تغيير أسبوع العمل في الإمارات.. الفوائد والتحديات
العالم يفكر
آخر تحديث:
الخميس 16 ديسمبر 2021 - 9:05 م
بتوقيت القاهرة
نشر موقع بلومبرج مقالا للكاتبة زينب فتاح، تناولت فيه الفوائد الاقتصادية التى ستعود على الإمارات بعد تغيير أسبوع العمل، ومدى استجابة شركات القطاع الخاص لهذا التغيير، وأخيرا ما هو احتمال حذو باقى دول الخليج حذو الإمارات.. نعرض منه ما يلى.
لقى قرار دولة الإمارات العربية المتحدة تغيير أسبوع العمل ليبدأ من يوم الإثنين إلى الجمعة ترحيبا من قبل البعض باعتباره خطوة من شأنها تعزيز الاستثمار الأجنبى والتجارة فى الدولة الخليجية. تم الإعلان عن التحول ليتم تطبيقه فى الكيانات الحكومية وسيدخل حيز التنفيذ فى الأول من يناير 2022. بينما تُركت شركات القطاع الخاص لتقرر بنفسها ما تريده، فقوانين العمل فى دولة الإمارات العربية المتحدة تمنح أصحاب العمل فى القطاع الخاص المرونة لاختيار أيام عطلة نهاية الأسبوع «التى تساعدهم على أن يكونوا أكثر قدرة على المنافسة وتعزز قدرتهم التنافسية الاقتصادية ونموهم». لكن من المحتمل أن العديد منها سينسجم مع هذا التغيير. خاصة وأن المحللين والمحللات توقعوا أن تختار الشركات الخاصة أسبوع عملها ليبدأ من الإثنين إلى الجمعة أيضًا، خاصة وأن المدارس استجابت لهذا التغيير، مما قد يسبب صداعا للآباء والأمهات الذين يحتاجون إلى رعاية أطفال.
لماذا هذا التغيير خطوة مهمة للإمارات؟
من خلال الانتقال إلى عطلة نهاية الأسبوع لتكون يومى السبت والأحد، فإن الإمارات العربية المتحدة تعمل على مواءمة نفسها مع معظم أنحاء العالم وتعزيز مكانتها كمركز أعمال عالمى. لكنها تضع نفسها على خلاف مع دول الخليج العربية المجاورة التى تقضى عطلة نهاية الأسبوع يومى الجمعة والسبت. قد يكون تمديد أسبوع العمل حتى الجمعة أمرًا حساسًا للبعض لأنه يوم مقدس فى الإسلام حيث يحضر صلاة الظهر يوم الجمعة السكان المحليون وغير المحليين فى المساجد فى جميع أنحاء الإمارات. وللتغلب على هذا، أجلت الحكومة صلاة الظهر إلى الساعة 1:15 مساءً لإعطاء الناس وقتًا كافيًا لإنهاء العمل والوصول إلى المسجد. هذا النظام الجديد سيجعل الإمارات الدولة الوحيدة فى العالم التى يكون أسبوع العمل بها عبارة عن 4 أيام ونصف يوم، وفقًا لوكالة الأنباء الحكومية وام.
ردود الأفعال
قوبل القرار بكل الردود بدءا من التأييد والحماس إلى الحيرة والرفض الصريح. يقول بعض الاقتصاديين إن ذلك سيجعل الإمارات أكثر قدرة على المنافسة فى وقت تواجه تحديات جديدة مع تكثيف المملكة العربية السعودية جهودها لاجتذاب الشركات والمستثمرين الأجانب فى سعيها للتخلص من النفط. ولتعزيز مكانتها كمركز عالمى يؤمن بالمواطنة العالمية فى الوقت الذى تكافح فيه الآثار الاقتصادية للوباء، أجرت الإمارات العربية المتحدة سلسلة من التغييرات على قانون العقوبات العام الماضى، والمبنى على الشريعة الإسلامية. تناولت التغييرات تخفيف اللوائح المتعلقة باستهلاك الكحول، وعدم تجريم العلاقات خارج إطار الزواج، وتخفيف العقوبات الصارمة على جرائم المخدرات، والسماح للأجانب بالزواج، والطلاق، ووراثة الثروة على أساس النظم القانونية لبلدهم.
على الجانب الآخر، بالنسبة لبعض شركات القطاع الخاص، والتى تركز على السوق المحلية، قد يكون تأثير تغيير أسبوع العمل بالنسبة لها هامشيًا. لكن بالنسبة لشركات أخرى، قد يعنى ذلك فعليًا أسبوعًا مدته ستة أيام؛ حيث تحاول الشركات تحقيق التوازن بين العمل مع الأسواق الإقليمية التى تعمل أيام الأحد والعديد من الأسواق الأخرى فى جميع أنحاء العالم التى تفتح أبوابها أيام الجمعة. قد يؤدى ذلك اتباع نظام العمل الإضافى، خاصة إذا كان بعض الموظفين المسلمين يرغبون فى تجنب العمل أيام الجمعة. بعض المواطنين الإماراتيين، يمثلون حوالى 15٪ من سكان الإمارات العربية المتحدة، سارعوا إلى إدانة التغيير باعتباره خروجًا آخر عن الهوية الإسلامية والثقافية للدولة.
ما هى المخاطر؟
سيؤدى التحول فى أسبوع العمل إلى تعقيد الأمور بالنسبة للعديد من الشركات التى تستخدم دبى أو أبو ظبى كقاعدة لممارسة الأعمال التجارية عبر منطقة الخليج الغنية بالنفط. لكن على المدى الطويل، قد تعمد الشركات إلى نقل العمليات أو على الأقل بعض الموظفين إلى الأسواق التى يخدمونها، مثل المملكة العربية السعودية أو البحرين أو الكويت. وإذا أجبر التغيير الشركات بشكل فعال على العمل لمدة ستة أيام فى الأسبوع، فقد يؤدى ذلك إلى المطالبة بزيادة الرواتب أو مغادرة العمل نتيجة العمل الثقيل.
هل تحذو دول الخليج العربية الأخرى حذو الإمارات؟
يمكن أن يحدث ذلك. فدول الخليج العربية تبعت الإمارات العربية المتحدة فى عام 2006 عندما غيرت عطلة نهاية الأسبوع من الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت. كانت هناك معارضة شعبية قليلة أو معدومة لهذه الخطوة عندما حذت المملكة العربية السعودية، موطن أقدس الأماكن الإسلامية، حذوها بعد سبع سنوات. لكن هذه المرة، قد يكون الأمر أكثر صعوبة لأن تحويل يوم الجمعة إلى يوم عمل فى المملكة الإسلامية سيكون محفوفًا بالمخاطر السياسية والاجتماعية. حتى فى إسرائيل، التى تتمتع بصناعة تكنولوجية مزدهرة، فشلت الدعوات لإجراء تغيير فى عطلة نهاية الأسبوع لأن يوم السبت يتطلب من اليهود الراحة من غروب الشمس يوم الجمعة وحتى غروب الشمس يوم السبت.
إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلي