«إسماعيل يس طرزان»
محمود قاسم
آخر تحديث:
الجمعة 17 سبتمبر 2021 - 7:55 م
بتوقيت القاهرة
لاحظت أن بعض السادة القراء غير معجبين بنوع المقالات التى أنشرها هنا، خصوصا فى الاسبوع الاخير، وذلك لأنها تكشف اصول الأفلام المصرية، وان المؤلفين المصريين اعتادوا على اقتباس الافلام والآداب الاجنبية، وكانت صدمة أكبر عندما كتبت عن افلام لها قيمة خاصة فى قلوب الناس مثل «فى بيتنا رجل»، و«بئر الحرمان» و«السفيرة عزيزة».
وأنا اشارك هؤلاء السادة أفكارهم، وقد صدمت بهذا الامر قبلهم وقبل الكتابة عن هذا الامر، ولكن هل البحث عن الحقيقة العلمية أمر يجب أن نتجاهله، جاءت هذه الامور منذ أن انشغلت بإعداد البطاقات الفيلمية كاملة لكل فيلم مصرى وعربى، وهى البطاقات التى كانت نواة لعمل أكبر موسوعة أفلام ليس فقط فى مصر ولكن فى العالم، هى موسوعة ورقية صارت فيما بعد منهبا لكافة قراصنة الكمبيوتر، وعلى سبيل المثال فإننى ذات يوم عرفت أن هناك فيلما إيطاليا يحمل اسم «توتو طرزان» وبقراءة ملخص الفيلم اكتشفت انه نفس القصة التى شاهدناها عام ١٩٥٨ فى فيلم «إسماعيل يس طرزان» إخراج نيازى مصطفى، فهل اتجاهل هذه المعلومة حتى لا يغضب القراء من الحقيقة، بالطبع لا.
بالنسبه لإسماعيل يس فإن الكاتب الذى يكتب له افلامه حاول ان يصنع منه نسخة مشابهة للممثل الايطالى توتو والممثل الفرنسى فرنانديل، وكم هناك من تشابه من افلام ايطالية وفرنسية قام ببطولاتها إسماعيل يس، لكننى لا أستطيع أبدا أن أقول إن هناك تشابها بين الفيلم الفرنسى «حلاق السيدات» إنتاج ١٩٥١ وبين الفيلم المصرى الذى يحمل نفس الاسم الا فى الاسماء فقط، فهذا موضوع وذاك موضوع آخر، أى أن الكتابة فى هذا الامر بالغة الحساسية دون أى إساءة للسينما المصرية وبالنسبة لفيلم «إسماعيل يس طرزان» فإن العناوين ليس لها اشارة بالمرة إلى ان هناك اقتباسا من فيلم ايطالى لكن بعد سنوات عديدة قام المخرج على بدرخان بإعادة تقديم القصة نفسها في فيلم «شيلنى وأشيلك» بطولة محمد عوض ونسرين وكل هذه الافلام تدور حول رجل ثرى، ويموت ويكتشف الورثة أن له ابنا مفقودا فى الغابات وأنه الوريث الوحيد له، فيذهبون للبحث عنه ويكتشفون أنه ثار بدائيًا فيأتون به إلى المدينة ويحاولون تعليمه وجعله متحضرًا عن طريق إحدى بنات الأسرة، وبمرور الوقت يسير الشاب مدنيًا راقيا ويقع فى حب مدربته وسط محاولات للتخلص منه والاستفادة من الميراث وفى النهاية يأخد حبيبته ويعود إلى الغابة حيث إن الحياة اكثر طيبة.
من شاهد فيلم «نادوجا» بطولة تحية كاريوكا الذى سبق ان تحدث عنه فى هذا المكان سوف يكتشف تشابها ملحوظا مع الفيلمين أى أن السينما المصرية اقتبست القصة ثلاث مرات. فقد حدثنى المخرج عادل عوض ابن الفنان محمد عوض أن فيلم «شيلنى وأشيلك» مأخوذ من مسرحيه فرنسية لم أعد أذكر اسمها أو مؤلفها.
هذه معلومات للمرة الأولى ويعرفها القارئ للمرة الأولى، فمن يشعر بالدهشة او الغضب عليه أن يمحو هذا المقال من ذاكرته.