قبل أن يستشرى السرطان الإعلامى
عماد الدين حسين
آخر تحديث:
الإثنين 17 مايو 2010 - 9:51 ص
بتوقيت القاهرة
أكثر من ألف صحفى وإعلامى عربى تجمعوا والتقوا وجها لوجه فى منتدى الإعلام العربى التاسع.
فى فندق فخم بمنطقة نخلة الجميرا فى دبى يومى الأربعاء والخميس الماضيين.
فى هذه المنطقة كانت بداية الأزمة الاقتصادية الصعبة التى واجهتها دبى قبل شهور، وتمكنت عبر مجموعة من الإجراءات القاسية والحاسمة من السير فى طريق العلاج الصحيح لكن هل الإعلام العربى قادر على مواجهة أزمته الخاصة، مثلما فعلت إمارة دبى؟
نتمنى أن تكون الإجابة بنعم، لكن واقع الحال يقول إن المسافة بين الواقع والتمنيات مثل الفارق التكنولوجى بين وكالة ناسا الفضائية وحال الصومال التقنى.
هذا التجمع الإعلامى الضخم، شىء جيد وإيجابى، ويحسب للقائمين عليه نواياهم الطيبة وطموحهم فى رصد المتغيرات المحيطة بالإعلام العربى بحثا عن تحسين الأداء وتطويره، لكن تظل المشكلة أن الإعلام العربى يعانى خللا هيكليا يحتاج إلى جراحة عاجلة، لاستئصال الأورام من داخله حتى لا يتحول المرض ليصبح خبيثا.
بالطبع لا نحمّل شخصا أو هيئة معينة حال الإعلام العربى المتراجع مهنيا وأحيانا أخلاقيا، لكن الفكرة التى ظلت تراودنى طوال انعقاد جلسات المؤتمر وورش عمله هى إمكانية أن تدرس إدارة المنتدى فكرة وضع دراسات ورؤى قد تساعد فى الخروج من هذا الوضع الآسن.
قد يسارع البعض إلى القول إن ذلك مسئولية اتحاد الصحفيين العربى، ونجيب عن ذلك بأن هذا الاتحاد، وغالبية النقابات الوطنية إما تكاسلت أو تواطأت أو عجزت عن التدخل للإنقاذ، وبالتالى فربما مثلت السلطة المعنوية التى صار المنتدى يمتلكها، ولو حتى بحكم وجود الجائزة السنوية ــ ربما مثلت عاملا مساعدا كى يتدخل المنتدى، ليس ليصبح جهة سلطوية تأمر وتنهى، ولكن ليقترح مجموعة من الأفكار العملية التى ربما تساعد فى الحل.
المنتدى أحسن صنعا حينما استضاف العالم أحمد زويل ليلقى كلمة الافتتاح الثرية والعميقة وسبقها تقديم ممتع للإعلامى أحمد المسلمانى، وأحسن المنتدى صنعا بورش العمل والجلسات المتخصصة التى أقامها، لكن كل ذلك قد لا يغير من جوهر الأمر شيئا.
والاقتراح المقدم لمنتدى الإعلام العربى ومعه نادى دبى للصحافة ولكل الغيورين على مستقبل أفضل للإعلام العربى هو: هل هناك إمكانية أن يتم تنظيم دورات تدريبية مجمعة أو فى كل دولة على حدة تكون مهمتها فقط تدريب الصحفيين والإعلاميين على الحد الأدنى من القواعد المهنية التى تضمن حدا أدنى من المعالجة الموضوعية للأخبار؟، لا نريد صحفيين ملائكة بأجنحة، ولا نتحدث عن الحياد، فلا حياد فى الصحافة، لكن نريد صحفيا أو إعلاميا يعرف قواعد كتابة الخبر وتغطية القصة الخبرية عبر كل مصادرها بعد التأكد أن القصة استوفت جميع عناصرها الضرورية.
لو فعل المنتدى ومعه نادى دبى للصحافة ذلك، فقد يمنع ذلك فى المستقبل من استنساخ بعض الكائنات المشوهة والمعقدة نفسيا التى توجد فى أماكن حساسة فى بعض المؤسسات الإعلامية وتقودنا جميعا إلى داهية، لا يعلم مداها إلا الله.
وإلى أن يحدث ذلك، فتحية إلى كل الفائزين بجائزة الصحافة العربية فى دورتها الأخيرة خصوصا الزملاء والزميلات من الصحافة المصرية.