النفط يتأرجح مع تصاعد الحرب
صحافة عربية
آخر تحديث:
الأربعاء 16 أكتوبر 2024 - 9:05 م
بتوقيت القاهرة
سجل نفط برنت سعر 78.93 دولار للبرميل فى نهاية الأسبوع الماضى. فالأسعار تتأرجح متأثرة بعدة عوامل غامضة أو فى طور المباحثات ما بين واشنطن وتل أبيب: إمكانية فتح صراع عسكرى مباشر بين إسرائيل وإيران ذى أبعاد إقليمية والنزاع الدائر حاليًا على الأراضى اللبنانية، والتسريبات الإعلامية حول الأهداف الإيرانية التى من الممكن أن تقصفها إسرائيل، كما التصريحات حول إمكانية توسيع الاحتلال الإسرائيلى للبنان.
فالغموض يحيط بتصاعد الحروب الإسرائيلية، بالذات الأهداف الإيرانية التى تنوى إسرائيل قصفها. وقد هددت مصادر إيرانية من جهتها بالاعتداء على المنشآت النفطية فى الدول العربية الخليجية المجاورة فى حال ضرب منشآتها النفطية، الأمر الذى سيؤدى إلى ارتفاع الأسعار قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مما سيؤثر سلبًا على مرشحة الحزب الديمقراطى.
وفى هذا الوقت، ارتفع حجم مخزون النفط الخام الأمريكى، بنحو 5.81 مليون برميل ليصل الحجم الإجمالى للمخزون إلى نحو 422.74 مليون برميل، وذلك فى ظل زيادة ملحوظة أيضًا فى إنتاج النفط الخام الأمريكى حيث بلغ مجمل الإنتاج 13.4 مليون برميل يوميًا.
كانت الأسواق تتوقع هذه الزيادة فى التخزين والإنتاج كخطوات احترازية أمريكية لأجل الحد من ارتفاع الأسعار، فى ظل الأوضاع الجيوسياسية المضطربة.
من جانبه، تسبّب نشوب إعصار ميلتون الذى ضرب ولاية فلوريدا فى قلق الأسواق، رغم أنه لا يوجد إنتاج نفطى فى ولاية فلوريدا نفسها. فقد أدى الإعصار فى طريقه إلى فلوريدا إلى أضرار محدودة ببعض المنشآت النفطية البحرية فى خليج المكسيك. لكن، نظرًا لشدة قوته، تخوفت الأسواق من ارتفاع الأسعار نتيجة للدمار الذى من الممكن حصوله. إلا أن مسيرة ميلتون اتجهت جنوبًا بعيدًا عن المناطق النفطية البحرية، وبالتالى لم تلحق دمارًا كبيرًا بالمنشآت النفطية كما كان متوقعًا.
مجمل هذه العوامل تركت بصماتها على الأسعار العالمية للنفط، إيجابًا أو سلبًا، بالذات فى حال القلق والتساؤل عن إمكانيات تصعيد النزاع العسكرى بين إسرائيل وإيران ليمتد إلى دول أخرى فى الشرق الأوسط.
فالمعلومات الإعلامية المتسربة عن المفاوضات الأمريكية ــ الإسرائيلية تشير إلى مطالبة واشنطن بعدم التعرض للمنشآت النووية خوفًا من توسع رقعة الحرب وتحولها إما إلى حرب إقليمية أو أن تؤثر سلبًا على المفاوضات الأمريكية ــ الإيرانية المتوقعة لاحقًا حول البرنامج النووى الإيرانى.
كما أن هناك مسألة تفادى القصف الإسرائيلى للمنشآت النفطية الإيرانية، تجنبًا لارتفاع الأسعار قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى أوائل شهر نوفمبر المقبل، أو التهديدات الإيرانية فى الاعتداء على المنشآت النفطية فى الدول الخليجية المجاورة، مما قد يلحق الضرر بحملة نائبة الرئيس كامالا هاريس الديمقراطية.
وفى ظل هذه التسريبات الإعلامية والغموض الذى يحيطها، تشير معلومات الصناعة النفطية إلى أن شركات ناقلات النفط العالمية قد بدأت تعيد ناقلاتها إلى ميناء «خرج» الإيرانى بعد سحبها سابقًا من هناك، مما قد يدل على إمكانية تفادى ضربة إسرائيلية على أهم ميناء لتصدير النفط الإيرانى.
وليد خدورى
الشرق الأوسط اللندنية
خبير اقتصادى من العراق
النص الأصلى:
https://shorturl.at/tVJjc