زيارة ميركل الأخيرة لأمريكا
مواقع عالمية
آخر تحديث:
السبت 17 يوليه 2021 - 7:40 م
بتوقيت القاهرة
نشر مركز German Marshall Fund of the United States مقالا يعرض آراء باحثين حول الزيارة الأخيرة لأنجيلا ميركل فى منصبها كمستشارة ألمانيا إلى الولايات المتحدة.. نعرض منه ما يلى.
تقول الباحثة سودها ديفيد ويلب ــ زميل عبر الأطلسى ونائب المدير ــ إن أنجيلا ميركل فى زيارتها الأخيرة للبيت الأبيض كمستشارة ألمانيا، أعادت شعلة دعم الديمقراطية إلى الرئيس جو بايدن. خلال سنوات حكومة ترامب، ألقى لقب زعيم العالم الحر على ميركل التى خدمت كرئيسة الحكومة الأطول فى الاتحاد الأوروبى. طبيعة ميركل غير الدرامية تجاهلت التركيز الذى وقع عليها ولكنها استغلت الكثير من الفرص، على سبيل المثال خلال خطاب التخرج فى جامعة هارفارد، لتذكيرنا بالحاجة إلى تعزيز القيم الديمقراطية. إلا أنه فى الأخير، وخلال فترة ولايتها الأخيرة فى المنصب، أصبح حزب البديل من أجل ألمانيا، اليمينى المتطرف، أكبر قوة معارضة فى البرلمان. يود الرئيس جو بايدن أن يجعل من ألمانيا شريكا لا غنى عنه فى مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية للديمقراطية، ولكن من أجل تحقيق ذلك فهو فى حاجة إلى أنجيلا ميركل وفى حاجة إلى أن يكون مواقف خليفتها أقل تذبذبا تجاه روسيا والصين. سيتعين عليه إيضاح أن سياسة ألمانيا (التغيير من خلال التجارة) قد تجاوزت مدة صلاحيتها لفترة طويلة، وأن تنسيق جبهة موحدة ضد الفاعلين الاستبداديين سيحمى الديمقراطية على المدى الطويل.
يقول جاكسون جينس وستيفن زابو فى مقال لهما فى صحيفة ناشيونال انترست أن هذه الزيارة أتاحت نظرة ختامية على إرث ميركل للعلاقات الأمريكية الألمانية. وهنا نجد إرثا مختلطا. فميركل زعيمة حذرة وعقلانية، لم تتشكل شخصيتها فقط من خلال النظام السياسى الألمانى المنقسم، ولكن أيضا من خلال تدريبها كعالمة فى ألمانيا الشرقية. هى ليست أول امرأة تتولى منصب المستشارة فقط ولكنها أيضا أول زعيمة بروتستانتية لحزبها الكاثوليكى. تميزت قيادتها بالاستجابات للأزمات بدلا من المبادرات والتركيز الجغرافى الاقتصادى القوى. تمكنت ميركل من الحفاظ على تماسك أوروبا فى خضم أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى وأزمات اليورو وعدوان روسيا فى أوكرانيا. كما أدارت العلاقات مع واشنطن خلال أربع إدارات مختلفة.. يدرك بايدن وميركل أن العلاقة الألمانية الأمريكية معلقة خلال فترة انتقالية. الدولتان تحتاجان إلى بعضهما البعض، وعلى الرغم من أن العلاقة بينهما قد تبدو أقوى مما كانت عليه أيام إدارة ترامب، إلا أن الألمان يدركون أن «أمريكا لم تعد».
يقول الباحث أولريش شبيك إنه بالنسبة لبايدن، فإن الاجتماع له هدف واحد: تمهيد الطريق لتعاون أعمق بشأن الصين. تعتبر ألمانيا مركزية بالنسبة لواشنطن بسبب دورها الرئيسى فى الاتحاد الأوروبى، وبسبب علاقتها مع بكين. لكن علاقة ألمانيا بالصين تجعل من الصعب على ميركل وبايدن الاتفاق. فى نظر المستشارة الألمانية، أمريكا تريد إجبار ألمانيا على قطع العلاقات التجارية مع الصين والوقوف فى صفها فى حرب باردة جديدة. تريد ميركل استخدام ثقلها، وثقل الاتحاد الأوروبى، لمنع ظهور علاقة عدائية مع الصين، ليس فقط بسبب المصالح التجارية الألمانية، ولكن أيضًا بسبب كرهها للحروب الباردة.. من غير الواضح ما إذا كان بايدن سيتمكن من إقناع ميركل بأن مقاربته للصين أكثر تطورا بكثير، وأنه يسعى إلى شراكة حقيقية مع ألمانيا. كما أنه من غير الواضح ما إذا كانت ميركل تدرك أن هناك فرصة لألمانيا للتأثير على استراتيجية الولايات المتحدة الناشئة بشأن الصين، حيث سيبدأ فريق بايدن فى طرح سياسته تجاه الصين فى الخريف.
تقول الباحثة راشيل تاوسندفروند إن الزيارة هى وداع مستحق للمستشارة ميركل، التى تربطها بالرئيس بايدن علاقة طويلة ومثمرة ــ خاصة عندما كان نائب الرئيس فى إدارة أوباما. يتطلع بايدن فى الوقت نفسه إلى إيجاد شريك مفضل والضغط عليه من أجل تعاون قوى عبر أطلسى. نظرًا إلى أن الصورة السياسية فى ألمانيا قبل انتخابات سبتمبر لا تزال غير واضحة، فقد يكون فريق بايدن محقا فى أن المستشارة المنتهية ولايتها قد تساعد وتمهد لهم ولشركاء الاتحاد الأوروبى الطريق. سوف يكون نورد ستريم 2، كما هو الحال دائمًا، نقطة خلاف، لكن الاتفاقية الأخيرة بشأن النزاع بين إيرباص وبوينغ تبشر بأن هناك إرادة بين القادة للوصول إلى نتائج جيدة.
إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى هنا