الإدارة الجيدة فى عصر العمل من المنزل
مواقع عالمية
آخر تحديث:
الخميس 17 ديسمبر 2020 - 9:10 م
بتوقيت القاهرة
نشر موقع بروجيكت سينديكيت مقالا للكاتب Sian Beilock يعرض فيه بعض الخطوات يمكن انتهاجها من قبل المديرين حتى يتم تخفيف أعباء العمل من المنزل. نعرض منه ما يلى.
يتعامل العديد من المدراء هذا العام مع التحول إلى العمل من المنزل الناجم عن الجائحة كما لو كان تحولا إلى العمل عن بُعد فى ظروف عادية. لكن هذا ليس صحيحًا، يمكن لهذا التحول أن يُلحق الضرر فى النهاية بمعنويات الموظفين. فالتحول المُفاجئ إلى العمل عن بُعد كان صارخًا، ولا ينبغى التغاضى عن آثاره.
يمكن لخبراء القيادة والعلماء فى مجال المعرفة التأكيد على أن مقاومة التغيير لا تتعلق بالتغيير نفسه بقدر ما تتعلق بفقدان السيطرة والخوف من عدم اليقين. فى هذا الصدد، يستجيب البشر ــ والحيوانات الأخرى ــ بشكل دفاعى عند سلبهم القدرة على اتخاذ القرارات المُتعلقة بحياتهم. وفى دراسة حديثة أُجريت حول مرض كوفيد 19 وآثاره على الصحة النفسية، يعتقد المستجوبون البالغون الذين شملهم الاستطلاع فى الولايات المتحدة وخمس دول أوروبية أنه حين يقرر أشخاص آخرون أو تُحدد فرص عشوائية ما يحدث لهم، فإنهم يشعرون بأعراض للاكتئاب على نحو متزايد.
هناك فرق كبير بين اختيار الناس العمل عن بُعد وإجبارهم بشكل مفاجئ على العمل من منازلهم. على الرغم من أن إلغاء التنقل اليومى إلى العمل كان أمرًا محمودًا، إلا أن موظف المكتب العادى ببساطة لم يكن مستعدًا نفسيًا أو ماليًا لتحويل منزله إلى موقع بديل مؤقت مع توليه أيضًا مهام التدريس ورعاية الأطفال ورعاية المسنين التى كان يقوم بتنفيذها فى السابق من خلال الاستعانة بمصادر خارجية. لا تعيش العديد من العائلات فى منازل يمكنها استيعاب العمل عن بُعد بسهولة، كما لا تُساعد الترتيبات المنزلية لبعض الموظفين على تحقيق النجاح.
يمكن للمُدراء اتخاذ عدة خطوات لتخفيف هذه الأعباء على موظفيهم.
يجب وضع توقعات منطقية: يتحمل العديد من الموظفين أعباء جديدة ويواجهون ضغوطًا من مصادر مُتعددة. يمكن للمديرين تجنب إرهاقهم عن طريق إعفائهم من إعداد التقارير غير الضرورية وإلغاء الإجراءات الزائدة عن الحاجة، إلى جانب الشفافية قدر الإمكان فيما يتعلق بالمواعيد النهائية لإتمام العمل. على سبيل المثال، إذا تم تأجيل اجتماع مهم مع العميل، يجب على المديرين إبلاغ كل من يقوم بإعداد ما يلزم للاجتماع على الفور، حتى يتمكنوا من إعادة ترتيب مهام اليوم حسب الأولويات. وعلى نحو مماثل، لا ينبغى للمدراء أن يتوقعوا ردودًا فورية على رسائل البريد الإلكترونى ــ حيث يُساهم الإحساس المُستمر بالإلحاح فى إنهاك الموظفين. ينبغى تجنب إرسال الرسائل الإلكترونية خارج ساعات العمل (خاصة فى وقت متأخر من الليل وفى عطلات نهاية الأسبوع)، أو لا ينبغى لنا أن نتوقع من الموظفين الرد بشكل فورى على الرسائل بعد ساعات العمل.
لا ينبغى إجبار الموظفين على «العمل» طوال الوقت: يتسبب العمل عن طريق استخدام تطبيق زووم للعمل عن بُعد فى إجهاد شديد، وقد يضطر الموظفون إلى إيجاد مكان هادئ حتى يتمكن جميع أفراد الأسرة من المشاركة فى مكالمات العمل واجتماعات الفيديو الخاصة بهم. عادةً ما يكون وضع النساء أسوأ، حيث وصفهن أحد المؤلفين بـ«البدو الرُحَّل» فى «معركة من أجل الفضاء». على سبيل المثال، قد تجد مُوظفة نفسها جالسة على حافة حوض الاستحمام، بينما تُحاول جاهدة تثبيت جهاز الكمبيوتر على ركبتيها، حتى يتسنى لزوجها وأطفالها القيام بأعمالهم التجارية أو المدرسية من غرفة المعيشة وغرفة النوم والمطبخ. تميل النساء إلى مواجهة انتقادات غير عادلة وضغوطًا هائلة فيما يتعلق بمظهرهن عند إجراء محادثات فيديو على تطبيق زووم. يجب على المدراء أن يسألوا عما إذا كان من الممكن إلغاء أو اختصار أو إجراء الاجتماعات بدون فيديو.
يجب البحث عن المزيد من الفرص للاحتفال بالإنجازات: فى حين يُعد من الجيد دائمًا تحقيق التوازن بين النقد والثناء، يواجه الموظفون اليوم تدفقًا مُستمرًا من الأخبار المهولة المتعلقة بالجائحة، ومن المحتمل أن يكونوا مُتحمسين لتحقيق النجاحات الخاصة بهم. على المديرين البحث عن الأعمال الناجحة التى يمكن الاعتراف بها علنًا لرفع الروح المعنوية للموظفين، وشكرهم على عملهم الشاق عندما يقومون بعمل جيد يستحق الثناء. لا يكلفك إظهار التقدير شيئًا، وقد تكون بعض التعليقات الإيجابية هى كل ما يحتاج المرء سماعه فى يوم عصيب بشكل خاص.
يجب الاستفادة من الموارد التى يمكن الوصول إليها: يتعين على المُدراء البحث عن طرق لإنشاء المزيد من السيناريوهات التى تعود بالنفع على الجميع مع الاستفادة من الأصول التى لديهم بالفعل. فى كلية بارنارد، على سبيل المثال، يتم دفع رواتب للطلاب مقابل تعليم أطفال أعضاء هيئة التدريس والموظفين.
يتطلب التكيف مع هذا التغيير المفاجئ جهدًا من قبل الجميع. يدين المدراء لموظفيهم بالتوقف عن التعامل مع العمل من المنزل على أنه ترف. لم تتم دعوة المكتب إلى المنزل. فقد اتضح أنه ضيف غير مُتوقع ــ ولا يُظهر أى علامات على المغادرة فى أى وقت قريب.
النص الأصلي
http://bit.ly/3mm9CDn