كرسى فى كلوب «العرس الثلاثى»
طلعت إسماعيل
آخر تحديث:
الإثنين 17 أغسطس 2020 - 11:35 م
بتوقيت القاهرة
الخميس الماضى، حملت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام المختلفة عبر العالم، بيانا ثلاثيا مشتركا أصدرته الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، بشأن التوصل لاتفاق على إقامة علاقات كاملة بين أبوظبى وتل أبيب، فى خطوة وصفتها الأطراف الثلاثة بـ«الاتفاق التاريخى».
طبعا الأنظار اتجهت إلى عواصم البلدان الثلاثة لمعرفة المزيد من التفاصيل، حيث بثت وكالة انباء الإمارات الرسمية (وام) البيان الذى جاء فيه «اتفق الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة فى اتصال هاتفى جرى اليوم (الخميس 13 أغسطس) على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة».
الوكالة الإماراتية قالت، نقلا عن البيان، إنه «ونتيجة لهذا الانفراج الدبلوماسى وبناء على طلب الرئيس ترامب وبدعم من دولة الإمارات، ستتوقف إسرائيل عن خطة ضم أراض فلسطينية وفقا لخطة ترامب للسلام» أو صفقة القرن التى تحدث عنها الرئيس الأمريكى من قبل ولقيت رفضا فلسطينيا وعربيا منذ بدء الحديث عنها.
الشريك الإسرائيلى الجديد للإمارات رد على محاولة تسويق الاتفاق باعتباره يسلب تل ابيب خطة ضم أراض فلسطينية محتلة إلى الكيان الصهيونى، وحسب شبكة «سى إن إن» الاخبارية الأمريكية سارع نتنياهو بالتعليق خلال مؤتمر صحفى عما إذا كان من الصواب وصف ذلك بـ«وقف الضم». قائلا: «تلقينا طلبا بالانتظار مؤقتا من الرئيس ترامب. إنه تأجيل مؤقت. لم يتم إزالته من على الطاولة، أقول لكم ذلك».
نسف نتنياهو بكلمات قليلة وقاطعة جوهر فكرة تسويق الاتفاق، باعتباره يوقف قضم الأراضى الفلسطينية، لأن الاتفاق فى رأى الليكودى المراوغ، وزعيم معسكر اليمين الإسرائيلى المتطرف، «قبلات سلام مقابل قبلات سلام» لا أكثر، حيث أكد أن «اتفاق التطبيع مع الإمارات لا يفرض على إسرائيل الانسحاب من أى أراض» حسب نص كلامه.
فى واشنطن كان الرئيس الأمريكى الذى قال العديد من المحللين إن الاتفاق يعد انقاذا لحملته الانتخابية، أكثر ترحيبا بالاتفاق، معتبرا أن «هذه الخطوة ستجعل الولايات المتحدة تتوقف عن دورها كشرطى العالم فى المنطقة»، طبعا على اعتبار أنه سيسلم الراية رسميا لحليفه الإسرائيلى للعب هذا الدور!!
أما كبير مستشارى ترامب، وزوج ابنته، جاريد كوشنر، فقال إن «الاتفاق يتيح رحلات مباشرة من أبوظبى إلى تل أبيب، كما أنه يتيح للمسلمين حول العالم الصلاة فى المسجد الأقصى عبر رحلات مباشرة من أبوظبى إلى تل أبيب».
وفى خضم «العرس الثلاثى» ألقى الفلسطينيون بكرسى فى الكلوب، وأصدر المتحدث باسم الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبو مازن) مساء يوم الإعلان عن الاتفاق بيانا جاء فيه: «تعلن القيادة الفلسطينية رفضها واستنكارها الشديدين للإعلان الثلاثى الأمريكى، الإسرائيلى، الإماراتى، المفاجئ،... مقابل ادعاء تعليق مؤقت لمخطط ضم الأراضى الفلسطينية وبسط السيادة الإسرائيلية عليها».
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد: «نحن أمام مفترق طرق لتصفية القضية الفلسطينية»، مشيرا إلى أن ترحيب بعض الأطراف العربية بالاتفاق «يضعف الموقف الفلسطينى».
عدد من الأقلام العربية سرعان ما راحت تروج للاتفاق الثلاثى باعتباره «انتصارا للواقعية» و«خطوة شجاعة من الإمارات»، وقال البعض الآخر إن الاتفاق بمثابة صفحة مهمة لشرق أوسط جديد، على الرغم من أن الأمر، فى نظر أقلام أخرى، لا يعدو كونه سقوطا لورقة جديدة من شجرة التضامن العربى فى رحلة الدفاع عن «قضية العرب المركزية» لمن يتذكرونها (! )، وهو فى المحصلة النهائية وقوع فى بئر«التطبيع المجانى».