرى إلى بوركينا فاسو فى عام 1998 ويقول إنه يراهن على المركز 13 أى بعد الأخير، ثم يعود بالبطولة، وعندما يكون الفريق مكتملا وفى أفضل حالاته يفاجئنا بـ«المقالب البايخة» مثلما حدث مع السعودية فى كأس القارات وأمام اليونان ومباريات كثيرة أخرى.
ما يحدث فى الرياضة يتكرر فى مجالات أخرى، والتفسير الأقرب للمنطق إننا جميعا ــ حكومة وشعبا ــ ندير حياتنا باليومية. من دون أى تخطيط لدرجة تجعل المرء يعتقد أن الحكومة لا تعرف ماذا ستفعل بعد غد وربما غدا. لا نملك ما يسمى بثقافة التراكم.. كل شىء يتم بالقطعة، و«على ما تفرج».. كثير من الأمور تدار بالمزاج الشخصى، والشلة وجماعة المصالح.
ولأن ذلك هو القانون وتلك هى القاعدة فلا يمكن استبعاد أن تهزمنا رواندا فى كرة القدم مثلما تحرجنا قطر فى السياسة!