حيرة الإخوان بين التحرير والخليفة المأمون
عماد الدين حسين
آخر تحديث:
الأربعاء 20 يونيو 2012 - 8:25 ص
بتوقيت القاهرة
هل صحيح أن كل القوى السياسية تعارض الإعلان الدستورى المكمل الذى أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة مساء الأحد الماضى؟!
البعض يعتقد ذلك، لكن المؤكد أن هناك قوى سياسية رئيسية سعيدة تماما بما حدث، لكنها لا تستطيع إظهار فرحتها بما حدث، حتى لا يتم اتهامها بالشماتة وبأنها تستفيد من قرارات وإجراءات إدارية أو غير ديمقراطية اتخذها المجلس العسكرى.
كثيرون صدموا من الطريقة التى خرج بها الإعلان، لكن البعض استوعب الأمر واكتشف أنه مستفيد ولذلك فأغلب الظن أن هذا البعض قد يضطر فقط إلى الإدانة اللفظية دون أن يتجاوز ذلك إلى أفعال حركية على الأرض.
والآن تعالوا نفكر فى السيناريوهات أو الاحتمالات المطروحة فى الأيام المقبلة.
بالطبع المجلس الأعلى للقوات المسلحة هو القوة البارزة فى الساحة، لكنه وبعد الإعلان المكمل صار الأكثر بروزا، ومعظم الصلاحيات فى يده، ويستطيع إذا سار السيناريو كما هو مرسوم له ــ أن يفرض كلمته على كتابة الدستور، وصار قوة موازية لرئيس الجمهورية وربما أكثر.
القوة الأخرى هى الإخوان المسلمون، هذه الجماعة قلبها فى ميدان التحرير مع الثوار وعقلها مع المجلس الاعلى للقوات المسلحة فى شارع الخليفة المأمون.
الجماعة فقدت «كنزها الإستراتيجى» وهو مجلس الشعب، التى كانت تهدف عبره إلى ردع خصومها، أو الاستحواذ على هيئات أو إعادة صياغة مؤسسات كبرى مثل الأزهر والصحافة والقضاء خصوصا المحكمة الدستورية.
بعد خسارة مجلس الشعب، وقبل بدء فرز أصوات الناخبين فوجئت الجماعة بالإعلان المكمل الذى زاد من سلطات العسكرى، لكن بعد مرور حوالى ست ساعات على ذلك، اكتشفت الجماعة أن منصب رئيس الجمهورية صار فى يدها.. وهنا الحيرة، هل تقامر الجماعة وتدخل فى صدام مفتوح مع المجلس العسكرى وتخسر كل شىء، أم تعتصم بأسلوبها التاريخى وتقبل بـ«المقسوم» مراهنة على التغيير من الداخل وانتظار الانتخابات البرلمانية المقبلة؟!.
التيار الليبرالى فى حيرة أيضا، هو يرفع شعارات ديمقراطية دائما ويتحدث عن احترام خيارات الصناديق، لكن هذه الصناديق أفرزت تيارا يختلف معه فى كل شىء، هذا التيار الليبرالى فوجئ أن معظم مطالبه المتعلقة بكيفية تشكيل لجنة الدستور ووضع الدستور نفسه تحققت فى الإعلان المكمل الذى أصدره العسكرى.
داخل هذا التيار الليبرالى أقلية من الأفراد يؤمنون حقا بالديمقراطية حتى لو أتت بإسلاميين، ولا يفضلون تحقيق مطالب طالما جاءت بطريقة غير ديمقراطية.
المستقبل يتحدد طبقا للمعادلة الآتية: هل يضحى الإخوان بالقليل الذى تحقق ويستجيبون للدعوات الآتية من الميدان، ويبدأون ثورة جديدة، أو يقبلون بصفقة الأمر الواقع مع العسكر. ثم هل يرضى الليبراليون بالتحالف مع العسكر على حساب التوافق الذى لم يتحقق مع التيار الإسلامى.
أظن أن مفتاح الإجابة على كل الأسئلة السابقة هو عاملان: الأول ماذا سيفعل الإخوان، وأيضا ماذا يملك الثوار من أوراق؟.