الولايات المتحدة منطقة مجهولة تمامًا.. انتخابات 2024 قد تهدد الديمقراطية الأمريكية
صحافة عالمية
آخر تحديث:
الثلاثاء 20 يوليه 2021 - 12:13 ص
بتوقيت القاهرة
نشر موقع The Christian Science Monitor حوارا أجراه الكاتب بيتر جارير مع ستيفن ليفيتسكى أستاذ الشئون الحكومية بجامعة هارفارد. تحدثا عن المشاكل التى تواجه السياسة الأمريكية الآن وما تخبئه انتخابات 2024 للديمقراطية الأمريكية... نعرض منه ما يلى.
فى عام 2018، نشر ستيفن ليفيتسكى ودانييل زيبلات، أستاذان فى جامعة هارفارد، كتاب «كيف تموت الديمقراطيات»، ركز الكتاب على المشاكل التى تواجه السياسة الأمريكية فى سياق تراجع الديمقراطيات الأخرى إلى الاستبداد.
كان أحد استنتاجات الكتاب أنه، فى العصر الحديث، لا تنتهى الديمقراطيات عمومًا بانقلابات مفاجئة. لكنها تتراجع تدريجيا من خلال الاستقطاب الذى يقسم الأمة، بالإضافة لضعف المؤسسات الرئيسية مثل القضاء ووسائل الإعلام.
وفقًا للأستاذين ليفيتسكى وزيبلات، ساعد اثنان من القواعد غير المكتوبة فى الحفاظ على النظام الأمريكى على مدى القرون الماضية. الأولى التسامح المتبادل، حيث تقبل الأطراف بعضها البعض فى إطار منافسة شرعية، والثانية ممارسة السياسيين ضبط النفس عند استخدام سلطاتهم المؤسسية.
فى النهاية، يخلص الكتاب إلى أن ضمانات حماية الديمقراطية الأمريكية تضعف اليوم.
وإلى نص الحوار:
كتاب «كيف تموت الديمقراطيات» توقع العديد من المشكلات التى تواجه السياسة الأمريكية الآن. لكن تم نشره قبل ثلاث سنوات، وحدث الكثير منذ ذلك الحين. ما الذى أخطأت فى تقديره أو توقعه؟
أعتقد أن أهم شىء أخطأنا فيه هو أننا قللنا من شأن هيمنة الترامبية على الحزب الجمهورى. لقد توقعنا أن يستمر الحزب الجمهورى إلى حدٍ ما فى السيطرة على المؤسسات مع الالتزام بالحد الأدنى من القواعد الديمقراطية للعبة. وسرعان ما توقف هذا الوضع ووصلنا لمنطقة لم نتوقعها.
لقد قلت إنك تعتقد أن عام 2024 يمثل نقطة خطر للديمقراطية الأمريكية. هل تعتقد حقًا أن الانتخابات الرئاسية يمكن أن تختطف؟
نعم، من خلال الآليات الدستورية القاسية. ولن يكون ذلك نوعا من الخداع أو التزوير كما يفعل الديكتاتوريون. بل سيكون قانونيًا، أو على الأقل يمكن تفسيره على هذا النحو من قبل القضاة.
العديد من الجمهوريين المنتخبين يكذبون نوعًا ما، ولا يشجبون مزاعم الرئيس السابق دونالد ترامب بشأن تزوير الانتخابات، لكنهم لا يدعمونها أيضًا. يبدو أنهم ينتظرون أن يتلاشى الأمر برمته. ماذا تعتقد؟
لا أعتقد أن أيًا منا يمكنه أن يقول على وجه اليقين ما سيحدث. نحن على أرض مجهولة تماما. يعتمد الكثير منا على الاحتمالات، لمعرفة من سيفوز فى الانتخابات القادمة.
هناك سيناريو، يتم تحديد الانتخابات فى عام 2024 من قبل ولاية واحدة أو اثنتين أو ثلاثة ويكون الحزب الجمهورى بعد ذلك قادرا على القيام، أو على الأقل محاولة، سرقة الانتخابات. هناك سيناريو آخر تكون فيه الانتخابات إما فوزًا جمهوريًا صريحًا، أو أن المسافة بين الحزبين كبيرة جدًا.
فى رأيك، ما هو أفضل تشبيه تاريخى لموقف الولايات المتحدة الآن؟ هل كانت مثل شيلى فى السبعينيات، عندما أطاح الجنرال المستبد أوجستو بينوشيه بحكومة سلفادور أليندى المدنية اليسارية؟
لا أعتقد أن هناك حالة مشابهة جدًا. تختلف الولايات المتحدة عن تشيلى فى بعض النواحى. أحد العوامل المهمة هو أن الجيش من غير المرجح أن يتدخل هنا بالطريقة التى فعلها فى تشيلى. لدينا درجة غير عادية من السيطرة المدنية على الجيش.
لكننا متشابهون إلى حد كبير فى مستوى الاستقطاب مع وصول الأحزاب إلى النقطة التى يكونون فيها على استعداد للتخلى عن الديمقراطية لمنع الآخرين من الفوز.
كيف تقارن الولايات المتحدة بالمجر اليوم، التى سيطر عليها حزب فيدس اليمينى الشعبوى فى عهد الرئيس فيكتور أوربان؟
حسنًا، المجر مختلفة تمامًا بمعنى أنها ليست مستقطبة أيديولوجيًا تقريبًا مثل الولايات المتحدة. وضعها هو نتاج عدم توازن القوى بين فيدس والمعارضة.
لكن هناك عاملان رئيسيان على الأقل يعملان لصالح الديمقراطية الأمريكية. أحدها هو أنه من غير المرجح أن يتم تسييس الجيش، ومن غير المحتمل أن يكون متورطًا. عامل آخر هو أن لدينا معارضة قوية للغاية. الحزب الديمقراطى منظم جيدا ومموَّل جيدا. يسيطر على أكثر المناطق قوة اقتصاديًا وثقافيًا فى البلاد. وهو ما قابل للتطبيق من الناحية الانتخابية.
قد ننزلق إلى حكم الأقلية أو الاستبداد. قد ندخل فترة من عدم الاستقرار الشديد. لكن لدينا معارضة قوية للغاية، وهذا يجعلنا مختلفين كثيرًا عن المجر، ونختلف كثيرًا عن دول مثل فنزويلا أو روسيا.
بشكل عام، كيف تقارن الديمقراطية اليوم بالنظم السياسية الأخرى من حيث الاستقرار؟
أعتقد أن معظم الأنظمة السياسية، الاستبدادية والديمقراطية، تواجه مستوى أعلى من عدم الاستقرار. المؤسسات السياسية ــ فى الأنظمة الديمقراطية والسلطوية ــ ولكن فى الغالب ديمقراطية هى أضعف بكثير مما كانت عليه قبل 40 أو 50 عامًا.
نحن فى مرحلة يمكن فيها لأى شخص أن يفوز بالرئاسة، سواء كانت الولايات المتحدة أو البرازيل أو السلفادور أو بيرو، بسبب ضعف الأحزاب السياسية، فى جزء كبير منه بسبب القوة المتنامية لوسائل التواصل الاجتماعى وتآكل قوة مجموعات المصالح، مما يسهل على السياسيين والسياسيات الوصول إلى الناخبين والناخبات دون الاعتماد على المؤسسة الحزبية.
لست متشائما مثل أولئك الذين يتحدثون باستمرار عن ركود ديمقراطى وعودة الاستبداد. عندما تقع الديمقراطيات فى أزمة وتنهار، فإن الأنظمة التى تحل محلها لن تكون قوية بشكل كبير فى معظم الحالات. الكثير من الأنظمة لا يدوم طويلا. ولذا أعتقد أن العالم يتجه نحو فترة من عدم استقرار النظام، سواء النظام الديمقراطى أو النظام الاستبدادى.
إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى